رسوم صينية انتقامية تشحن الحرب التجارية مع واشنطن

الصين تعتزم فرض رسوم جمركية على واردات أميركية بقيمة نحو 75 مليار دولار، في خطوة تأتي بعد تعثر المفاوضات التجارية بين الطرفين.

ترامب يأمر الشركات الأميركية بايجاد بديل عن الصين
ترامب يتوعد الصين باجراءات تجارية انتقامية
لا مؤشرات على تهدئة التوتر التجاري بين واشنطن وبكين
ردود انتقامية تطبع العلاقات التجارية بين واشنطن والصين
انعدام الثقة يحول دون إنهاء الحرب التجارية

بكين/واشنطن - أعلنت الصين اليوم الجمعة  أنها تعتزم فرض رسوم جمركية على واردات أميركية بقيمة تصل إلى 75 مليار دولار في خطوة انتقامية من شأنها أن تؤجج التوتر التجاري مع الولايات المتحدة.

وسارع الرئيس الأميركي دونالد ترامب للرد على هذا الإجراء بأن توجه للشركات الأميركية بالقول إنه يأمرها بإيجاد بديل عن الإنتاج في الصين، ووعد بالرد "في فترة بعد الظهر" على الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضتها بكين.

وكتب في سلسلة من التغريدات الصارمة "سأرد على التعريفات الصينية بعد ظهر هذا اليوم (الجمعة)"، مضيفا "بموجب ذلك، نأمر الشركات الأميركية الكبرى أن تبدأ على الفور في البحث عن بديل للصين، بما في ذلك إحضار شركاتها إلى الوطن لصنع منتجاتها في الولايات المتحدة".

وكتب أيضا "لسنا بحاجة إلى الصين وبصراحة، سنكون في وضع أفضل من دونهم"، مشيرا إلى "المبالغ الضخمة من الأموال التي سرقتها الصين في الولايات المتحدة"، مجددا تصميمه على وضع حد لها.

ومنذ بداية الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، فرضت واشنطن رسوما جمركية إضافية على ما يعادل 250 مليار دولار من البضائع الصينية المستوردة.

وأرجأت مؤخرا إلى 15 ديسمبر/كانون الأول فرض رسوم إضافية بنسبة 10 بالمئة على مجموعة متنوعة من المنتجات الاستهلاكية، بما في ذلك البضائع الإلكترونية.

وستبدأ الصين تطبيق الرسوم الانتقامية الجديدة اعتبارا من الأول من سبتمبر/أيلول و15 ديسمبر/كانون الأول ردا على خطط واشنطن زيادة الرسوم في إطار النزاع التجاري الحاد بينهما.

وستتراوح نسبة الرسوم الجديدة بين 5 إلى 10 بالمئة على 5078 سلعة تستوردها الصين من الولايات المتحدة، بحسب مكتب الرسوم الجمركية التابع لمجلس الدولة الصيني.

وأعلنت بكين أيضا أنها ستفرض رسوما بقيمة 25 بالمئة على السيارات الأميركية و5 بالمئة على قطع غيار السيارات اعتبارا من 15 ديسمبر/كانون الأول.

وكانت الصين قد ألغت رسوما جمركية على السيارات الأميركية وقطع الغيار في وقت سابق هذا العام كبادرة حسن نية أثناء انعقاد المحادثات التجارية.

وقال مكتب الرسوم الجمركية الصيني في بيان إن زيادة الرسوم التي فرضتها الولايات المتحدة "أدت إلى استمرار تفاقم التوترات الاقتصادية والتجارية بين الصين والولايات المتحدة، في خرق لاتفاق رئيسي الدولتين في الارجنتين والإجماع الذي تم التوصل إليه في أوساكا".

ووجه الرئيس الأميركي مرارا انتقادات للصين واتهمها أيضا بشن حرب عملات، فيما لا تشكل بكين الجبهة العالمية الوحيدة في خضم حرب تجارية معلنة منذ أن تولى الرئيس الجمهوري السلطة في 2017.

وفتح ترامب أكثر من جبهة مواجهة عالمية بقراره فرض رسوم جمركية على واردات الألمنيوم والفولاذ.

وكانت مفوّضة التجارة في الاتحاد الأوروبي سيسيليا مالمستروم قد أعلنت في يوليو/تموز استعداد التكتّل لزيادة الرسوم الجمركية على سلع أميركية بقيمة 35 مليار يورو في حال فرضت واشنطن رسوما على السيارات الأوروبية.

وجاء تحذير المفوضة الأوروبية بعد أن أعلنت أن المساعي التي تبذلها أوروبا والولايات المتحدة لمحاولة التوصّل لاتفاق تجاري تراوح مكانها.

وشكّل التحذير الذي أطلقته مالمستروم أمام النواب الأوروبيين تذكيرا بأن التوتر بين ضفتّي المحيط الأطلسي لا يزال كبيرا رغم أن الاهتمام منصب على الحرب التجارية القائمة بين الصين والولايات المتحدة.