روحاني يلجأ للحليف القطري في مواجهة العزلة

الدوحة تعبر عن استعداداها لتعزيز التعاون المشترك مع طهران في جميع الأصعدة في تجاهل تام للقرارات الأميركية بالتضييق على حكام ايران.
روحاني ينفي وجود عقبات في مسار تعزيز التعاون مع قطر في المجالات السياسية والاقتصادية
الرئيس الايراني يحمل السياسات الاميركية مسؤولية تعقد الاوضاع في المنطقة

طهران - أجرى الرئيس الإيراني حسن روحاني، وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، اتصالا هاتفيا، بحثا خلاله قضايا ثنائية وإقليمية.
وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية "ارنا"، الثلاثاء، أن روحاني تلقى اتصالا هاتفيا من آل ثاني بحثا خلاله تعزيز التعاون في المجال الاقتصادي والسياسي، إلى جانب قضايا إقليمية.
وأعرب روحاني عن رغبة طهران بتطوير العلاقات مع قطر ودول المنطقة، مشيرا إلى عدم وجود أي عقبة في مسار تعزيز التعاون المشترك بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية.
وأضاف روحاني أن التطورات الراهنة في المنطقة تعقدت بسبب سياسات الولايات المتحدة، وأن تداعياتها السيئة تنعكس على بلدان المنطقة.
وبدوره أكد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أن الدوحة على استعداد لتطوير علاقاتها مع طهران علي جميع الأصعدة، بحسب المصدر.
وتبادل الجانبان التهاني بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.

ويأتي اتصال روحاني في ظل العزلة التي تعيشها طهران بعد القرار الأميركي بعدم تمديد إعفاءات كانت منحتها لدول تشتري النفط الإيراني وذلك في محاولة لوقف صادرات النفط الإيرانية نهائيا.

ويحاول حكام طهران أن يجدوا في الحليف القطري منفذا لمواجهة الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد بسبب وقع العقوبات الأميركية التي شملت اغلب القطاعات.

وأعادت واشنطن فرض عقوبات على تجارة العملة الإيرانية وقطاعي المعادن والسيارات في أغسطس/آب بعدما انسحبت من الاتفاق النووي مع إيران.
وبدأت الولايات المتحدة، في 5 نوفمبر/تشرين الثاني، تطبيق الحزمة الثانية من عقوباتها الاقتصادية على إيران، وتشمل قطاعات الطاقة والتمويل والنقل البحري.

ويلخص الباحث في الشركة الاستشارية الأميركية "اوراسيا غروب" هنري روم، الوضع الاقتصادي في إيران بأنّه سيء ويتجه نحو "المزيد من السوء".

ويشير صندوق النقد الدولي إلى أنّ الناتج المحلي الإجمالي للجمهورية الإسلامية سيهبط بنسبة 6% عام 2019، بعد تراجع بنسبة 3,9% في 2018.

غير أنّ الهبوط قد يكون أكثر شدّة لأنّ هذا التوقع يعود إلى ما قبل إعلان واشنطن في 22 نيسان/ابريل عن وضع حد للإعفاءات التي كانت لا تزال تسمح لثماني دول بشراء النفط الإيراني من دون مخالفة العقوبات الاقتصادية الأميركية ذات المفعول الخارجي.

وتبدو هذه الأزمة ضمن مسار أسوأ من الانكماش الاقتصادي لعامي 2012 و2013 - الذي لا يزال ماثلاً في أذهان الإيرانيين - حين أنتجت العقوبات الدولية ضدّ برنامج طهران النووي وبرامجها لتطوير الأسلحة البالستية أقصى آثارها.

أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في لقاء مع وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف
قطر تخالف دائما الاجماع الخليجي فيما يتعلق بتهديدات ايران

وكانت قطر عبرت الأربعاء عن دعمها لطهران في مواجهة العقوبات الأميركية على قطاع النفط الإيراني. حيث قال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني إن قرار الولايات المتحدة، حليفة بلاده، بعدم تمديد الإعفاء من العقوبات المتعلقة بصادرات النفط الإيرانية سيلحق الضرر بالدول التي تعتمد على تلك الإمدادات.

وطالبت الولايات المتحدة الدول التي تشتري النفط الإيراني أن تتوقف عن ذلك بحلول أول مايو/أيار وإلا فإنها ستواجه احتمال فرض عقوبات عليها، لتنهي إعفاءات مدتها ستة أشهر أتاحت لأكبر ثمانية مشترين للنفط الإيراني معظمهم في آسيا، استيراد كميات محدودة.

وقال الوزير القطري خلال مؤتمر صحفي في الدوحة إنه ينبغي عدم تمديد العقوبات لأن تأثيرها سلبي على الدول التي تستفيد من النفط الإيراني.

وأضاف "بالنسبة لنا في دولة قطر، نحن لا نرى أن العقوبات أحادية الجانب تسفر عن نتائج إيجابية لحل الأزمات وإنما نرى أن حل الأزمات يجب أن يكون من خلال الحوار".

وكعادتها غردت الدوحة خارج السرب الخليجي في محاولة ردّ جميل لإيران التي ساعدتها بالإمدادات الأساسية حين أعلنت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر في يونيو/حزيران 2017 مقاطعة قطر لتورطها في دعم وتمويل الإرهاب.

وأبقت قطر على قنوات اتصال سرية مع إيران قبل قرار المقاطعة واستمرت في التعامل معها بشكل أوثق بعد المقاطعة، معززة العلاقات الثنائية على الرغم من تورط إيران في محاولة زعزعة استقرار المنطقة.

وقطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر العلاقات الدبلوماسية وروابط التجارة مع قطر في يونيو/حزيران 2017، متهمين إياها بدعم الإرهاب وإيران. وتنفي الدوحة تلك الاتهامات وتزعم أن هدف المقاطعة هو تدمير اقتصادها.

وقال وزير الخارجية القطري إنه لا يوجد مؤشر على عودة الدفء للعلاقات بين بلاده و دول. المقاطعة، معبرا عن أمله في العودة للحوار.

وكان الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني قال في نوفمبر/تشرين الثاني 2018 إن الدوحة ستواصل التعامل مع إيران التي ساعدت قطر في الحصول على الإمدادات الأساسية عقب المقاطعة وإنها مستعدة للتوسط بين واشنطن وطهران.