روحاني يزور العراق لتعزيز النفوذ الإيراني

ظريف يصل إلى بغداد في زيارة تستهدف التمهيد لزيارة الرئيس حسن روحاني وهي خطوة مهمة لتأمين التحايل على العقوبات الأميركية وتعزيز نفوذ إيران في مواجهة النفوذ الأميركي في العراق.

إيران تلقي بثقلها في العراق في مواجهة النفوذ الأميركي
طهران تحتفظ بوجود قوي في العراق عبر شخصيات وأحزاب وميليشيات شيعية
العراق يشكل بوابة رئيسية للتمدد الإيراني في المنطقة

بغداد - وصل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الأحد إلى العاصمة العراقية بغداد، تمهيدا لزيارة الرئيس حسن روحاني التي تبدأ الاثنين وتستمر ثلاثة أيام.

وتتنافس إيران والولايات المتحدة الخصمان وحليفتا بغداد في آن، على النفوذ في الساحة العراقية، ما يضع رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي أمام معضلة إحداث توازن في العلاقات بين الحليفين الخصمين.

ويعتبر العراق بوابة رئيسية للتمدد الإيراني وتستهدف زيارة روحاني المرتقبة لبغداد تعزيز العلاقات الثنائية ومواجهة النفوذ الأميركي في المنطقة.

وتحتفظ طهران بوجود قوي في الساحة العراقية من خلال ميليشيات مسلحة وشخصيات وأحزاب شيعية نافذة.

ومن المفترض أن يلتقي روحاني الاثنين نظيره العراقي برهم صالح ورئيس الوزراء عبدالمهدي والمرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني، في زيارته الأولى للعراق منذ وصوله إلى السلطة في اغسطس/آب 2013.

والتقى ظريف الأحد نظيره العراقي محمد علي الحكيم في وزارة الخارجية العراقية، حيث قال في مؤتمر صحافي "أجرينا مباحثات جيدة جدا تمهيدا لزيارة الرئيس روحاني إلى العراق وتوصلنا إلى تفاهمات وإعداد بعض الوثائق للتوصل إلى تفاهمات نهائية حولها" الاثنين.

وأضاف أن العراق وإيران يصبان تركيزهما على تفاهمات تصب في صالح البلدين "في مختلف المجالات من الصحة والتجارة وتقديم التسهيلات".

كما وجه ظريف الشكر للعراق على "رفضه العقوبات الجائرة وغير القانونية ضد الشعب الإيراني".

وتربط إيران علاقات وثيقة ومعقدة بالعراق في الوقت نفسه ولها نفوذ كبير أيضا من خلال فصائل مسلحة وأحزاب سياسية شيعية مقربة منها.

وخاض البلدان حربا دامية استمرت لثمانية أعوام، بين 1980 و1988، لكن تأثير إيران السياسي تنامى في العراق بعدما أطاح الغزو الأميركي لبغداد في العام 2003 بنظام صدام حسين.

كما كانت طهران داعمة للعراق في حربه ضد تنظيم الدولة الإسلامية الذي سيطر في العام 2014 على ما يقارب ثلث مساحة البلاد.

وتأتي زيارة روحاني وسط ضغوط أميركية على بغداد للحد من العلاقات مع جارتها وخصوصا في مجال استيراد الطاقة.

وتخطط إيران والعراق لرفع مستوى التبادلات التجارية الثنائية السنوية من 12 مليار دولار سنويا حاليا، إلى 20 مليار دولار، بحسب روحاني.

وفي ظل التجاذبات الأميركية الإيرانية، يبدو أن زيارة روحاني ستكون مخصصة "لمناقشة مسائل محددة"، بحسب ما قال المحلل السياسي هشام الهاشمي.

وأوضح الهاشمي أن "روحاني سيأتي لمناقشة مسألة التبادلات التجارية وموضوع تخفيفها بالعملة المحلية العراقية وإيجاد سبل أخرى على غرار ألمانيا وبريطانيا، أي عملة أوروبية بديلة للتحايل على العقوبات الأميركية".