رحيل راهب فن النحت المصري

صفية القباني: نسعى لتكريم الراحل آدم حنين بشكل استثنائى بنقابة التشكيليين.
نقيب الفنانين التشكيليين المصريين تؤكد على أن الفنان الراحل قيمة فنية متفردة، لأنه استطاع أن يخلق لنفسه أسلوبًا خاصًا تستفيد منه كل الأجيال القادمة
آدم حنين استطاع أن يثبت للعالم أنه حفيد الفراعنة، وأن أعماله ستظل شاهدة على تاريخه العظيم

القاهرة ـ أكدت د. صفية القباني نقيب الفنانيين التشكيليين إلى أنه في المستقبل القريب سوف تسعى النقابة إلى تكريم الفنان الاستثنائي الراحل آدم حنين بشكل مميز تقديرا لمسيرته الإبداعية الإستثنائية، وذلك عقب الانتهاء من أزمة كورونا التي تمر بها البلاد.
وقالت القباني إن الفنان آدم حنين واحد من كبار الفنانين التشكيليين المصريين الذين تكتب أسماؤهم بأحرف من نور جنبا إلى جنب مع مؤسسي المشهد التشكيلي المصري، حيث إنه وريث جيل عظيم من المثالين، حاكى إبداع قمم مصرية خالصة بدءا من الفراعنة العظام وانتهاء بالمبدعين: محمود مختار وأحمد عثمان وعبدالبديع عبدالحى.
وأكدت أن حنين يعد من أشهر الأسماء المعروفة دوليا للنحت المصري، ساعده ذلك على تأسيس أول سيمبوزيوم دولي على أرض أسوان لتعريف المتخصصين بفنون النحت الحديث، ومنح فرص للنحاتين الشباب.
وأكدت نقيب الفنانين التشكيليين على أن الراحل قيمة فنية متفردة، لأنه استطاع أن يخلق لنفسه أسلوبًا خاصًا تستفيد منه كل الأجيال القادمة.
وأوضحت النقابة في بيانها، أن آدم حنين استطاع أن يثبت للعالم أنه حفيد الفراعنة، وأن أعماله ستظل شاهدة على تاريخه العظيم، الذي استطاع أن يكون من أبرز النحاتين في مصر بصفة خاصة والعالم العربي بصفة عامة، وأنه رحل بجسده ولكن أعماله باقية بيننا، وستظل خالدة يتعلم منها جميع الفنانين. 

fine arts
تمثال أم كلثوم

يذكر أن آدم حِنِين (31 مارس/آذار 1929 - 22 مايو/آيار 2020) نحات ورسام مصري. ولد في القاهرة من أسرة أسيوطية تعمل في صياغة الحلي، ونشأ في حي باب الشعرية. التحق بمدرسة الفنون الجميلة فيها سنة 1949 وبعد تخرجّه في 1953، قضى مدة في مرسم الأقصر. واستكمل دراسته في ميونخ بألمانيا وأقام في فرنسا من 1971 حتى 1996. عمل من سنة 1989 إلى 1998 مع وزارة الثقافة المصرية في ترميم تمثال أبي الهول في الجيزة. وفي 1996 عاد نهائيًا إلى وطنه، وأسس سمبوزيوم أسوان الدولي لفن النحت. وأصبح فناناً معروفاً على المستوى الدولي، وأقام مسكنه ومحترفه في منزل من الطوب الطيني في قرية الحرانية. 
وهو يعد من أبرز النحاتين في العالم العربي في القرن العشرين. أنجز خلال مسيرته الفنية عدداً من القطع الكبيرة والصغيرة الحجم، باستخدام مواد متنوعة مثل الغرانيت والبرونز والجص والحجر الجيري والفخار.
تشكلت أعماله الأولى من التماثيل المصرية القديمة مع "الدلالة على حس تبسيطي في معالجة الكتل والأحجام." وسجّلت بداية السبعينيات تطوّراً مهماً في فنّه واستلهم من حرية التعبير النحتي. وفي خلال الثمانينيات، اتسمت منحوتاته بالأشكال المجردة والأحجام الصافية وبديناميكية الحركة، وكانت تدور حول مواضيع مثل قرصي الشمس والقمر ومفهوم الصعود. أعماله في التسعينيات، تشكلت على المنحوتات كبيرة الحجم التي تعرض في الهواء الطلق، ومنها السفينة، المصممة كبديل مجازي للفضاء المتحفي. "تجسّد أعماله بشكل عام الحس الصرحي المختزل ومفهوم الأزل. "
وكان آدم حنين أيضاً رسامًا غير أنه لم يستخدم في لوحاته الألوان الزيتية على القماش بل أعاد إحياء تقنيات قديمة مثل الرسم على أوراق البردي بأصباغ طبيعية ممزوجة بالصمغ العربي أو تقنية الرسم على الجص التقليدية. وأنجز سنة 1960 رسوماً لتزيين كتاب صديقه الشاعر صلاح جاهين (1930 ـ 1986) "رباعيات صلاح جاهين"، واستخدم لذلك الحبر الهندي على الورق. تتميّز لوحاته، سواء التشخيصية منها أو التي تمثل أشكالاً هندسية تجريدية، بصفاء الأشكال وحرارة الألوان التي يعززها عمق نحتي.
أقام آدم حنين العديد من المعارض الفردية، في القاهرة والإسكندرية وأمستردام ولندن وباريس وروما، كما شارك في الكثير من المعارض الجماعية في عدة دول.  

كان له متحف في الحرانية أفتتح في يناير/ كانون الثاني 2014، وله آثار في متحف الفن المصري الحديث بالقاهرة، وكذلك في متاحف: المتحف العربي للفن الحديث، في الدوحة، الذي يضم منحوتته الهائلة "السفينة" والمعروضة في باحة المدخل.
وقد نال آدم حنين العديد من الجوائز والتكريمات، منها جائزة الدولة التقديرية في الفنون1998، والجائزة الأولى للإنتاج الفني .وجائزة مبارك للفنون عام 2004، وتكريم الصالون الأول للفن التشكيلي بمؤسسة الأهرام 2014.