روحاني يمهل الأوروبيين شهرين لانقاذ الاتفاق النووي

الرئيس الإيراني يحذر من ان الخطوات المقبلة التي ستتخذها طهران لتقليص التزاماتها سيكون لها تأثيرات غير عادية.

طهران - أوضح الرئيس الايراني حسن روحاني إن إيران ستمنح الاتحاد الأوروبي مهلة شهرين آخرين لإنقاذ الاتفاق النووي.

ونقل التلفزيون الرسمي عن الرئيس الإيراني قوله الأربعاء إن الخطوات المقبلة التي ستتخذها طهران لتقليص التزاماتها بموجب الاتفاق النووي سيكون لها تأثيرات "غير عادية" وذلك قبل يومين من موعد نهائي حددته إيران لأوروبا لإنقاذ الاتفاق المبرم عام 2015.

وقال روحاني "الخطوة الثالثة (في تقليص التزامات إيران) ستكون الأهم وسيكون لها تأثيرات غير عادية".

وكان الرئيس الإيراني اوضح الثلاثاء إن رد بلاده على أي عرض بإجراء محادثات ثنائية مع الولايات المتحدة سيكون دائما الرفض.

وقال روحاني في جلسة برلمانية بثتها الإذاعة الرسمية على الهواء مباشرة "لم يُتخذ قط أي قرار بإجراء مفاوضات مع الولايات المتحدة، وكانت هناك عروض كثيرة بإجراء محادثات لكن ردنا سيكون دائما الرفض".

وأضاف "إذا رفعت أميركا كل العقوبات، يمكننا كما حدث من قبل أن ننضم إلى محادثات متعددة الأطراف بين طهران وأطراف اتفاق 2015"، مشيرا إلى الاتفاق النووي.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد عرض الاجتماع مع زعماء إيران وإجراء محادثات ثنائية دون شروط مسبقة لإنهاء المواجهة بين البلدين، على الرغم من ممارسته "أقصى ضغط" عليها.

وذكرت محطة (برس تي.في) الرسمية الأربعاء أن إيران رفضت عرضا بقرض قيمته 15 مليار دولار من الدول الأوروبية يهدف لحماية اقتصادها من العقوبات التي أعادت الولايات المتحدة فرضها عليها.

وذكرت المحطة الناطقة بالإنجليزية دون الخوض في التفاصيل "ترفض إيران عرضا بقرض قيمته 15 مليار دولار من الاتحاد الأوروبي".

وياتي هذا الموقف بعد ان ذكرت وكالة فارس الإيرانية للأنباء إن مسؤولا إيرانيا كبيرا أكد الأربعاء أن طهران ستعود للالتزام الكامل بالاتفاق النووي إذا حصلت على 15 مليار دولار من مبيعات النفط على مدى أربعة شهور، وذلك وفق ما جاء في مسودة خطة فرنسية لإنقاذ الاتفاق.

واقترحت فرنسا تقديم خطوط ائتمان بحوالي 15 مليار دولار لإيران حتى نهاية العام بضمان إيرادات نفط في مقابل عودة طهران إلى الامتثال الكامل للاتفاق النووي المبرم في 2015، لكنه عرض متوقف على عدم معارضة واشنطن له.

الرئيس الايراني حسن روحاني ونظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون
ايران رفضت عرضا بقيمة 15 مليار دولار من الدول الأوروبية لحماية اقتصادها من العقوبات

ونقلت وكالة فارس عن عباس عراقجي نائب وزير الخارجية قوله "عودتنا للالتزام الكامل بالاتفاق النووي مرهونة بالحصول على 15 مليار دولار على مدى أربعة أشهر، وإذا لم يحدث ذلك فإن عملية تقليص التزامات إيران ستستمر".

وأجرى روحاني عدة اتصالات هاتفية مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الأسابيع الأخيرة لإنقاذ الاتفاق النووي الذي أبرم في 2015 بين طهران والدول الكبرى.

وبدأ السجال بين طهران وواشنطن منذ أن انسحبت الولايات المتحدة بشكل أحادي من الاتفاق وأعادت فرض عقوبات اقتصادية مدمرة على إيران.

وكاد البلدان أن يصلا إلى حافة مواجهة عسكرية في يونيو/حزيران عندما أسقطت إيران طائرة أميركية مسيّرة وأمر ترامب بتنفيذ ضربات انتقامية ضد إيران قبل التراجع عن ذلك في اللحظة الأخيرة.

وهدأت الأوضاع بعض الشيء منذ ذلك الحين بينما أعرب ماكرون عن أمله خلال قمة مجموعة السبع المالية التي انعقدت أواخر اغسطس/اب بترتيب لقاء بين روحاني وترامب.

لكن روحاني استبعد إمكانية عقد اللقاء، مشيرا إلى أن على الأميركيين رفع جميع العقوبات المفروضة على بلاده قبل أي اجتماع من هذا القبيل.

واتخذت إيران إجراءات للرد على انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الذي تم بموجبه تخفيف العقوبات المفروضة عليها مقابل الحد من أنشطتها النووية.

وتهدد طهران باتخاذ خطوة إضافية ثالثة عبر خفض مستوى امتثالها للالتزامات الواردة في الاتفاق. وتشير تقارير إلى أن ذلك قد يبدأ الجمعة بعدما زادت مخزونها من اليورانيوم ضعيف التخصيب وبدأت تخصيب اليورانيوم بنسبة تفوق 3.67 بالمئة المنصوص عليها في الاتفاق.