روسيا تدخل على خط الازمة اليمنية و توترات البحر الأحمر

زيارة وزير الخارجية اليمني لموسكو بطلب من لافروف تأتي على وقع توتر غير مسبوق في البحر الأحمر بسبب هجمات الحوثيين على السفن والناقلات التابعة لدول غربية.
موسكو التي ترتبط بعلاقات مع الحوثيين لا تريد قطع كل الاتصالات مع الحكومة اليمنية
الحكومة اليمنية تريد من روسيا الضغط على ايران والحوثيين لاستئناف مفاوضات السلام
الولايات المتحدة لن تسمح بنفوذ روسي في اليمن

موسكو - بحث وزير الخارجية اليمني شائع الزنداني مساء الاثنين بعد وصوله للعاصمة الروسية موسكو في زيارة رسمية هي الأولى له إلى هذا البلد منذ تعيينه في منصبه في مارس/آذار الماضي الوضع في بلاده على وقع تصعيد الحوثيين وهجماتهم في البحر الاحمر فيما تسعى السلطات الروسية لمزيد من التأثير في منطقة الشرق الأوسط والرد على الدعم العسكري الغرب لاوكرانيا.

وتأتي الزيارة بعد أشهر قليلة من زيارة مماثلة أداها رئيس الوزراء اليمني، أحمد عوض بن مبارك في ابريل/نيسان الماضي بعد نصف شهر من عودته إلى العاصمة اليمنية المؤقتة عدن ما يكشف حجم الاهتمام الروسي بالملف اليمني.
وقالت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين اليمنية في بيان نشرته في موقعها الإلكتروني إن "الوزير محسن الزنداني، وصل إلى العاصمة الروسية موسكو، مساء الاثنين، تلبية لدعوة رسمية من نظيره الروسي سيرغي لافروف" مضيفا أنه "سيتم خلال الزيارة إجراء مباحثات تتعلق بالتعاون بين البلدين الصديقين والقضايا ذات الاهتمام المشترك".
كما سيجري المسؤول اليمني "لقاءات مع بعض المؤسسات والهيئات الرسمية، إضافة إلى لقاء الجالية اليمنية، والسفراء العرب في موسكو" وفق البيان الذي لم يذكر مدة الزيارة.

وتعتبر اليمن ساحة للصراع الدولي والإقليمي حيث يسيطر الحوثيون على أجزاء واسعة من البلاد مدعومين من إيران التي تعتبر حليفة لروسيا في مواجهة القوى الغربية الداعمة للحكومة اليمنية الشرعية.
وهنالك علاقات تجمع المتمردين بموسكو ما سمح للسفن الروسية بالمرور من البحر الأحمر دون التعرض لها حيث كشفت تقارير عن مخطط روسي لتزويد الجماعة بصواريخ مضادة للسفن وذلك لاستهداف القوات الأميركية والملاحة في البحر الأحمر على ضوء التصعيد غير المسبوق في المنطقة.
وأكدت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية في تقارير سابقة أن هذه الخطوات تأتي ردا على دعم إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للضربات الأوكرانية داخل روسيا بأسلحة أميركية.
وفي المقابل لا تريد موسكو قطع كل الاتصالات مع الحكومة اليمنية التي تسيطر على عدد من المحافظات وهو ما يخدم في النهاية نفوذها وأطماعها وبالتالي مواجهة النفوذ الغربي.
بدورها تعتقد الحكومة اليمنية أن الروس يمكن لهم لعب دور في الصراع مع المتمردين وذلك بالضغط عليهم لاستئناف مفاوضات السلام المتوقفة حاليا.
ويمكن للحكومة الروسية التواصل مع نظيرتها الإيرانية لإيجاد حلول للوضع في اليمن الذي يعاني من الفوضى والانقسام الحاد إضافة لصراعات مسلحة لا تتوقف.
ولا يعتقد أن الولايات المتحدة ستسمح للروس بلعب دور في الملف اليمني في ظل الصراع المتصاعد على وقع الأزمة الأوكرانية.
وتشهد جبهات اليمن الداخلية منذ أكثر من عامين تهدئة من حرب بدأت قبل نحو 10 سنوات بين القوات الموالية للحكومة الشرعية، مدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، وقوات الحوثيين، المدعومين من إيران، والمسيطرين على محافظات ومدن بينها العاصمة صنعاء (شمال) منذ 21 سبتمبر/أيلول 2014.