روبوتات تستلهم طريقة برايل للكتابة

باحثون في بريطانيا يطورون منظومة جديدة للذكاء الاصطناعي تدرب الروبوتات على الكتابة على لوحات مفاتيح لغة برايل الخاصة بالمكفوفين مما يفتح الباب امام إمكانية التواصل بينهم.

لندن - طور باحثون في بريطانيا منظومة جديدة للذكاء الاصطناعي يمكن تطويعها لتدريب الروبوتات على الكتابة على لوحات مفاتيح لغة برايل الخاصة بالمكفوفين.
وتوظف مختبرات علمية عريقة وشركات عملاقة التكنولوجيا لتسهيل حياة أشخاص يعانون من اعاقات او فئات ضعيفة وهشة او معزولة عن العالم الخارجي.
وينشغل علماء بتطوير روبوتات تقوم باتمام مهام عادة ما ينجزها مساعدون لأشخاص مسنين أو يعانون صعوبات أو إعاقات.
وتهدف منظومة الذكاء الاصطناعي الجديدة إلى تعليم الروبوت كيفية الكتابة على لوحة مفاتيح برايل بفضل تقنيات التعلم العميق، وهي خبرة يتطلب اكتسابها وقتا طويلا من البشر.
وتفتح التقنية الجديدة الباب أمام مد جسور التواصل بين الروبوتات والمكفوفين في المستقبل.
ومن المعروف أن برايل هو نظام للكتابة بالحروف البارزة يتيح للمكفوفين قراءة النصوص المختلفة اعتمادا على حاسة اللمس.
وقال الباحث ناثان ليبورا وهو أحد المشاركين في الدراسة ويعمل بجامعة بريستول الانكليزية ان "الفكرة العامة وراء هذه التجربة هي تعليم الروبوت كيفية أداء المهام الشاقة مثل المهارات اليدوية التي يقوم بها البشر".
واضاف ليبورا: "من حيث المبدأ... إذا كانت لديك أصابع روبوتية مرنة ومنظومة جيدة للذكاء الاصطناعي، فمن الممكن تدريب الروبوت على أداء أي مهارة يقوم بها البشر بأيديهم".
وأصبح عالم الروبوتات يتسع بسرعة ويمتد الى تصنيع روبوتات في منتهى الصغر ومتعددة المهام أو مرنة وحتى ودودة وصديقة للإنسان. 
وتعد المرونة مجالا جديدًا قائما بذاته في عالم تصميم الروبوتات، ولا يكتفي الخبراء بتصنيع روبوتات من المعدن والبلاستيك فقط.
ويسعى الباحثون لتطوير جيل جديد من الروبوتات الناعمة والاكثر ذكاء والمستوحاة من خصائص التمدد المتوفرة لدى الحيوانات الرخوية مثل الأخطبوط والحلزون والفأرة.
ويستخدم الباحثون في تصميم الجيل الجديد من الروبوتات الناعمة مواد كيميائية مثل البوليمر والبلاستيك، بدلاً من المعادن والمواد الصلبة بهدف إكسابها خاصية الإنسياب والمرونة.
طور فريق من الباحثين بالجامعة الوطنية في سنغافورة تقنية جديدة لجعل الروبوتات أكثر ذكاء ومرونة عن طريق تزويدها بوحدة استشعار مدمجة تعمل على غرار الشبكات العصبية الطبيعية في الكائنات الحية.
ونجح الباحثون في تمكين الروبوت من أداء مهام معقدة واستخلاص نتائج دقيقة بشأن الأشياء المحيطة به عن طريق وحدات استشعار خاصة باللمس والرؤية.
ويغزو عالم الذكاء الاصطناعي المجال الطبي وتمكن من تحقيق انجازات عديدة ساهمت في تحسين حياة المرضى وحتى تغييرها بشكل جذري.
وتمكن في وقت سابق تشنغ كيانك تساي، أستاذ الهندسة الميكانيكية والفضائية في جامعة كاليفورنيا الذي اجرى وفريقه البحثي دراسات علمية لابتكار تطبيقات جديدة للروبوتات اللينة، من إنشاء نموذج أولي لعدسة روبوتية لينة ومرنة تستجيب للنبضات الكهربائية، التي تسمى إشارات "الإلكترو أوكيولو غرافيك"، وهي الإشارات الناتجة عن المخطط الكهربائي داخل العين.
وقال تساي: "تعتمد عدساتنا الناعمة على آلية مشابهة لما تقوم به عضلات عين الإنسان، إذ نستخدم ما يسمى العضلات الاصطناعية، والتي هي من البوليمر المرن، ويمكن ان تتسع العدسة أو تتقلص تماماً مثل العضلات الحقيقية للعين في مؤشر على قدرتها على استعادة البصر للمكفوفين".
واخترع الأميركي كريج هيرشوف من ولاية فلوريدا الأميركية جهاز "كرينا لانس روبوت" لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من ضعف البصر لوضع عدساتهم اللاصقة وإزالتها بسهولة ودون الاستعانة بالمحيطين بهم.