رقصة "الدحية" الأردنية على لائحة التراث العالمي

منظمة اليونسكو تدرج موروثا فنيا شعبيا ينتشر في الأعراس في المناطق الريفية والبدوية يؤديه رجال باللباس البدوي مرددين أهازيج وقصائد من الشعر الشعبي الأردني.
فن عريق يوصل رسائل ودروسا من خلال الأغاني والحركات
العباءة البدوية ركن أساسي في أداء رقصة السامر الأردني

عمان - سجلت منظمة اليونسكو رقصة السامر الأردنية أو "الدحية" كما تسمى في الأردن  على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، خلال الاجتماع السنوي للجنة صون التراث الثقافي غير المادي المنعقد في بورت لويس في جزر موريشيوس.
وكان الأردن قد تقدم بإدراج فن "السامر" ضمن القائمة التي عرضت خلال هذا الاجتماع، والتي ضمت 40 فنّا شعبيا من جميع مناطق العالم، وكان "السامر" أحد هذه الفنون وتم قبوله ضمن القائمة.
واعتبر وزير الثقافة الأردني د. محمد أبو رمان إدراج هذا الموروث الشعبي ضمن القائمة العالمية، خطوة ايجابية جدا ومشجعة لأن تتقدم وزارة الثقافة بملفات أخرى من الفنون الشعبية، ومن التراث الثقافي غير المادي الأردني، كما تشجّع على العمل على صون التراث المهدد، وتعميق تعلق الشباب والأجيال الجديدة بهذا التراث لما يشكله من أهمية في تكوين الهوية الوطنية الأردنية، وتناقل الموروث عبر الأجيال.
وتعد "الدحية" فنا شعبيا منتشرا في الأعراس في المناطق الريفية والبدوية، وتأتي عادة في آخر فعاليات العرس الشعبي، ويشترك في أدائها رجال مصطفون بجانب بعضهم البعض ويقومون بالتمايل يمينا وشمالا على انغام الاهازيج والاغاني الشعبية التي يقدمها احدهم اضافة الى احدى السيدات التي تتوسطهم وتقوم بعملية "المحاشاه" على الرجال ويسمونها "الحاشي" وتأتي بحركات راقصة بسيف تستخدمه لصد الرجال عند الدنو منها او محاولة  لمسها .
لكن دور المرأة اندثر في الوقت الحاضر واقتصر الفن الشعبي على الرجال فقط الذين يؤدونه مرتدين الزي البدوي والعباءة التي تعد ركنا أساسيا أثناء رقص الدحية.

ويشارك في هذا الفن ضيوف العرس من الرجال عندما يبدأ أحدهم بالمناداة على الحاضرين بالقول "وين راح النشامى"، فيهب الرجال إلى الرقص ضيوفا كانوا ام اهل عرس، وبعض الرقصات تطول جدا، حيث يغني المشاركون قصيدة كاملة من روائع الشعر الشعبي الاردني.
وتشبه "الدحية" رقصة التعبير عن الحرب المتكافئة بين طرفين يرافقها تعابير متبادلة تكون احيانا تعابير قاسية تعبر عن حالة من الهياج المرافقة للرقص.
 وتتألف "الدحية" من حركات مختلفة تبدأ بالقول "هلا... هلا بك يا ولد.... لا يا حليفي يا ولد"، والرقصة احيانا بطيئة مع حركات في القدمين واخرى سريعة متتالية، واحيانا تتم الرقصات في مزيج من الحركتين وذلك استجابة لطبيعة الاغنية التي يقدمها الراقصون. 
  وتستمر الدحية أو السامر لفترة طويلة من الليل حيث تتوقف احيانا ثم تتجدد من خلال راقصين جدد واهازيج شعبية جديدة وتأتي نهاية السامر عندما ينادي احدهم "الله يعطيكوا العافية... اللهم صلي على النبي".
وتسعى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو" من خلال قائمتها السنوية إلى إبراز التقاليد والمعارف والمهارات التي تنقلها المجتمعات المحلية، لكن دون منح هذه المجتمعات أي معايير امتياز أو احتكار للعناصر المدرجة في القائمة.
 ويتمثل الهدف الرئيسي من هذه القائمة تعزيز الجهود الرامية لصون التقاليد وأشكال التعبير الحيّة التي يجري تناقلها من جيل إلى آخر، بما في ذلك التقاليد الشفهية وفنون الأداء الاستعراضية والممارسات الاجتماعية والطقوس والفعاليات الاحتفالية والمهرجانات والمعارف والممارسات المتعلقة بالطبيعة والكون من حولنا والمعارف والمهارات اللازمة لإنتاج الحرف اليدوية التقليدية.