رشاقة الخصر تحاصر الجلطات القاتلة

باحثون يجدون أن الوزن الإضافي حول البطن يزيد من احتمالات الإصابة بنوبة قلبية أو دماغية أولى ولاحقة أيضا.
اتباع نظام غذائي صحي يحد من دهون البطن
دهون البطن ترتبط بالجلطات بشكل مستقل عن عوامل الخطر الأخرى

ستوكهولم - توصل باحثون إلى أن الناجين من الأزمات القلبية والذين يحملون وزنا إضافيا حول بطنهم معرضون لخطر الإصابة بنوبة قلبية أخرى، وهو سبب آخر يجعل قياس محيط الخصر أكثر أهمية من وزن الجسم الإجمالي.
ومن المعروف أن السمنة في منطقة البطن، حتى لو كان باقي الجسم نحيفا، تزيد من احتمالات الإصابة بنوبة قلبية أولى، لكن الدراسة الجديدة التي نشرت هذا الأسبوع في المجلة الأوروبية لأمراض القلب الوقائية، هي الأولى التي يجد فيها الباحثون صلة بين الدهون في منطقة البطن وخطر الاصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية لاحقة.
وقال الباحثون إن تلك الصلة كانت قوية بشكل خاص لدى الرجال.
ونقلت شبكة "سي أن أن" الأميركية عن الدكتورة هنية محمدي من معهد كارولينسكا في ستوكهولم قولها في بيان "إن السمنة حول البطن لا تزيد فقط من خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية فحسب، بل تزيد أيضا من خطر التكرار بعد النوبة الأولى".
وأضافت أن "الحفاظ على منطقة الخصر رشيقة نوعا ما، أمر مهم للوقاية من النوبات القلبية والسكتات الدماغية في المستقبل بغض النظر عن عدد الأدوية التي قد تتناولها أو مدى صحة اختبارات الدم".
وتتبعت الدراسة نحو 22 ألف مريض سويدي بعد أول نوبة قلبية، ونظرت في العلاقة بين محيط الخصر والأحداث الناجمة عن انسداد الشرايين مثل النوبات القلبية القاتلة وغير القاتلة، والسكتة الدماغية.

البدانة
ممارسة التمارين الرياضية بانتظام تحارب دهون البطن

وراقب الباحثون المرضى لمدة أربع سنوات تقريبا، حيث كان نحو 78٪ من الرجال و90٪ من النساء يعانون من السمنة حول البطن، والتي تم تعريفها على أنها محيط الخصر البالغ 94 سنتيمترا أو أعلى بالنسبة للرجال، و80 سنتيمترا أو ما يزيد عند النساء.
ووجدت الدراسة أن دهون البطن ارتبطت بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية بشكل مستقل عن عوامل الخطر الأخرى مثل التدخين، والسكري، وارتفاع ضغط الدم، ومؤشر كتلة الجسم، وعلاجات الوقاية.
وشدد الباحثون على أن محيط الخصر كان أكثر أهمية من السمنة الإجمالية، ونصحوا الأطباء بقياس خصور مرضاهم لتحديد أولئك المعرضين للخطر.
ومع ذلك، قالوا إن العلاقة كانت أقوى وأكثر وضوحا لدى الرجال، الذين يشكلون ما يقرب من ثلاثة أرباع المرضى المشمولين في الدراسة، مقارنة بالنساء.
أما بالنسبة للنساء، فتقول محمدي إن العلاقة مع قياس محيط الخصر لم تكن الأكثر خطورة، وقد يكون السبب في ذلك هو نوع الدهون التي تميل إلى التجمع حول بطون السيدات.
وتابعت قائلة "عند الرجال قد يكون لديهم المزيد من الدهون الحشوية التي تتعمق في الجسم وتلتف حول الأعضاء الحيوية، ويمكن أن تتحول إلى كولسترول يبدأ في التجمد والتصلب في الشرايين، بينما عند النساء يعتقد أن نسبة أكبر من الدهون تتكون تحت الجلد وهي غير ضارة نسبيا".
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية يزداد خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مثل النوبات القلبية أو السكتات الدماغية عند الرجال الذين يزيد محيط خصرهم على 102 سنتيمترا عند الرجال، وأكثر من 88 سنتيمترا عند النساء.
ويقول الباحثون إن أفضل طريقة لمعالجة الدهون في البطن هي اتباع نظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، مثل المشي لمدة لا تقل عن 30 دقيقة يوميا.