روبوتات دقيقة تجوب الجسم لمحاربة الأورام

علماء من جامعة كاليفورنيا ينجحون في تصميم علاج بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد قادر على حمل الأدوية مباشرة إلى الخلايا السرطانية والتحوّل من الحالة الصلبة إلى السائلة والعكس.

واشنطن - يشهد عالم الطب تحولا جذريا مع ظهور الروبوتات النانوية والأدوية الحية، حيث تمكن العلماء من تطوير روبوتات دقيقة أرق من شعرة الإنسان يمكنها محاربة الأورام السرطانية بفعالية.

وتم تصميم هذه الروبوتات بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، ولا يتجاوز قطرها 30 ميكرونا أي جزءا من الألف من المليمتر. وتعرف بقدرتها على حمل الأدوية مباشرة إلى الخلايا السرطانية، مع القدرة على التحوّل من الحالة الصلبة إلى السائلة والعكس.

وتتمثل الميزة الفريدة لهذه الروبوتات الدقيقة في قدرتها على البقاء نشطة في أجواء قاسية مثل أحماض المعدة، ما يعني أنها تخرج من الجسم عن طريق البول بعد أداء مهامها.

وفي التجارب التي أُجريت على الفئران، أظهرت الروبوتات قدرتها على تقليص حجم أورام المثانة، ما يبرز إمكانياتها الكبيرة في العلاج الموجه.

وتتميز هذه الآلات الصغيرة بالقدرة على استهداف السرطانات بشكل أكثر مباشرة ونشاطاً. تصميم الروبوتات الدقيقة لاختراق الأنسجة السليمة والسرطانية الكثيفة، فضلا على قدرتها على دمج قدرات الاستشعار القادرة على اكتشاف جوانب البيئة الكيميائية الدقيقة للأورام ومساعدتها على التراكم هناك. ويمكن لها أيضا حمل وتوصيل الأدوية بدقة مكانية زمنية عالية، مع حماية حمولتها من التخفيف بواسطة سوائل الجسم.

ويأمل العلماء في إجراء اختبارات على البشر في المستقبل، حيث أوضح الباحث وي جي غاو من جامعة كاليفورنيا للتكنولوجيا أن الروبوتات تُقدم وسيلة جديدة لتوصيل الأدوية بشكل مباشر ومحكم إلى مواقع الأورام، ما يجنب التأثيرات الجانبية التي تُسببها الأدوية التقليدية.

منصة واعدة جدا لتوصيل العلاج بدقة

وأضاف "بدلا من وضع الدواء في الجسم وتركه ينتشر في كل مكان، يمكننا الآن توجيه الروبوتات الدقيقة الخاصة بنا مباشرة إلى موقع الورم وإطلاق الدواء بطريقة محكومة وفعالة. نعتقد أن هذه الروبوتات تمثل منصة واعدة جدا لتوصيل العلاج بدقة، وربما تُستخدم مستقبلا لعلاج حالات متعددة وأنواع مختلفة من الأمراض".

وأصبحت الطباعة ثلاثية الابعاد تقنية واعدة في صناعة الادوية المخصصة، حيث تتيح انتاج أدوية تناسب احتياجات كل مريض وفق العمر وحالته الصحية.

وأظهرت هذه التقنية إمكانات هائلة لمستقبل الطب في السنوات السابقة، ولا يمكن إيقاف تطورها، وقد تؤدي الطباعة ثلاثية الأبعاد في الطب والرعاية الصحية إلى إحداث ثورة في صناعة الأدوية وإنتاج المعدات الطبية. كما قد تقدم أساليب جديدة لممارسة الطب وتحسين سلاسل التوريد واقتراح خدمات طبية أرخص وأكثر تخصيصًا.