'روح الأندلس' يعزز روابط التعاون الثقافي بين المغرب والعالم

الملتقى تخللته سهرة فنية أندلسية أحياها جوق تطوان للموسيقى الأندلسية بقيادة الفنان فهد بنكيران.

تطوان (المغرب) - احتضن مسرح إسبانيول العريق بمدينة تطوان، الجمعة، الدورة الأولى من ملتقى "روح الأندلس" الذي يهدف إلى إبراز الروابط التاريخية والثقافية التي تجمع بين مدينتي تطوان والصويرة.

ويسلط الملتقى الضوء على الدور الريادي الذي لعبته المدينتان في حفظ التراث المادي واللامادي للمغرب، حيث تعد كل منهما نموذجا فريدا لتلاقح الثقافات والعيش المشترك بين مختلف الأطياف الحضارية.
ويسعى الملتقى أيضا إلى إبراز التراث الأندلسي الأصيل لمدينة تطوان والانفتاح الثقافي متعدد الأبعاد لمدينة الصويرة، واللتين تجمعان بين إرث تاريخي غني وروح معاصرة تعزز القيم الإنسانية المشتركة.

وشهد الملتقى المنظم بمبادرة من جماعة تطوان وجماعة الصويرة وجامعة عبدالمالك السعدي وجمعية الصويرة موكادور والمركز المغربي للدراسات والأبحاث في الثقافة والقانون العبري (بيت الذاكرة)، وجمعية تمغربيت، وبشراكة مع وزارة الثقافة والشباب والتواصل، التوقيع على بروتوكول اتفاق يهدف إلى إعادة تثمين مبنى المحطة الطرقية القديمة (الأزهر) بمدينة تطوان عبر إحداث جامعة علوم الثقافة والتراث تطوان-الصويرة.

وتعمل هذه المبادرة الأكاديمية الثقافية الأولى من نوعها في أفريقيا على تعزيز البحث الأكاديمي في مجال التراث الثقافي، وربط جسور التعاون الثقافي بين المغرب ودول العالم، مع الحفاظ على التراث الثقافي لمدينة تطوان.

وقال عبدالله أوزيتان الرئيس المؤسس للمركز المغربي للدراسات والأبحاث في الثقافة والقانون العبري في كلمة بالمناسبة إن تنظيم هذا الملتقى وإحداث جامعة علوم الثقافة والتراث تطوان-الصويرة يجسد عزم والتزام الشركاء من أجل المضي قدما لإعلاء ثقافة التنوع.

وتنبثق هذه المشاريع من دينامية متواصلة بين تطوان والصويرة، المدينتن الألفيتن، وفق ما أشار إليه أوزيتان، منوها بأنه من خلال مبادرات من هذا القبيل، تعمل المدينتان معا من أجل بث، انطلاقا من المملكة المغربية، رسالة مفعمة بقيم السلام والتسامح واحترام ثقافة الآخر.

واعتبر رئيس جامعة عبدالمالك السعدي بوشتى المومني أن هذا الحدث يجسد قيم التنوع الثقافي والحضاري والتي تشكل جزءا من الهوية المغربية المتعددة، مذكرا بأن تطوان بإرثها الأندلسي الأصيل، والصويرة بروحها الثقافية الفريدة، نموذجان بارزان للتعايش والاندماج بين الثقافات والحضارات، وتعزيز قيم السلام والتسامح والعيش المشترك بين مختلف الديانات.

وأبرز أن تثمين المحطة الطرقية القديمة بتطوان والذي طال انتظاره من قبل سكان المدينة، سيمكن من إحداث بناية أكاديمية فريدة من نوعها، وسيساهم في إشعاع وإتاحة اكتشاف التراث المغربي على الصعيدين الوطني والدولي.

وأشاد كل من مصطفى البكوري رئيس جماعة تطوان، وطارق عثماني رئيس جماعة الصويرة، بإبرام هذه الشراكة بين المدينتين والتي ستمكن من إحداث جامعة ثقافية من شأنها تقديم قيمة مضافة حقيقية للتنمية الثقافية، سواء على الصعيد المحلي أو الدولي، والمساهمة في تمتين العلاقات بين المدينتين التاريخيتين.

وشهد الملتقى كذلك تكريما خاصا لمستشار العاهل المغربي الملك محمد السادس أندري أزولاي، تقديرا لدوره البارز في دعمه المتواصل للمبادرات الثقافية التي تبرز الهوية المغربية المتنوعة، وفي تعزيز قيم السلام والتسامح والعيش المشترك.

وتخللت الملتقى سهرة فنية أندلسية أحياها جوق تطوان للموسيقى الأندلسية بقيادة الفنان فهد بنكيران، والفنان بلال الهواج، وبمشاركة الفنانة بهاء الروندة، والفنان نور الدين الطاهري.

وسلط هذا الحدث الثقافي الفريد الضوء على التراث الأندلسي، بوصفه أحد أعمدة الهوية الثقافية المغربية، وعاملا لتعزيز قيم العيش المشترك والسلام.