روحاني يشكو 'التوحش' الأميركي في فرض العقوبات

الرئيس الإيراني يقر بأن الولايات المتحدة تسببت في خسائر لإيران بلغت 150 مليار دولار من خلال حزمة العقوبات الجديدة.

طهران - وصف الرئيس الإيراني حسن روحاني السبت الولايات المتحدة "بالتوحش" بعد أن فرضت عقوبات جديدة على بلاده، مشيرا إلى أن غضب الإيرانيين ينبغي أن يُوجه إلى البيت الأبيض.

وقال روحاني في تصريحات نقلها التلفزيون بينما طغى الانفعال والغضب على صوته "بعقوباتهم غير القانونية وغير الإنسانية وأفعالهم الإرهابية كبد الأميركيون الشعب الإيراني 150 مليار دولار من الخسائر".

أضاف "أميركا ومن خلال الحظر الظالم وغير القانوني والمغاير لحقوق الإنسان حالت دون وصول الأدوية والمواد الغذائية إلى إيران... البيت الأبيض لم يشهد في تاريخه مثل هذه الحالة من التوحش".

وأشار إلى أن الوجهة التي ينبغي أن تنهال عليها لعنات الإيرانيين ومشاعر الكراهية هي البيت الأبيض.

وبدا من خطاب روحاني أنه يلقي اللوم على واشنطن التي تفرض عقوبات قاسية على طهران، لصرف انتباه الشارع الإيراني عن فشل النظام في إدارة البلاد.

وهي تصريحات تأتي أيضا ضمن سياسة المكابرة التي ينتهجها النظام الإيراني مرارا وتنصله من تحمله مسؤولية ما آلت إليه إيران من أزمة اقتصادية خانقة، متمسكا بعداوة المعسكر الدولي المناوئ لأنشطته المزعزعة لاستقرار المنطقة.

وتصاعد التوتر بين واشنطن وطهران منذ انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي الذي أبرمته الإدارة السابقة في البيت الأبيض وقوى عالمية أخرى مع إيران عام 2018 ومعاودته فرض العقوبات التي جرى تخفيفها بموجب الاتفاق.

وردا على ذلك، تخطت إيران بالتدريج الحدود المنصوص عليها في الاتفاق وفقا لتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بما شمل حجم مخزوناتها من اليورانيوم منخفض التخصيب ومستويات النقاء المسموح بها في تخصيب اليورانيوم طبقا للاتفاق.

وبلغ التوتر الأميركي الإيراني أوجه بعد أن قتلت القوات الأميركية بالعراق قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني في الثالث من يناير/كانون الثاني الماضي.

وفرضت واشنطن عقوبات جديدة يوم الاثنين على وزارة الدفاع الإيرانية وجهات أخرى ضالعة في برنامج إيران النووي وبرنامجها للتسلح وذلك لدعم المساعي الأميركية لإعادة جميع عقوبات الأمم المتحدة على إيران.

وأدرجت الولايات المتحدة يوم الخميس عدة مسؤولين وكيانات إيرانية في قائمة سوداء بدعوى ارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان. وشملت العقوبات قاضيا قالت واشنطن إنه شارك في صدور حكم بالإعدام على مصارع إيراني.

وتستمر الولايات المتحدة متسلحة بنظام العقوبات في ممارسة أقصى الضغوط على إيران لدفع للتفاوض على اتفاق جديد يتضمن قيودا أشد وأكثر شمولية على برنامجي طهران النووي والصاروخي، بينما ترفض الحكومة الإيرانية التفاوض تحت الضغط.

وخنقت العقوبات الأميركية النظام الإيراني وضيقت منافذه التجارية، حيث تهدد واشنطن بعقوبات مماثلة على دول أو كيانات تشتري أسلحة أو النفط من إيران.

وتتضمن حزمة العقوبات الأخيرة التي أعلنت عنها الولايات المتحدة الاثنين الماضي، أمرا تنفيذيا جديدا وقعه ترامب يستهدف أولئك الذين يشترون أو يبيعون أسلحة تقليدية لإيران.

وساهمت العقوبات الأميركية على الفور في انهيار الريال الإيراني إلى أدنى مستوى له، فيما تشهد طهران أسوا عام لها على الإطلاق في ظل أزمات متوالية على غرار تفشي فيروس كورونا الذي ألقى بتداعيات وخيمة على الاقتصاد الإيراني.