رجل أعمال لبناني يتحدى الأزمة الخانقة بمركز للتكنولوجيا

شركة 'ملتي لين' تنتج معدات الاختبار والقياس للبنية التحتية لمراكز البيانات ومن بين زبائنها العالميين مايكروسوفت وآبل وغوغل، في رهان يواجه تحديات احدها بناء إمدادات طاقة شمسية خاصة بها حتى لا تعتمد على شبكة الكهرباء الحكومية.
ضو يوظف أكثر من 130، معظمهم من الشباب ويعتزم تشغيل 25 آخرين بنهاية العام

بيروت - على الرغم من المصاعب التي يتمثل بعضها في معاناة موظفيه لإيجاد بنزين لسياراتهم كي يتوجهوا إلى مقر عملهم، واجتهاده لتقديم منتج مميز يقنع الزبائن بمواصلة التعامل مع شركة مقرها لبنان، عالي المخاطر.. تزدهر شركة التكنولوجيا التي يملكها رجل الأعمال اللبناني فادي ضو.

وتنتج شركة "ملتي لين" التي أسسها ضو معدات الاختبار والقياس للبنية التحتية لمراكز البيانات، ومن بين زبائنها العالميين شركات مايكروسوفت وآبل وغوغل.

وقال ضو "التصور الخاص بكل شيء وتصميمه وبناؤه يأتي من لبنان".

ونظرا لأن لبنان يواجه أزمة مالية وصفها البنك الدولي بأنها من أسوأ موجات الركود في التاريخ الحديث، كان لزاما على ضو أن يتغلب على تحديات عديدة، منها على سبيل المثال بناء إمدادات الطاقة الشمسية الخاصة به حتى لا يعتمد على شبكة الكهرباء الحكومية، وليدير عملية تصدير منتجاته بنجاح.

وعاد ضو إلى لبنان عام 2006 بعد أن أقام 25 عاما في الولايات المتحدة. وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2019، وبعد شهر من بدء انهيار الاقتصاد اللبناني، أطلق حديقة حومال للتكنولوجيا في مسقط رأسه بلدة حومال، على بعد 15 كيلومترا من بيروت ليوسع إنتاجه.

وقال ضو إن شركات التكنولوجيا العالمية "تختار العمل مع لبنان مع علمها بأن لبنان بلد عالي الخطورة، لذلك علينا أن نقدم ضعف العرض من حيث القيمة، من حيث الابتكار ووقت التسويق. علينا أن نعمل بجدية أكبر.

"نصنع منتجا عالي القيمة يحل بشكل مميز مشكلة في الصناعة، لذلك يشترونه منا".

وعلى مدى العامين الماضيين، شهد لبنان انتفاضة شعبية ضد زعمائه السياسيين، وجائحة كوفيد-19 العالمية، وانفجارا هائلا في مرفأ بيروت أسفر عن مقتل 200 شخص وتدمير مساحات شاسعة من العاصمة.

كما فقدت عملته، الليرة، نحو 90 في المئة من قيمتها أمام الدولار وتسببت الأزمة في إلغاء ألوف الوظائف ودفعت أكثر من نصف سكان البلاد إلى دائرة الفقر.

ويوظف ضو أكثر من 130، معظمهم من الشباب، في شركته "ملتي لين" ويعتزم تشغيل 25 آخرين بنهاية العام.

ويستهدف توظيف المزيد في السنوات القليلة المقبلة لمكافحة هجرة ذوي الكفاءات بسبب الأزمة المالية.

علينا أن نقدم ضعف العرض من حيث القيمة، من حيث الابتكار ووقت التسويق

وقال ضو "مكافأتي تأتي حين يتصل بي أحد الآباء أو يرسل لي رسالة يقول فيها شكرا لأن أبنائي يعملون الآن، كانوا سيغادرون البلد لكنهم مقيمون الآن".

ومع اتجاه البلاد بشكل أسرع نحو الانهيار الكامل، حزم مئات المهندسين والأكاديميين والأطباء والفنانين وغيرهم حقائبهم ليبحثوا عن فرص في الخارج.

وقالت سنا أعور، المتدربة في ملتي لين، "إنها تجربة قوية، الحلو بالشركة إنه كله شباب وصبايا صغار، يعني الشركة عن جد بتعطي فرصة للشباب والصبايا إن يبقوا بالبلد ويعملوا شي من نفسهن بالبلد".

وأضافت زميلتها ماريا الطويل أنهم أحسوا بقدرتهم على تحقيق أحلامهم كمهندسين شباب يسعون لإثبات وجودهم. وقالت "قد ما نحن نعطي جهد ووقت من عندنا، الشركة كمان بتعطينا مكافآت، وبتعطينا معنويات، وبنحس حالنا مرتاحين أكتر وعم نقدر نعطي وعم نقدر نوصل للأحلام وللشي اللي نحن كنا فايتين كرماله كمهندسين شباب نريد أن نثبت أنفسنا بالمجال، بقطاع التكنولوجيا كمان".