روحاني يبدي رفضا دائما للحوار مع واشنطن

الرئيس الإيراني يشترط ان ترفع الولايات المتحدة كل العقوبات قبل الانضمام الى محادثات متعددة الأطراف بين طهران وأطراف الاتفاق النووي.

طهران - قال الرئيس الإيراني حسن روحاني الثلاثاء إن رد بلاده على أي عرض بإجراء محادثات ثنائية مع الولايات المتحدة سيكون دائما الرفض.

وقال روحاني في جلسة برلمانية بثتها الإذاعة الرسمية على الهواء مباشرة "لم يُتخذ قط أي قرار بإجراء مفاوضات مع الولايات المتحدة، وكانت هناك عروض كثيرة بإجراء محادثات لكن ردنا سيكون دائما الرفض".

هناك عروض كثيرة بإجراء محادثات لكن ردنا سيكون دائما الرفض

وأضاف "إذا رفعت أميركا كل العقوبات، يمكننا كما حدث من قبل أن ننضم إلى محادثات متعددة الأطراف بين طهران وأطراف اتفاق 2015"، مشيرا إلى الاتفاق النووي.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد عرض الاجتماع مع زعماء إيران وإجراء محادثات ثنائية دون شروط مسبقة لإنهاء المواجهة بين البلدين، على الرغم من ممارسته "أقصى ضغط" عليها.

وتبدو المواقف الإيرانية متذبذبة تجاه الانفتاح على الحوار مع الولايات المتحدة حيث ألمح المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي الاثنين إلى أن الرئيس حسن روحاني قد يلتقي نظيره الأميركي ترامب إذا اعتبر ذلك في مصلحة إيران،.

وكان المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي حذّر روحاني في اب/اغسطس من إجراء أي حوار مع الولايات المتحدة.

ويرى مراقبون ان موقف روحاني الأخير الرافض لإجراء حوار مع ترامب ياتي اذعانا لرغبة التيار المحافظ الذي يقوه خامنئي.

وسبق للمحافظين أن انتقدوا الاتفاق النووي الموقع في العام 2015 وهاجموا الإصلاحيين بشدة بعد أن قررت واشنطن في العام الماضي الانسحاب من الاتفاق وبالنظر لعدم استفادة طهران اقتصاديا منه.

إلا أن تلك الانتقادات كانت أيضا من باب المزايدات الانتخابية حيث يسعى المحافظون لاستعادة هيمنتهم على السلطة.

المرشد الاعلى الايراني علي خامنئي
موقف روحاني الرافض للحوار ياتي اذعانا لرغبة التيار المحافظ بقيادة خامنئي

وأجرى روحاني عدة اتصالات هاتفية مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الأسابيع الأخيرة لإنقاذ الاتفاق النووي الذي أبرم في 2015 بين طهران والدول الكبرى.

وبدأ السجال بين طهران وواشنطن منذ أن انسحبت الولايات المتحدة بشكل أحادي من الاتفاق وأعادت فرض عقوبات اقتصادية مدمرة على إيران.

وكاد البلدان أن يصلا إلى حافة مواجهة عسكرية في يونيو/حزيران عندما أسقطت إيران طائرة أميركية مسيّرة وأمر ترامب بتنفيذ ضربات انتقامية ضد إيران قبل التراجع عن ذلك في اللحظة الأخيرة.

وهدأت الأوضاع بعض الشيء منذ ذلك الحين بينما أعرب ماكرون عن أمله خلال قمة مجموعة السبع المالية التي انعقدت أواخر اغسطس/اب بترتيب لقاء بين روحاني وترامب.

لكن روحاني استبعد إمكانية عقد اللقاء، مشيرا إلى أن على الأميركيين رفع جميع العقوبات المفروضة على بلاده قبل أي اجتماع من هذا القبيل.

واتخذت إيران إجراءات للرد على انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الذي تم بموجبه تخفيف العقوبات المفروضة عليها مقابل الحد من أنشطتها النووية.

وتهدد طهران باتخاذ خطوة إضافية ثالثة عبر خفض مستوى امتثالها للالتزامات الواردة في الاتفاق. وتشير تقارير إلى أن ذلك قد يبدأ الجمعة بعدما زادت مخزونها من اليورانيوم ضعيف التخصيب وبدأت تخصيب اليورانيوم بنسبة تفوق 3.67 بالمئة المنصوص عليها في الاتفاق.