روسيا "تتحرر" من معاهدة حظر الأسلحة النووية

المتحدث باسم الكرملين يؤكد أن رفض روسيا التصديق على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية لا يعني نيتها إجراء هذه التجارب.

موسكو - وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قانونًا يلغي التصديق على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، ما سيسمح لروسيا بإجراء تجارب نووية دون وجود أي معاهدة أو قانون يمنعها من ذلك .

وتم إعداد قانون إلغاء التصديق على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية نيابة عن رئيس مجلس الدوما فياتشيسلاف فولودين، الذي عرضه على مجلس الدوما الروسي ومجلس الاتحاد الروسي، حيث حصل على موافقة المجلسين.

وتهدف المعاهدة التي تبنتها الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1996 إلى منع كل التجارب النووية، لكنها لم تُطبّق نظرا إلى عدم انضمام عدد من الدول النووية الرئيسية إليها، وأبرزها الولايات المتحدة والصين. فيما تعهدت بعض الدول الحائزة للأسلحة النووية طوعًا بعدم إجراء مثل هذه التجارب.

وكان بوتين أعلن في وقت سابق من تشرين الأول/أكتوبر أنه "ليس مستعدا للقول" ما إذا كانت روسيا ستجري تجارب نووية حية. وأضاف "لست مستعدا للقول ما إذا كان ينبغي استئناف التجارب أم لا"، مشيدا بتطوير صواريخ جديدة عالية القوة يمكنها حمل رؤوس حربية نووية.

وبعد تصديق بوتين على هذا القانون أصبحت روسيا خارج هذه الاتفاقية؛ ما سيسمح لها بإجراء تجارب نووية دون التقيد بأي معاهدة أو وجود قانون يمنعها من ذلك .

وأشار المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في وقت لاحق إلى أن رفض روسيا المحتمل التصديق على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية لا يعني نيتها إجراء تجارب نووية.

وفي شهر مارس/آذار الماضي قال نائب وزير خارجية الاتحاد الروسي سيرغي ريابكوف إن الوضع المتعلق بمعاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية يسبب قلقًا متزايدًا بسبب "تصرفات الولايات المتحدة".

ومنذ بدء النزاع في أوكرانيا في شباط/فبراير 2022، تبنى الرئيس الروسي عددا من المواقف المتعلقة باستخدام الأسلحة النووية، ونشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروس أقرب حليف له، صيف 2023. وتبنى مجلس النواب الروسي (الدوما) القانون منتصف تشرين الأول/أكتوبر قبل أن يوافق عليه مجلس الاتحاد، الغرفة العليا في البرلمان الروسي نهاية الشهر بالإجماع. وقال رئيس الدوما فياتشيسلاف فولودين إن التصويت كان بمثابة "رد على الموقف البغيض للولايات المتحدة تجاه التزاماتها بشأن الحفاظ على الأمن العالمي".

وفي منتصف تشرين الأول/أكتوبر، أجرت روسيا تجارب إطلاق صواريخ بالستية بهدف إعداد قواتها "لضربة نووية هائلة" ردا على ضربة عدائية مماثلة.

وتنص العقيدة النووية الروسية على استخدام "دفاعي بحت" للأسلحة الذرية في حال وقوع هجوم على روسيا بأسلحة الدمار الشامل أو في حال تعرضها لعدوان بأسلحة تقليدية "يهدد وجود الدولة ذاته". كذلك، علقت روسيا في شباط/فبراير مشاركتها في معاهدة "نيو ستارت" لنزع السلاح النووي الموقعة بين روسيا والولايات المتحدة في 2010، وهي آخر اتفاق ثنائي يربط بين موسكو وواشنطن.

ونقلت روسيا اليوم عن المحلل السياسي غيفورغ ميرزايان، قوله بشأن أسباب انسحاب روسيا من المعاهدة النووية أن هناك بعدا دوليا، فالتجارب النووية الأحادية الجانب للأسلحة الروسية يمكن أن يُنظر إليها بشكل سلبي للغاية من قبل عدد من شركائها في دول الجنوب العالمي. أولئك الذين ضد السباق النووي والذين يفكرون فيما إذا كان الأمر يستحق في ظل الظروف الحالية، تمديد تخليهم عن تطوير أسلحة نووية.

وهناك سبب عالمي هو أنه في المستقبل المنظور سوف تكون هناك قواعد جديدة للعبة في العالم. ويجب على روسيا أن تداني هذه اللحظة ليس فقط بالقوة والحسم، إنما وبالحرية قدر الإمكان، خالية من مختلف أنواع الالتزامات الأحادية التي تقيد القدرات الروسية وتمنح، في الوقت نفسه، الدول الأخرى تفوقا.