رسائل ايجابية تسبق قمة المصالحة الخليجية في الرياض

وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية يؤكد أن إدارة السعودية لملف المصالحة موضع ثقة وتفاؤل، مضيفا "من الرياض عاصمة القرار الخليجي نخطو بمشيئة الله خطوات تعزيز الحوار الخليجي تجاه المستقبل".
الإمارات تتطلع لقمة خليجية ناجحة تبدأ معها مرحلة تعزيز الحوار الخليجي
البحرين تدعو لإنهاء النزاعات الإقليمية وسط جهود لحل أزمة قطر
وزير الخارجية القطري يشدد على أهمية وحدة مجلس التعاون الخليجي
الدوحة: كل الأزمات يجب أن تحل من خلال الحوار
قطر تجدد دعوتها للحوار مع إيران أحد الملفات الخلافية في أزمة الدوحة

المنامة/موسكو - تسبق القمة الخليجية التي من المفترض أن تعقد بعد نحو أسبوعين في الرياض حالة من التهدئة الإعلامية والسياسية في تهيئة للظروف المناسبة لمصالحة ظهرت أولى ملامحها في بيان كويتي اتسم بالعقلانية والواقعية طرحا ومضمونا بقبول من جميع الأطراف لمبدأ التوافق ورأب الصدع تحصينا لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وبترحيل القضايا الخلافية للجان مختصة لدراستها نقطة بنقطة.

وتنصب الجهود الحالية على تقريب وجهات النظر حول القضايا الخلافية ضمن مسارات رسمية ابتعدت عن الارتجالية وخطابات التشنج باستثناء ما صدر عن وسائل إعلام قطرية حرصت في الفترة الماضية على الاستمرار في تنغيص جهود المصالحة على خلاف الموقف القطري المعلن الذي يميل للتهدئة لتسريع الخروج من ورطة المقاطعة.

وقد دعت البحرين اليوم الأربعاء إلى حلّ النزاعات الإقليمية "بالطرق السلمية" وذلك في خضم الجهود الهادفة لإنهاء أزمة قطر.

وأكّد مجلس الدفاع الأعلى في البحرين في بيان عقب جلسة ترأسها الملك حمد بن عيسى آل خليفة على "ضرورة لإنهاء الصراعات والنزاعات الإقليمية بالطرق السلمية"، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الحكومية.

وأضاف أن الحلول يجب أن تتوافق مع "المواثيق الدولية ومبادئ حسن الجوار والعمل على إحلال السلام والاستقرار والازدهار لصالح جميع شعوب المنطقة".

وأعلنت السعودية والإمارات ومصر مؤخرا عن رغبتها في حل النزاع. وسيجتمع قادة مجلس التعاون الخليجي في السعودية في الخامس من يناير/كانون الثاني المقبل وسيشكل حضور أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مؤشرا على التقارب.

ودار نزاع حدودي لسنوات طويلة بين البحرين وقطر على المياه والجزر الصغيرة وتم حله من قبل محكمة العدل الدولية في عام 2001، لكن الدولتين واصلتا تبادل الاتهامات حول خرق الحدود وتوقيف صيادين.

والشهر الماضي، اتّهمت الدوحة زورقين تابعين لخفر السواحل البحريني بخرق مياهها الإقليمية، لكن البحرين نفت ذلك قبل أن تعلن الأحد الماضي أن الدوحة تحتجز 47 قارب صيد بحريني.

والاثنين أكّدت الحكومة في المنامة على أهمية "التفاوض الثنائي المباشر مع دولة قطر للوصول إلى اتفاق بشأن استمرارية السماح للصيادين بالبلدين من ممارسة نشاطهم وفق ما هو متعارف عليه منذ عقود".

وتأتي الجهود لحل الأزمة الخليجية التي تسبّبت بخسائر اقتصادية في الخليج، في وقت تترقب فيه المنطقة تسلّم الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن مهامه والذي سيرحب بحل خلاف أرخى بظلاله على جهود الولايات المتحدة في مواجهة إيران في منطقة إستراتيجية.

وفي مؤتمر صحافي مع نظيره الروسي في موسكو الأربعاء، قال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني "لن يخرج أي طرف من هذه الأزمة بانتصار".

وأكد أن بلاده تنظر إلى أمن منطقة الخليج كأولوية وأن التصعيد ليس في مصلحة أي طرف، مضيفا أن "دولة قطر ثابتة على موقفها بأهمية وحدة مجلس التعاون الخليجي وأن كافة الأزمات يجب أن تحل من خلال الحوار".

وفي المؤتمر الصحفي الذي بثته قناة روسيا اليوم قال الوزير القطري إن "بيان الكويت اختراق واتفاق مبدئي بشأن إطار العمل للوصول إلى المصالحة الخليجية.. لا معوقات على المستوى السياسي أمام جهود حل الأزمة الخليجية"، موضحا أن الدوحة "أجرت مناقشات مع السعودية فقط لكنها تمثل كافة دول المقاطعة".

وتابع "سنخرج جميعا منتصرين فقط في حال إيجاد الحل ويتم إعادة بناء الثقة"، مجدّدا دعوة بلاده لدول الخليج لإقامة حوار مع إيران التي تعتبرها السعودية خصمها الأكبر.

ولم تمانع السعودية في السابق إجراء حوار مع ايران لكنها اشترطت تخلي طهران عن أنشطة مزعزعة للاستقرار في المنطقة بما في ذلك تمويل وتسليح وكلائها في العراق وسوريا واليمن.

وتتعرض المملكة لاعتداءات إرهابية متواترة بصواريخ وطائرات مسيرة إيرانية الصنع   استهدفت منشآت مدنية واقتصادية انطلاقا من اليمن من مناطق سيطرة المتمردين الحوثيين المدعومين من طهران.

والسعودية على قناعة تامة أن إيران لن تتخلى عن تلك الممارسات وعن تطوير برنامجها للأسلحة النووية والصواريخ الباليستية التي تشكل تهديدا للأمن والسلم الإقليمي والدولي.

وأحد النقاط الخلافية التي من المتوقع أن يتم بحثها سواء في القمة الخليجية المرتقبة أو مع خلال اجتماعات اللجان المختصة بعد القمة هو الارتباط القطري بإيران وما يثيره هذا الملف من قلق ومن تهديد للأمن القومي الخليجي والعربي.

ورغم أن حل الخلاف لا يبدو هيّنا وقد يستغرق وقتا إلا أن هناك إشارات ايجابية لجهة التهدئة والدفع لوضع حدّ للأزمة.

وأكد أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية الأربعاء في تغريدة على حسابه بتويتر أن دولة الإمارات تتطلع لقمة خليجية ناجحة "نبدأ معها مرحلة تعزيز الحوار الخليجي".

وتابع "إدارة المملكة العربية السعودية الشقيقة لهذا الملف موضع ثقة وتفاؤل ومن الرياض عاصمة القرار الخليجي نخطو بمشيئة الله خطوات تعزيز الحوار الخليجي تجاه المستقبل".

وسبق أيضا أن نشرت وكالة الأنباء السعودية تقريرا مطولا أشارت فيه إلى أهمية وحدة مجلس التعاون الخليجي الذي يضم كلا من المملكة ودولة الإمارات والبحرين وقطر والكويت وسلطنة عمان.