روحاني يشتم البيت الأبيض بعد معاقبة خامنئي

الرئيس الايراني يصف البيت الابيض بالمتخلف عقليا ويتهم واشنطن بالكذب بشأن دعواتها للحوار، غداة فرض عقوبات اميركية على المرشد ووزير الخارجية وقادة كبار في الحرس الثوري.
بولتون ينتقد 'الصمت المطبق' لايران تجاه دعوات التفاوض
وزير الدفاع الاميركي يبحث ملف ايران مع نظرائه في الحلف الاطلسي

دبي - وصف الرئيس الإيراني حسن روحاني البيت الأبيض بأنه بـ"المتخلف عقليا"، واتهم الولايات المتحدة بالكذب بشأن الدعوة الى الحوار وذلك بعد فرض واشنطن عقوبات على مرشد ايران ووزير خارجيتها والحرس الثوري.
في الاثناء، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون الثلاثاء إن بلاده لا تزال مستعدة لإجراء محادثات مع إيران، منتقدا "الصمت المطبق" لايران تجاه دعوات التفاوض على برنامجها النووي واسلحتها الباليستية وانشطتها في الشرق الاوسط.
وقال مسؤول أميركي كبير إن مارك إسبر القائم بأعمال وزير الدفاع الأميركي سيكون مستعدا لإبلاغ حلفاء واشنطن الأوروبيين بمستجدات التوتر مع إيران مع توجهه لمقر حلف شمال الأطلسي هذا الأسبوع.
واستهدف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي ومسؤولين إيرانيين كبار آخرين بعقوبات أميركية جديدة يوم الاثنين، متطلعا إلى ضربة جديدة للاقتصاد الإيراني ردا على إسقاط إيران طائرة أميركية مسيرة.
وفي كلمة نقلها التلفزيون الرسمي على الهواء مباشرة قال روحاني إن "تصرفات البيت الأبيض تدل على أنه متخلف عقليا. وصبر طهران الاستراتيجي لا يعني أننا نشعر بالخوف".
واعتبر روحاني أن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على كبار المسؤولين الإيرانيين تكشف بأن واشنطن "تكذب" بشأن عرض إجراء مفاوضات مع الجمهورية الإسلامية.
وقال روحاني "في ذات الوقت الذي تدعون فيه للتفاوض، تسعون لفرض عقوبات على وزير الخارجية. من الواضح أنكم تكذبون".
وكاد ترامب أن يوجه ضربات عسكرية لإيران الأسبوع الماضي بعد أن أسقطت طهران طائرة أميركية مسيرة وأعلن يوم الاثنين عن العقوبات الجديدة.

بولتون: كل ما على إيران فعله هو العبور من هذا الباب المفتوح
بولتون: كل ما على إيران فعله هو العبور من هذا الباب المفتوح

