رفاق السلاح يدافعون عن تاريخ لخضر بورقعة

منظمة المجاهدين ترفض تقريرا بثه التلفزيون الرسمي يشكك في المسيرة النضالية لأحد قادة جيش التحرير وواحد من ابرز مؤيدي الاحتجاجات.
التلفزيون الرسمي: اسمه احمد وليس لخضر وكان يحارب في جبال الألب
منظمة المجاهدين تحتفظ بحقها في مقاضاة المسؤولين عن تغيير الاسم الحقيقي

الجزائر - أثار تشكيك التلفزيون الحكومي الجزائري في التاريخ النضالي لأحد قادة جيش التحرير خلال حرب الاستقلال ضدّ فرنسا، لخضر بورقعة، بعد أمر القضاء بحبسه جدلاً كبيراً دفع بـ"المنظمة الوطنية للمجاهدين" للتدخّل الإثنين للدفاع عنه.
وبعد أن نشر التلفزيون الحكومي الأحد خبر إيداع لخضر بورقعة الحبس المؤقت بتهمتي "إهانة هيئة نظامية وإضعاف الروح المعنوية للجيش"، شكّك التلفزيون في هويته قائلاً إنّ اسمه الحقيقي أحمد وليس لخضر وإنّه تخفّى تحت هذا الاسم بينما كان "يحارب في جبال الألب في صفوف الجيش الفرنسي بين 1954 و1956".
والإثنين نشرت "المنظمة الوطنية للمجاهدين" وهي جمعية قويّة يعدّ عضواً فيها كل من شارك في حرب استقلال الجزائر بين الأول من تشرين الثاني/نوفمبر 1954 والخامس من تموز/يوليو 1962 وتتمتّع بنفوذ كبير في السلطة، بياناً دافعت فيه عن مسار بورقعة وأكّدت أنّ اسمه لخضر وليس أحمد كما نشر التلفزيون.
وجاء في البيان الذي حمل عنوان "لا للمساس برموز الثورة" أنّه "في الوقت الذي يتهيّأ فيه الشعب الجزائري لتخليد ذكرى انتصاره على الاحتلال الفرنسي، تشاء الأقدار أن تواجه البلاد ظروفاً سياسية بالغة الخطورة والتعقيد ويدفع سياق تفاعل الأحداث المجاهد سي لخضر بورقعة للواجهة ويترتّب عن ذلك اعتقاله".
وتابع البيان "بغضّ النظر عن الملابسات التي دفعت العدالة لاتخاذ إجراء اعتقاله في هذه الظروف بالذات فإن الأهمية التاريخية للدور الذي لعبته هذه الشخصية، تفرض علينا واجب التذكير بإنجاز مسار هذا المجاهد".

الأهمية التاريخية للدور الذي لعبته هذه الشخصية، تفرض علينا واجب التذكير بإنجاز مسار هذا المجاهد

وبعد سرد مساره خلال حرب التحرير، ذكّرت المنظمة إنّها "تحتفظ بحقّها في المتابعة القضائية للجهات التي عمدت إلى إعطاء اسم آخر لهذا المجاهد غير اسمه الحقيقي، وتشويه تاريخه المشرف".
واتّهم ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي التلفزيون الجزائري بـ"تشويه تاريخ أحد رموز ثورة التحرير" .
وكتبت صفحة "الجزائر القصبة" أنّ بورقعة "كان من أشدّ المعارضين لبن بلة وبومدين. وبالرغم من ذلك لم يتّهموه بالتخوين والتزوير وأنّه ليس مجاهداً ولكن وللاسف هذا هو حكم الجنرالات، من ينتقدنا فهو خائن".
وكان عمّار بورقعة حفيد لخضر بورقعة أكّد أنّ جدّه أوقف بسبب "تصريحاته ضدّ الجنرال قايد صالح"، رئيس أركان الجيش ورجل البلاد القوي منذ استقالة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة في 2 نيسان/أبريل.
واعتبر ناشطون وصحافيون وجامعيون في عريضة نشروها عبر مواقع التواصل الاجتماعي أنّ "هذا الاعتقال يعتبر انحرافاً خطيراً".
وأضافت العريضة "أنّ هذه الممارسات القمعية شبه اليومية ضدّ كلّ من يخالف السلطة في الاتجاه أو الرأي، أصبحت تشكل تهديداً حقيقياً لما تبقّى من الحريات الفردية والجماعية".
وأيّد بورقعة التظاهرات الاحتجاجية غير المسبوقة التي انطلقت في 22 شباط/فبراير ضدّ بوتفليقة الذي استقال بعد 20 سنة في الحكم، والتي لا تزال مستمرة ضد رموز نظامه وأبرزهم رئيس الأركان الفريق أحمد قايد صالح.