رصيد ضخم من المساعدات الإماراتية يدعم إستراتيجية السلام أولا في اليمن

الإمارات قدمت مساعدات لليمن بـ5.6 مليار دولار خلال السنوات الاربع الماضية في المجالات الغذائية والطبية والتعليمية وتأهيل المطارات والموانئ.

دبي - أعلن مسؤول إماراتي الاثنين إن سحب الإمارات بعض قواتها من اليمن في الآونة الأخيرة جرى التخطيط له منذ أكثر من عام وبالتنسيق مع السعودية، قائلا ان أبوظبي ستنتقل من استراتيجية القوة العسكرية أولا إلى استراتيجية السلام أولا.
وسحبت الإمارات بعض قواتها من مناطق منها ميناء عدن الجنوبي والساحل الغربي لكنها تقول إنها لا تزال على التزاماتها تجاه حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المعترف بها دوليا. 
وذكرت وزارة الخارجية الإماراتية الاثنين ان ابوظبي قدمت حوالي 5.6 مليارات دولار مساعدات انسانية لليمن خلال السنوات الاربع الماضية.
ودعا المتمردون الحوثيون الثلاثاء قوات التحالف الى "الانسحاب الكامل" من اليمن. وكتب محمد علي الحوثي رئيس ما تسمى اللجنة الثورية العليا في تغريدة ان "الانسحاب من اليمن هو القرار المثالي الذي يجب اتخاذه في هذا الوقت بالذات".
وقال المسؤول الإماراتي الذي رفض نشر اسمه إن قرار خفض القوات لم يكن وليد اللحظة بل نوقش باستفاضة مع الرياض.

قرار خفض القوات لم يكن وليد اللحظة بل نوقش باستفاضة مع الرياض

وقال المسؤول للصحفيين في دبي "استمر نقاشنا بشأن إعادة انتشارنا لما يزيد عن عام وتزايد (النقاش) بعد توقيع اتفاق ستوكهولم في ديسمبر".
وقال المسؤول إن مدينة الحديدة الساحلية هي الأكثر تأثرا بالقرار بسبب وقف إطلاق النار بموجب اتفاق السلام الذي تم التوصل إليه العام الماضي في السويد برعاية الأمم المتحدة لتمهيد الطريق أمام محادثات لإنهاء الحرب.
وأصبحت الحديدة محور الحرب العام الماضي عندما حاول التحالف السيطرة على الميناء وهو خط الإمداد الرئيسي للحوثيين. وبموجب الاتفاق الذي لم ينفذ بالكامل سينسحب كل من الحوثيين والقوات اليمنية الموالية للتحالف من الحديدة.
وقال المسؤول "من المنطقي جدا لنا إعادة الانتشار بعيدا عن الحديدة. وبالمثل فإن مدينة عصب في إريتريا تأثرت أيضا لأنها كانت نقطة انطلاق لعملياتنا في الحديدة" مضيفا أن تحركات القوات في مناطق أخرى في اليمن "تكتيكي ويعتمد على احتياجاتنا".

اعادة انتشار تكتيكي
اعادة انتشار تكتيكي

وللإمارات قاعدة عسكرية كبيرة في ميناء عصب الإريتري الواقع على البحر الأحمر.
وقال المسؤول "لا يعترينا أي قلق بشأن حدوث فراغ في اليمن لأننا دربنا 90 ألف جندي يمني في المجمل. هذا أحد نجاحاتنا الكبيرة في اليمن".
وقال المتحدث باسم التحالف الذي تقوده السعودية ردا على سؤال حول سحب القوات إن الدول الأعضاء تقوم بأدوار مختلفة وتساهم بأي قدرات لديها.
وقال العقيد تركي المالكي للصحفيين في الرياض إن الإمارات ودول التحالف تواصل تحقيق أهدافها العملية والاستراتيجية والوصول إلى النتائج النهائية لإعادة الحكومة اليمنية الشرعية.
ويقول دبلوماسيون إن الإمارات تفضل أن تكون قواتها وعتادها قيد تصرفها تحسبا لتصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران بعد الهجمات على ناقلات نفط في الخليج وإسقاط طهران لطائرة أميركية مسيرة.

لا يعترينا أي قلق بشأن حدوث فراغ في اليمن لأننا دربنا 90 ألف جندي يمني في المجمل. هذا أحد نجاحاتنا الكبيرة في اليمن

وتجري واشنطن محادثات مع الحلفاء بشأن تشكيل تحالف عالمي لحماية ممرات شحن النفط الحيوية في مضيق هرمز وبالقرب منه.
وقال المسؤول إن الأمر يتطلب وضع آلية جماعية لحماية الطاقة وأمن الملاحة البحرية.
واضاف المسؤول "كثيرون سألوا إن كان لهذا صلة أيضا بتصاعد التوتر مع إيران في الوقت الراهن. أقول بشكل أساسي لا. ولكن بالطبع لا نستطيع أن نغض الطرف عن الصورة الاستراتيجية ككل. الأمر يتعلق بالانتقال من استراتيجية القوة العسكرية أولا إلى استراتيجية السلام أولا".
وأعلنت الامارات الاثنين عن تقديم 5.6 مليار دولار مساعدات انسانية لليمن خلال السنوات الاربع الماضي، موزعة على العديد من القطاعات الخدمية والإنسانية والصحية والتعليمية والإنشائية، استفاد منها 17.2 مليون يمني يتوزعون على 12 محافظة.
وذكرت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في تقرير لها أن من بين المستفيدين 11.2 مليون طفل و 3.3 مليون امرأة .
وفي إطار هذه المساعدات تلقى 11.4 مليون يمني العلاج الطبي فضلا عن مساعدات شملت أدوية ومستلزمات طبية وتأهيل المستشفيات.
وتلقى 16.3 مليون مساعدات غذائية و1.8 مليون طفل وطفلة دعما تربويا وتعليميا. وتمت إعادة تأهيل وتشغيل 3 مطارات و3 موانئ بحرية في عدن والمكلا وسقطرى.