رفض الفخفاخ خضوع حكومته للغنوشي يثير استياء النهضة

الحركة الإسلامية تطالب بتوسيع الحزام السياسي للحكم بعد ان اكد رئيس الحكومة رفضه المطلق لمطلب راشد الغنوشي بتشريك حزب قلب تونس.
النهضة تثير الخلافات داخل الحزام السياسي للحكومة
الغنوشي يسعى للهيمنة على قرارات الحكومة

تونس - توسع الخلاف بين حركة النهضة الاخوانية ورئيس الحكومة التونسي الياس الفخفاخ في الآونة الاخيرة بسبب إصرار الحركة على فرض شروطها وتصوراتها والهيمنة على قرار السلطة.
وفي هذا الصدد نشرت حركة النهضة مساء الجمعة بيانا عبرت من خلاله عن استيائها من بعض ما ورد في الحوار الأخير  لرئيس الحكومة إلياس الفخفاخ من حديث عن مجلس نواب الشعب ورئيسه، رئيس  الحزب الأكبر المزكي للحكومة.
واكدت النهضة "قناعتها التامة بحاجة البلاد الماسة الى توسيع الحزام السياسي للحكم من أجل القيام بالإصلاحات الضرورية ومواجهة مطالب التنمية ضمن توافق وطني واسع''، مطالبة كل القوى والفعاليات الوطنية إلى دعم الحكومة وإعطائها  الفرصة للإنجاز ومواجهة تحديات الاصلاح بروح البذل والعطاء".

كما اكدت النهضة "انشغالها  الشديد  لما يمكن ان يواجه بلادنا من مخاطر في حال حصول موجة ثانية من انتشار فيروس كورونا"، داعية كل التونسيين ومختلف الأطراف المتدخلة إلى الحذر من كلّ تهاون مع الإجراءات الصحيّة الوقائية وخاصّة مع قرار فتح الحدود الأسبوع القادم".
وتأتي انتقادات حركة النهضة للفخفاخ لتكشف حجم الخلاف بين الاحزاب المكونة للحكومة ما يؤثر سلبا على ادائها.
وكان الفخفاخ اعلن في حوار على قناة التاسعة الخاصة الاسبوع الماضي انه لن يخضع لشروط حركة النهضة بعد ان خيره رئيس الحركة ورئيس البرلمان راشد الغنوشي بين ادخال حزب قلب تونس المعارض الى الحكومة واخراج حركة الشعب القومية او انسحاب النهضة.
وحزب قلب تونس بقيادة رجل الاعمال نبيل القروي وهو الكتلة الثانية في البرلمان من ابرز احزاب المعارضة لكنه ابدى نوعا من التقارب مع النهضة خاصة في التصويت على مشاريع القوانين في البرلمان.
وقال الفخفاخ انه لن يقبل بالخضوع لشروط الغنوشي وان مهمته الرئيسية هو الدفاع عن المصلحة الوطنية وان اسمه طرح من قبل الرئيس قيس سعيد لرئاسة الحكومة لتحقيق مطالب الشعب وليس للدخول في تجاذبات حزبية.
واعتبرت أطراف مقربة من الفخفاخ ان الغنوشي يريد الضغط على رئيس الحكومة بسبب غضبه من مواقف حركة الشعب القومية احد مكونات السلطة خاصة بعد تصويتها لصالح لائحة تنتقد التدخل الاجنبي وبالتحديد التركي في ليبيا.

وكان الغنوشي قد دخل في سجال مع الرئيس قيس سعيد اثر قيامه بممارسة دبلوماسية موازية في انتهاك صارخ لصلاحيات الرئيس ما دفع سعيد الى الرد بقوة في خطاب بمناسبة عيد الفطر اكد من خلاله انه الرئيس الوحيد لتونس في الداخل والخارج.

وقال النائب عن حركة الشعب سالم الابيض في تدوينة عبر صفحته الرسمية على الفايسبوك الاسبوع الماضي ان الحكومة ليست لعبة في يد راشد الغنوشي.
وتاتي مواقف الغنوشي المتشنجة ضد الحكومة في محاولة لممارسة الضغط على الاحزاب المشاركة في السلطة حتى لا تصوت لصالح لائحة جديدة ستقدمها رئيسة الحزب الدستوري الحر لسحب الثقة من الغنوشي كرئيس للبرلمان.
ويرى مراقبون ان الغنوشي يعمل على ابتزاز الأحزاب المشاركة في الحكم في اطار مقايضة لكن يبدو ان الفخفاخ قرر التصدي لتلك الممارسات.
وتشير الخلافات بين النهضة والفخفاخ وبعض الاحزاب المساندة له على ان الحكومة لا تحظى بحزام سياسي قادر على مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية المقبلة.