رجل مافيا يفاقم أزمات حكومة أردوغان باتهامها بالفساد والقتل

اتهامات سادات بيكر تهز الشارع التركي والحكومة بعد أن تضمنت مقاطع فيديو انتشرت على نطاق واسع اتهامات بالفساد والاغتيالات والاغتصاب وتجارة المخدرات استهدفت الدائرة المقربة من أردوغان بمن فيهم رئيس وزراء سابق ووزير الداخلية ومسؤولون كبار وأفراد من أسرهم.
دعوات لاستقالة صويلو بعد اتهامات بيكر
إقالة صحفي من وكالة الأناضول لمجرد سؤاله وزيرين حول اتهامات بيكر
فيديوهات بيكر تستهدف ملايين الأتراك وسط تساؤلات عن مدى صحة الاتهامات الموجهة لحاشية أردوغان

اسطنبول - في تسجيلات فيديو وضعت على الانترنت منذ مطلع مايو/أيار ويتابعها ملايين الأتراك بشغف، يتهم زعيم مافوي سياسيين كبارا بالضلوع في عمليات اتجار بالمخدرات واغتيالات وبإقامة علاقات مشبوهة مع أوساط الجريمة المنظمة، وهو ما أحرج حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في ظل تراجع شعبيتها على وقع أزمة اقتصادية متفاقمة.

عندما بدأ سادات بيكر رجل العصابات التركي الذي سبق أن أدانه القضاء، نشر مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي هذا الشهر يتهم فيها بلا دليل ساسة كبارا بالفساد والقتل وتجارة المخدرات أقبل ملايين الأتراك على مشاهدتها.

وتسببت اتهامات بيكر المتوري عن الأنظار، بزلزال كبير على الساحة السياسية التركية وضرب حكومة أردوغان ووزير الداخلية سليمان صويلو الذي يتمتع بنفوذ كبير.

وتستهدف اتهاماته بدءا بالفساد وانتهاء بالاغتيالات السياسية مرورا بالاتجار بالمخدرات والاغتصاب، الدائرة المقربة من أردوغان بما في ذلك رئيس وزراء سابق ومسؤولين كبار وأفراد من أسرهم.

المعلومات التي تتضمنها المقاطع يجب أن تؤخذ في الاعتبار

وتفسر شهرة الزعيم المافوي المعروف بأنه كان قريبا من السلطة وأحد الأسماء البارزة في أوساط الجريمة المنظمة، العدد الهائل للمتابعين الذين تجذبهه مقاطع الفيديو الخاصة به التي سجل آخرها أكثر من 14 مليون مشاهدة، وتم تداوله على مؤسسات إعلامية تركية غير موالية للحكومة على غرار قناة "تركيا الأن".

وكان أحدهم الشاب جان جومسباش (27 عاما) خبير التسويق الرقمي الذي تابع مقاطع بيكر في بيته وأصبح يعتقد أن على الادعاء التركي أن يحقق في تلك المزاعم.

قال جومسباش "إذا لم يحدث أي تحرك فإن فكرة دولة القانون الديمقراطية في تركيا ستصبح عبثية".

وتساءلت إخصائية في العلاقات العامة لم تذكر من اسمها سوى ألارا عن مدى صحة اتهامات بيكر، لكنها قالت إن أحد أسباب افتتان الناس بمقاطع الفيديو أنها تتجاوز وسائل الإعلام التقليدية في تركيا والتي تسيطر الدولة على جانب كبير منها.

وقال قائد الشرطة السابق حنفي أفشي لقناة 'سوزكو' التلفزيونية الاثنين "قد تكون هناك تفاصيل ناقصة أو أخطاء في روايته، لكن المعلومات التي تتضمنها يجب أن تؤخذ في الاعتبار".

اتهامات بيكر تحرج اردوغان
اتهامات بيكر تحرج اردوغان

وفي مؤشر إلى قلق الحكومة من تأثير مقاطع الفيديو هذه على الرأي العام أُقيل صحافي من وكالة أنباء الأناضول الحكومية التركية الجمعة بعدما طرح سؤالاً على وزيرين حول الاتهامات التي وجهها بيكر.

وشوهدت مقاطع الفيديو السبعة التي نشرها بيكر حتى الآن أكثر من 56 مليون مرة على يوتيوب.

ويرى فيها بعض الأتراك إحراجا لحكومة أردوغان التي تحكم تركيا منذ ما يقرب من عقدين وتتباهى بنجاحها في كسر العلاقات بين الدولة والمافيا.

ودعت أحزاب المعارضة إلى استقالة وزير الداخلية الهدف الرئيسي لحوارات بيكر الذاتية التي يتحدث فيها من وراء مكتب بلغة يمزج فيها بين تعبيرات العامة في الشارع التركي والخطاب السياسي.

وقد رفض صويلو الاتهامات الموجهة له ومنها توفير حماية من الشرطة لبيكر بعد خروجه من السجن وتحذيره من حملة أمنية على عصابته. ووصف الوزير هذه الاتهامات بأنها "أكاذيب مثيرة للاشمئزاز" ومؤامرة على البلاد.

وقدم صويلو بلاغا قال فيه إن بيكر يستهدفه بسبب حربه على الجريمة المنظمة.

وسئل صويلو في مقابلة تلفزيونية عن سبب مشاهدة الملايين لمقاطع الفيديو فرد غاضبا أن الملايين يشاهدون أيضا مقاطع الفيديو التي تصور أطفالا في مشاهد إباحية.

وتدخل أردوغان في الأمر يوم الأربعاء مشيرا ضمنيا إلى دعمه للوزير، وقال أمام البرلمان إن الحكومة تطارد أفراد العصابات الإجرامية "في أي مكان يهربون إليه في العالم".

وتأتي هذه الاتهامات في أسوأ الأوقات لأردوغان الذي تراجعت شعبيته بسبب ارتفاع معدلات التضخم والانخفاض الحاد في سعر صرف الليرة التركية.

وكان بيكر (49 عاما) اشتهر في التسعينيات بأنه من زعماء العصابات، وحُكم عليه بالسجن 14 عاما في 2007 بتهم منها تكوين عصابة إجرامية وقيادتها. وقد دخل السجن لقضاء عدة أحكام في تركيا وقال إنه يعيش الآن في دبي. ولم تستطع رويترز التحقق من مكان وجوده.

وقال أردوغان في كلمة أمام الكتلة البرلمانية لحزبه العدالة والتنمية "في حربه ضد التنظيمات الإرهابية والإجرامية، دعمنا وزير داخليتنا، وندعمه الآن وسنظل ندعمه في المستقبل".

وتعرض صويلو مؤخرا لضغوط بسبب مقاطع الفيديو نشرها زعيم المافيا تضمنت اتهامات بأن وزير الداخلية على صلة بالجريمة المنظمة.

ومن بين هذه الاتهامات، أذاع بكير أن صويلو أبلغه بتحقيق وشيك ضده قبل أن يفر من تركيا. وفي مقطع فيديو آخر، أفاد أن نجل رئيس الوزراء السابق بن علي يلدريم متورط في تهريب دولي للمخدرات.