رسومات فنية تلتقط نبض الشارع العربي في 'جمع تكسير'

الفنان التشكيلي الفلسطيني خالد حوراني يستلهم ثلاثين لوحة فنية تعكس العديد منها طبيعة التجمعات البشرية خلال التظاهرات سواء ضد المحتل كما في فلسطين أو ضد الأنظمة كما في بعض الدول العربية

رام الله (الضفة الغربية) - يستلهم الفنان التشكيلي الفلسطيني خالد حوراني من التظاهرات التي يشهدها عدد من الدول العربية والأراضي الفلسطينية رسومات معرضه الفني "جمع تكسير".

وقال حوراني الثلاثاء "التظاهرات وقد أصبحت جزءا من حياتنا أتت إلى معرضي هذا بالفعل وقد أتت إلى الفن قبل ذلك بأكثر من طريقة".

"غير أنني أحاول هنا في معرض جمع تكسير نقل نبض الشارع إلى المعرض وليس نقل المعرض إلى الشارع".

افتتح حوارني معرضه خلال الأسبوع الجاري في غاليري "زاوية" في رام الله مقدما فيه ثلاثين لوحة فنية تعكس العديد منها طبيعة التجمعات البشرية سواء كانت تظاهرات ضد المحتل كما في فلسطين أو ضد الأنظمة كما في بعض الدول العربية.

وعمل حوراني على تحويل عدد من الصور الفوتوغرافية التي التقطتها بعدسة كاميرته خلال التظاهرات إلى لوحات فنية بأحجام مختلفة.

وقال "نعم تأثرت بالناس في غير مكان وليس في فلسطين فقط وقد اعتمدت على صور فوتوغرافية أخذتها بنفسي لأناس مجهولين وحولتها إلى لوحات فنية بصيغ متعددة".

وأضاف "هذا المعرض عن الناس وعن الجموع في لحظات محاولاتها لتغيير الواقع".

وأوضح حوراني أنه استعار عنوان معرضه "تكسير" الذي عمل عليه خلال السنتين الماضيتين من مفردات اللغة العربية.

وقال "هناك محاولات لكسر إرادة الشعوب، وقد استعرت هذا الاسم من قواعد اللغة العربية بالفعل نظرا لدلالته، ليس اللغوية فقط وهي موحية أيضا وإنما لأنه ناسب طبيعة اللوحات في المعرض".

ويحاول حوراني في معرضه الذي يستمر حتى العشرين من الشهر المقبل مقارنة توثيق الفن للأحداث السياسية.

ويضم المعرض لوحتين تصوران مقتل الطالبة لينا النابلسي في نابلس 1976 برصاص الجيش الإسرائيلي والطالبة بيان عسيلة في العام 2016.

وقال حوراني حول هذا العمل "لوحة لينا وبيان هي عن إعادة التمثيل في الفن لصورة الشهيد وكيف تبدلت الصورة".

وكتب حوراني إلى جانب اللوحتين "في العام 1976 استشهدت الطالبة لينا النابلسي أثناء خروجها من المدرسة، وكانت لينا ثاني شهيدات  نابلس بعد  حرب حزيران (يونيو) عام 1967 وهي ثالث  شهيدة على مستوى فلسطين".

ويضيف "لينا  نفسها التي غنى لها أحمد  قعبور أغنيته الشهيرة يا جسد  الضفة، وغنى لها الشيخ  إمام عيسى أغنية "لينا  لؤلؤة حمراء" من كلمات الشاعرة فدوى طوقان، ورسمها بعد ذلك الفنان سليمان منصور لتنتشر صورة اللوحة في فلسطين علي نطاق واسع".

ويتابع في نصه المكتوب "في العام 2016 انتشرت صور العديد من شهداء السكاكين دون أن يتم معرفة أسمائهم ودون أن يغني لهم أحد ومن بينهم صورة الشهيدة الطالبة بيان عسيلة".

ويوضح حوراني أنه "استلهم صورتها هنا ليس للمقارنة والتشابه بين زمانين فقط، وإنما للإشارة إلى حجم فوارق التمثيل والتعبير في الفن وفي الحياة أيضا، والدلالات السياسية والاجتماعية لكل ذلك".

ويرى حوراني أن معرضه يرصد "تلك اللحظات التي يخرج فيها الناس إلى الشارع من اليأس وفقدان الأمل والشعور الغامض بأن التغيير يأتي من القاعدة وليس من فوق. من الفرد وليس من القادة أو المفكرين".