روسيا تتمدد في كوباني بالانتشار في قاعدتين أخلتهما واشنطن

بتمركز القوات الروسية في القاعدتين الأميركيتين شرق الفرات تكون موسكو قد ملأت الفراغ العسكري الناجم عن الانسحاب الأميركي دون عناء أو قتال أو نفقات كبيرة.

روسيا تملأ الفراغ العسكري في كوباني بعد الانسحاب الأميركي
موسكو ودمشق تستفيدان من الانسحاب الأميركي من سوريا
الخطوة الأميركية تتيح لروسيا التمدد في مناطق كانت خارج نطاق سيطرتها
روسيا تنشر قواتها في قاعدتين أخلتهما الولايات المتحدة بسوريا

جرابلس (سوريا) - وسّعت روسيا اليوم الجمعة مناطق تواجدها في سوريا بأن نشرت وحدات من قواتها في قاعدتين كانت أخلتهما الولايات المتحدة جنوبي مدينة عين العرب (كوباني) شرق نهر الفرات.

وبتمركز القوات الروسية في القاعدتين الأميركيتين شرق الفرات تكون موسكو قد ملأت الفراغ العسكري الناجم عن الانسحاب الأميركي دون عناء أو قتال أو نفقات كبيرة.

واستفادت موسكو ودمشق كثيرا من قرار واشنطن بتقليص وجودها العسكري في سوريا في خطوة قال عنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنها ضرورية وأنه لا يمكن للولايات المتحدة أن تستمر في خوض حرب مكلفة.  

لكن قرار ترامب المفاجئ أثار موجة غضب في الولايات المتحدة، حيث انتقد ديمقراطيون وحتى جمهوريون القرار، محذرين من أن ذلك سيتيح لكل من روسيا وإيران وتركيا توسيع نفوذهما.

واشنطن أخلت قاعدتي صرين والسبت
واشنطن أخلت قاعدتي صرين والسبت

وذكرت مصادر محلية الجمعة أن روسيا نشرت قواتها في قاعدتي صرين والسبت بعد ما انسحبت منهما القوات الأميركية مؤخرا.

وكانت الولايات المتحدة قد أجلت قواتها من القاعدتين مع بدء الهجوم التركي على الوحدات الكردية في شمال شرق سوريا التي أطلقت عليه أنقرة 'نبع السلام' ومن ثمة عادت إلى قاعدة صرين إثر تعليق العملية وأخلتها تماما يوم الأربعاء الماضي.

وتزامنا مع عملية نبع السلام التي انطلقت في 9 أكتوبر/تشرين الأول، سحبت الولايات المتحدة قواتها من 16 قاعدة ونقطة عسكرية من أصل 22 في سوريا وعادت إلى 6 منها مع تعليق العملية.

وأتاحت الخطوة الأميركية لموسكو التمدد في مناطق أخرى بسوريا التي كانت إلى وقت قريب مناطق نفوذ أميركية واستفادت أيضا من اتفاق مع تركيا يقضي بتسيير دوريات مشتركة في مناطق كانت قبل الهجوم التركي في الشهر الماضي تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية التي يشكل المسلحون الأكراد عمودها الفقري.

دمشق نشرت قوات في نقاط على الحدود مع تركيا
دمشق نشرت قوات في نقاط على الحدود مع تركيا

وهيأت روسيا أيضا من خلال الاتفاق مع تركيا لاستعادة النظام السوري سيطرته على مناطق كانت خارج سلطته طيلة سنوات الحرب الماضية.

وانتشرت قوات النظام في نقاط عديدة على الحدود السورية مع تركيا شرق مدينة القامشلي وتمركزت أمس الخميس في النقاط على الشريط الحدودي الممتد من مدينة القامشلي إلى قرية عين ديوار التابعة لمدينة المالكية والمتأخمة للحدود العراقية.

وكانت تركيا قد أطلقت في 9 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بمشاركة الجيش الوطني السوري عملية أطلقت عليها اسم 'نبع السلام' في منطقة شرق نهر الفرات بذريعة تطهيرها من الوحدات الكردية وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وإنشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.

وفي 17 من أكتوبر/تشرين الأول الماضي علق الجيش التركي العملية بعد توصل أنقرة وواشنطن إلى اتفاق يقضي بانسحاب الوحدات الكردية من المنطقة وأعقبه باتفاق مع روسيا في الـ22 من الشهر ذاته لتسيير دوريات مشتركة.