وانسحب ترامب من الاتفاق النووي المبرم مع طهران عام 2015 رغم اعتراضات الحلفاء الأوروبيين. ويريد ترامب أن يرغم طهران على فتح محادثات بشأن برامجها النووية والصاروخية ونشاطها في الشرق الأوسط.
وترفض إيران ذلك حتى الآن وحذرت من أنها مستعدة لتخصيب اليورانيوم لمستوى أعلى إذا لم تستطع الدول الأوروبية حمايتها من العقوبات الأميركية. وتنفي إيران الاتهامات الأميركية بأنها نفذت هجمات على ناقلات نفط في الأسابيع الأخيرة.
من جهته، قال بولتون في القدس "ترك الرئيس الباب مفتوحا أمام إجراء مفاوضات حقيقية للقضاء على برنامج الأسلحة النووية الإيراني بشكل كامل يمكن التحقق منه وعلى أنظمة إطلاق صواريخها الباليستية وعلى دعمها للإرهاب الدولي وتصرفاتها المؤذية الأخرى في أنحاء العالم".
وتابع قائلا "كل ما على إيران فعله هو العبور من هذا الباب المفتوح".
وقال مندوب إيران لدى الأمم المتحدة مجيد تخت روانجي للصحفيين الإثنين إن بلاده لن تقبل الدخول في محادثات مع الولايات المتحدة بينما هي تحت تهديد العقوبات.
وكان بولتون يتحدث في بداية اجتماع مع نظيريه الإسرائيلي والروسي من المتوقع أن يركز على إيران وسوريا.
ويحضر وزير الدفاع الاميركي بالانابة اجتماع لوزراء دفاع الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي حيث سيكون التركيز على مناقشات مخطط لها مسبقا بما في ذلك الانتهاء الوشيك لمعاهدة القوى النووية المتوسطة المدى المبرمة عام 1987 بين الولايات المتحدة وروسيا.
إلا أن كاثرين ويلبارغر القائمة بأعمال مساعد وزير الدفاع قالت إن مسؤولي البنتاغون سيثيرون قضية إيران خلال واحدة من جلسات حلف شمال الأطلسي يوم الأربعاء أو يوم الخميس.
وقالت للصحفيين قبل الزيارة "نحن مستعدون لاطلاع حلف شمال الأطلسي على المستجدات".
وتابعت "من المهم جدا بالنسبة لوزارة الدفاع وللحكومة الأميركية كلها التأكد من أن حلفاءنا على علم وأننا نتعامل بأكبر قدر من الشفافية فيما يتعلق بهذه القضية".
وقاد إسبر، الذي كان أول يوم عمل له في وزارة الدفاع (البنتاغون) الاثنين، الجيش إلى أن قدم باتريك شاناهان استقالته المفاجئة من منصب القائم بأعمال وزير الدفاع الأسبوع الماضي. وإسبر هو ثالث شخص يقوم بأعمال وزير الدفاع خلال ستة أشهر.
وقال دبلوماسيان أوروبيان الاثنين إن فرنسا وبريطانيا وألمانيا وجهت تحذيرا دبلوماسيا رسميا لإيران من العواقب الوخيمة التي تواجه طهران إذا تراجعت عن التزاماتها بموجب الاتفاق النووي.
ومع تزايد التوتر بين البلدين، وقع ترامب أمرا تنفيذيا بالعقوبات التي قال وزير الخزانة ستيفن منوتشين إنها ستجمد مزيدا من الأصول الإيرانية بمليارات الدولارات.
وقال الرئيس الأميركي إن خامنئي مسؤول في النهاية عما وصفه "بالسلوك العدائي من قبل النظام" في الشرق الأوسط.
وأوضح ترامب أن "العقوبات المفروضة عبر الأمر التنفيذي، ستحرم الزعيم الأعلى ومكتبه والمقربين منه ومن مكتبه من الوصول إلى موارد مالية أساسية".

العقوبات ستحرم الزعيم الأعلى ومكتبه والمقربين منه ومن مكتبه من الوصول إلى موارد مالية أساسية

وقال جون سميث، الذي كان مدير مكتب مراقبة الأصول الأجنبية في وزارة الخزانة الأميركية قبل انضمامه إلى مكتب محاماة العام الماضي، إن الولايات المتحدة لم تستهدف زعيما إيرانيا من قبل.
وقال سميث "بشكل عام عندما تستهدف رئيس دولة فلن تعود الى الوراء. هذا عندما تعتقد أن كل الخيارات انتهت".
ويقول بعض المحللين السياسيين إن العقوبات السابقة التي صدرت في إطار حملة ترامب لممارسة "الضغط الأقصى" هي سبب شعور إيران بأنها مضطرة لتبني أساليب أكثر عدوانية لأن اقتصادها يرزح تحت وطأة العقوبات.
وترغب إدارة ترامب في إجبار طهران على الدخول في محادثات بشأن برامجها النووية والصاروخية وأنشطتها بالمنطقة.
واجتمع مجلس الأمن الدولي يوم الاثنين بناء على طلب الولايات المتحدة التي قال القائم بأعمال سفيرها جوناثان كوهين إن الأدلة تشير إلى أن إيران هي المسؤولة عن الهجمات على الناقلات التجارية في الخليج في مايو/أيار ويونيو/حزيران وحث العالم على إبلاغ طهران بأن أفعالها غير مقبولة.
وقال منوتشين إن العقوبات ستشمل ظريف في وقت لاحق من الأسبوع الجاري، فضلا عن ثمانية من كبار قادة الحرس الثوري.
وتهدف العقوبات الجديدة إلى منع قيادة إيران من الوصول إلى الموارد المالية، ومنعها من استخدام النظام المالي الأميركي أو الوصول إلى أي أصول في الولايات المتحدة.
وقال البيت الأبيض "أي شخص يقوم بمعاملات كبرى مع هؤلاء الأفراد الخاضعين للعقوبات قد يتعرض للعقوبات".