رسالة طمأنة من الحوثيين إلى الأوربيين طمعا في سحب القوات البحرية

زعيم المتمردين يعتبر أن التأثير على أمن وسلامة الملاحة وعبور السفن هو في ازدحام القطع الحربية في البحر الأحمر.

صنعاء - دعا زعيم جماعة أنصار الله باليمن عبدالملك الحوثي اليوم الخميس الدول الأوروبية إلى سحب قطعها الحربية من البحر الأحمر، مشددا على أنه لا خطر على الملاحة الأوروبية التي لا تتجه إلى إسرائيل.
وقال الحوثي في كلمة متلفزة بثتها قناة "المسيرة" الفضائية التابعة للجماعة "نقول للأوروبيين من مصلحتكم سحب قطعكم التي تكلفكم كثيرا، وتدخلكم في مخاطر ومناوشات لصالح الولايات المتحدة".
وتابع موجها خطابه إلى الدول الأوروبية "من خلال التنسيق مع بلدنا تستطيع أي دولة أن تعبر في البحر من دون أي استهداف"، لافتا إلى أن "التأثير على أمن وسلامة الملاحة وعبور السفن هو في ازدحام القطع الحربية في البحر الأحمر".

وأعلن زعيم المتمردين الحوثيين أنّ جماعته شنّت منذ بدء الحرب في قطاع غزة هجمات على حوالي مئة سفينة "مرتبطة بالعدو" الإسرائيلي في مياه البحر الأحمر وخليج عدن، وذلك في إطار ما تقول الجماعة إنّها محاولات لدعم الفلسطينيين في قطاع غزة والضغط باتجاه وقف الحرب المستعرة منذ أكثر من ستة أشهر.

وقال الحوثي إنّه "تمّ استهداف ثماني سفن مرتبطة بالأعداء، ليصل إجمالي السفن المستهدفة إلى 98 سفينة".

ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني يشنّ الحوثيون هجمات بصواريخ وطائرات مسيّرة على سفن في البحر الأحمر وخليج عدن. ويقولون إن هذه الهجمات تندرج في إطار تضامنهم مع الفلسطينيين في غزة.

وشكّلت الولايات المتحدة تحالفا متعدد الجنسيات يهدف إلى حماية الشحن في البحر الأحمر، ونفّذت منذ منتصف يناير/كانون الثاني ضربات متكررة على أهداف للحوثيين في اليمن. وشاركت بريطانيا أيضاً في العديد من تلك الضربات.

ولاحقًا أعلن الاتحاد الأوروبي في 19 فبراير/شباط، انطلاق مهمة بحرية أوروبية باسم "أسبيدس" لحماية السفن التجارية في البحر الأحمر من هجمات الحوثيين، مؤكدا أنها منفصلة عن الهجمات التي تشنها واشنطن ولندن، إلا أن هناك تنسيقا بينهما.

وإذ اعتبر الحوثي أنّ هذه هجمات المتمردين "نجحت" في تحقيق هدفها، شدّد على أنّه "ليس هناك أيّ حلّ يسهم في الاستقرار في المنطقة بشكل صحيح إلا وقف العدوان والحصار على غزة".

وفي سياق متصل أشاد الحوثي بالقصف غير المسبوق الذي شنّته إيران على إسرائيل في نهاية الأسبوع الماضي، معتبراً أنّ هذا الهجوم "كان قوياً من حيث الزخم كمّاً وكيفاً ومن الأراضي الإيرانية".

وشنّت طهران هجوماً مباشراً غير مسبوق على الدولة العبرية في نهاية الأسبوع الماضي، وضعته في إطار "الدفاع المشروع" عن النفس بعد تدمير مقرّ قنصليتها في دمشق في الأول من أبريل/نيسان، في ضربة نسبتها إلى إسرائيل.

وتمّ الهجوم ليل السبت الأحد حين أطلقت طهران أكثر من 300 صاروخ بالستي ومجنّح ومسيّرة بحمولة إجمالية زنتها 85 طناً قالت إسرائيل إنها تمكنت من اعتراضها جميعها تقريبا بمساعدة حلفائها ولم تخلّف سوى أضرار محدودة.