رحلة فيرجن غالاكتيك، تحليق في الفضاء أم في الجو!

رائد فضاء شهير في ناسا الأميركية يقول إن الرحلات السياحية الفضائية لشركة الملياردير ريتشارد برانسون لا تمثل إلا جولة جوية على ارتفاع شاهق وخطير.
سلامة السياح في الفضاء تطرح نفسها بقوة على ساحة الجدل الدولي
سياحة الفضاء تشهد سباقا محموما بين الشركات العالمية الكبرى

كانبرا - أدلى رائد فضاء استرالي شهير بتصريح لاذع وصريح جدا حول الرحلات السياحية نحو الفضاء التي تعتزم شركة فيرجن غالاكتيك القيام بها في العام 2019.
وكانت الشركة التي يملكها الملياردير ريتشارد برانسون، قامت في 13 ديسمبر/كانون الاول برحلة تجريبية لمركبتها التي ستحمل السياح في يوم من الأيام إلى تخوم الأرض، وطارت إلى ارتفاع 100 كيلومتر فوق سطح الأرض وهو ارتفاع كاف ليستمتع الركاب لوقت قصير جدا بحالة انعدام وزن ويشاهدوا استدارة الكرة الأرضية وسط ظلمة الفضاء.
لكن الرائد الاسترالي آندي توماس الذي سافر إلى الفضاء في أربع مهمات مع وكالة ناسا، وساعد في تأسيس وكالة الفضاء الأسترالية، شكك في بلوغ المركبة الفضاء ضمن هذا الارتفاع وقال في مؤتمر صحافي للنهوض "لا يمثل هذا إلا رحلة جوية على ارتفاع شاهق وخطير، وفي سعينا لتطوير تقنية ترسل البشر إلى الفضاء، لن تحقق هذه التقنية برأيي أي غاية، فهي تقنية ذات نهاية مسدودة".
وقال توماس الذي يعد من أكثر رواد الفضاء الأستراليين شهرة، وفقا لموقع مرصد المستقبل الإماراتي، إن الضجة المحيطة بهذا الإنجاز مجرد تسويق فقط، مضيفا "ما أرغب بقوله عن ريتشارد برانسون، هو أنه يستطيع أن يبيع الثلاجات للإسكيمو، فهو رجل أعمال عرض تلك التجربة بوسيلة غير ملائمة".

مركبة شركة فيرجن غالاكتيك
هل وصلت فعلا حافة الأرض!

ولا يرى رائد الفضاء الأسترالي فائدة من مركبة فيرجن غالاكتيك في مجال الرحلات الفضائية البشرية، لكن هذا لا يجعلها عديمة الجدوى، إذ يتمنى أن تستخدم يومًا في نقل الأقمار الصناعية الصغيرة إلى حافة الفضاء. 
وأوضح "على الرغم من نقدي لما يسعى ريتشارد لتحقيقه في صعيد الرحلات الفضائية الجوية، إلا أني أرى في طائرته القدرة على العمل في تقنيات الأقمار الصناعية والإمكانات اللازمة لإطلاق المركبات، وعلينا أن نقدم دعمنا على هذا الأساس".
وتطرح مسألة سلامة السياح نفسها بقوة على ساحة الجدل الدولي خصوصا وان هذا النوع من الرحلات يعرف بخطورته وصعوبته، لكن كل سائح فضائي عليه أن يوقع على تعهد بأنه يذهب إلى هذه الرحلات الفضائية مع علمه بالأخطار المتعددة التي يواجهها، وأنه يتحمل كل المسؤولية.
ومن الأخطار التي لا تتحملها الشركة مثلا اصطدام المركبة بمذنب فضائي يؤدي إلى تحطيمها.
وتتسابق "فيرجن غالاكتيك" مع شركة "بلو أوريجين" الأميركية التابعة لمؤسس "أمازون" جيف بيزوس لتصبح أول شركة في مجال السياحة الفضائية.