روحاني يتهم موالين لصدام حسين بتدبير هجوم الأحواز

الرئيس الإيراني يتحدث عن دعم مالي وسياسي وعسكري تقدمه 'دولة خليجية' لمنظمات مناهضة للجمهورية الاسلامية في حين تحتج طهران دبلوماسيا لدى بريطانيا وهولندا والدنمارك.

طهران – اتهم الرئيس الايراني حسن روحاني الأحد ما أسماها منظمات موالية للرئيس العراقي الراحل صدام حسين، في تدبير الهجوم على العرض العسكري السبت في الأحواز، والذي أسفر عن سقوط 29 قتيلا بينهم 12 من أفراد الحرس الثوري.
وفي تصريحات أدلى بها قبيل مغادرته طهران لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، قال روحاني ان منفذي الهجوم "كانوا يعملون لصالح صدام في العراق عندما كان على قيد الحياة وبعد موته أصبحوا يعملون لصالح دولة أخرى".
واضاف ان "هناك دولة في الخليج تدعمهم اليوم ماليا وعسكريا وسياسيا"، دون مزيد من التوضيحات.
وأطلق مسلحون النار على منصة كان يحتشد فيها مسؤولون إيرانيون لمتابعة حدث سنوي بمناسبة ذكرى بدء الحرب العراقية الإيرانية التي دارت بين عامي 1980 و1988. وزحف الجنود مع انطلاق الأعيرة النارية وفرت نساء وأطفال للنجاة بحياتهم.
والهجوم من أسوأ الهجمات على الإطلاق ضد الحرس الثوري، الذي يعد بمثابة سيف نظام الحكم الديني ودرعه منذ الثورة الإسلامية في إيران عام 1979. وهو تابع للزعيم الأعلى أيه الله خامنئي ويدير إمبراطورية أعمال خاصة به.

الحرس الثوري يتوعد بـ'انتقام مميت لا يُنسى'
الحرس الثوري يتوعد بـ'انتقام مميت لا يُنسى'

وتوعد الحرس الثوري الأحد في بيان نقلته وكالات أنباء إيرانية بانتقام "مميت لا ينسى" من منفذي الهجوم.
وأعلنت حركة معارضة من أصول عربية في إيران، وتدعى منظمة المقاومة الوطنية الأحوازية، مسؤوليتها عن الهجوم. وتسعى المنظمة لتأسيس دولة مستقلة في إقليم خوزستان الغني بالنفط.
كما أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن الهجوم لكن لم تقدم أي جهة دليلا على زعمها. وقُتل المهاجمون الأربعة الذين نفذوا الهجوم.
وكان هجوم الاحواز موضوع العناوين الرئيسية للصحف الإيرانية الأحد. وقد نشر عدد منها صور جنود يحملون أطفالا سقطوا برصاص المسلحين الأربعة الذين قتلوا. وشددت صحف عدة في عناوينها على "وحدة" الأمة الإيرانية في مواجهة هذا الاعتداء.
وأعلنت وزارة الخارجية الإيرانية ليل السبت الأحد أنها استدعت سفيري الدنمارك وهولندا والقائم بالأعمال البريطاني لإبلاغهم "احتجاج إيران الشديد على إيواء دولهم لبعض أعضاء المجموعة الإرهابية التي ارتكبت الهجوم الإرهابي" في الاحواز.
وكانت قناة "إيران انترناشينال" الفضائية بثت السبت إعلان تبنٍ باسم "الجبهة الديموقراطية الشعبية الأحوازية". لكن هذه المجموعة الانفصالية نفت في بيان نشرته على موقعها الالكتروني أي تورط لها في الهجوم، واتهمت سلطات طهران بالسعي إلى شغل الناس عن الدعم الذي تقدمه إلى "ميليشيات في المنطقة".
وتجاهلت الجمهورية الإسلامية هذا النفي. وأبلغت الخارجية الإيرانية القائم بالأعمال البريطاني أنه "من غير المقبول السماح لمتحدث باسم (هذه المجموعة الانفصالية) تبني هذا العمل الإرهابي عبر محطة تلفزيونية مقرها لندن".
واتهم مسؤولون إيرانيون السعودية بتسليح وتمويل المجموعة المسلحة، بينما اتهم آخرون "دولتين (عربيتين) في الخليج".
ويسود توتر شديد بين طهران والرياض حول ملفات عديدة في الشرق الأوسط وخصوصا حول نزاعي سوريا واليمن. وقطعت العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران في كانون الثاني/يناير 2016.