رقم قياسي للوحة يعكس نجاة الفن من الوباء
سيدني - بيعت لوحة للفنان الأسترالي الشهير بريت وايتلي في مزاد بمبلغ 6.25 مليون دولار أسترالي (4.6 مليون دولار أميركي)، وهو رقم قياسي جديد فيما يسلط الأضواء على حقيقة أن الاستثمار في الفن أصبح له جاذبية وسط الغموض المرافق لجائحة فيروس كورونا.
ولوحة (كرسي هنري) عبارة عن تصوير يتسم بالفوضوية لميناء سيدني عبر نوافذ منزل وايتلي في منطقة لافندر باي (خليج لافندر) في سيدني.
كان الفنان باع هذه اللوحة آخر مرة للمحامي كليف إيفات في منتصف السبعينيات.
يعكس السعر، الذي تجاوز الرقم القياسي السابق وهو 5.4 مليون دولار أسترالي، وضعا تحولت فيه السلع الفاخرة أو سلع الرفاهية إلى مجالا آمن للإنفاق بالنسبة لمن يملكون المال، بعد أن أصبح السفر والتواصل الاجتماعي بعيدا عن المتناول إلى حد كبير.
وقالت كورالي ستو، الرئيسة التنفيذية لشركة منزيس أرت براندز، التي أدارت المزاد "مع التزام المنزل، والنظر إلى الجدران الأربعة على نحو أكثر من المعتاد، برز جمع الأعمال الفنية إلى الواجهة ورأينا الكثير من المزادات".
وأضافت "يعود السبب في هذا جزئيا إلى أن الناس أصبحوا يرغبون في متنفس إبداعي، يحسن نوعية حياتهم، بعد أن أصبحوا يواجهون قيودا في فعل الكثير من الأشياء الأخرى التي يرغبون في القيام بها".
وخلال الاشهر الماضية تضررت المعارض الفنية في كل أنحاء العالم مع انتشار فيروس كورونا وتعرض الكثير منها للإغلاق أو الإلغاء أو التأجيل، لكن البيع عبر الإنترنت خلال الجائحة لجم الانخفاض الكبير في رقم أعمال المعارض الفنية، بحسب دراسة نشرها مؤخرا مصرف "يو بي إس" السويسري ومعرض "آرت بازل".
ويرى خبراء الفن أن تفشي الوباء يطرح تحديات مختلفة لدور المزادات بأحجامها المختلفة ولقطاعات عدة من السوق، لكن التكنولوجيا هي الوسيلة الوحيدة لتنظيم المزادات.
وقد يصبح امتلاك أعمال فنية ملموسة أكثر جاذبية مع انهيار خيارات الاستثمار الأخرى، ووفقا للخبراء فإن الفن ينجو من الكوارث.
فخلال الحرب العالمية الاولى استمر الناس في شراء الأعمال الفنية فالمراسلات بين الشاعر الفرنسي غيوم أبولينير الذي كتبها من الخنادق إلى تاجر في باريس وإخباره بالأعمال التي يجب شراؤها، تعزز هذه فكرة أن الوباء لم يحد من شهية المشترين.
ورغم تحول الأعمال التجارية إلى الإنترنت وإنشاء معارض افتراضية، سيبقى هناك دور حاسم للمزادات الحية بعد انتهاء الأزمة، وفقا لخبراء.
فما من شك في أنه مع المزاد المباشر، يميل المشترون إلى المزايدة بحرية أكبر لأنهم يكونون في قلب الحدث.