روسيا تدعو تركيا للضغط على السراج لوقف النار في ليبيا

وزير الخارجية الروسي يأمل أن تتمكن تركيا من إقناع حكومة الوفاق بالتوقيع على وثيقة وقف إطلاق النار.

موسكو - قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف اليوم الأربعاءإن الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، مستعد للتوقيع على اتفاق لوقف فوري لإطلاق النار إلا أن حكومة الوفقاق المدعومة عسكريا من تركيا لا ترغب في ذلك وتعول على الحل العسكري.

ونقلت وكالة "تاس" الروسية عن لافروف القول، بعد لقاء عبر مؤتمر الفيديو مع نظرائه من دول الاتحاد الأفريقي إن "الجيش الوطني الليبي، وفقا لتقديراتنا، أصبح على استعداد لتوقيع وثيقة وقف إطلاق النار الفوري، لكن هذه المرة حكومة طرابلس هي التي لا تريد أن تفعل وتعول على الحل العسكري".وأعرب لافروف عن أسفه لأنه بالرغم من إقرار جميع الأطراف بأنه لا يوجد حل عسكري للصراع الليبي، فإن هذا لا يُترجم إلى خطوات عملية.

وأكد وزير الخارجية الروسي أن موسكو وأنقرة تعملان من أجل التوسط لوقف إطلاق النار فورا في ليبيا ميشيرا إلى إنه يأمل أن تتمكن تركيا من إقناع حكومة الوفاق بالتوقيع أيضا على وثيقة وقف إطلاق النار.

وفي سياق متصل بحث رئيس هيئة الأركان التركي يشار غولر مع نظيره الروسي فاليري جيراسيموف هاتفيا اليوم الأربعاء القضايا الأمنية الراهنة المتعلقة بسوريا وليبيا.

كما أكدت وزارة الدفاع الروسية إجراء الاتصال، وأوضحت أن الجانبين يجريان بشكل دوري محادثات حول القضايا الأمنية.

وتدعم تركيا التي تمتلك ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي حكومة الوفاق وتدخلت عسكريا وبشكل مباشر في ليبيا في يناير الماضي لإسنادها حيث أرلست لها آلاف المرتزقة السوريين بالإضافة إلى السلاح والمستشارين العسكريين.

وأثار تعنت تركيا ودفعها حكومة الوفاق لعدم قبول الدعوات الإقليمية والدولية لوقف اطلاق النار والعودة إلى المفاوضات والحل السياسي، توترا بين أنقرة وموسكو، حيث ألغت روسيا الشهر الماضي زيارة كان يفترض أن يؤديها لافروف ووزير الدفاع الروسي وسيرغي شويغو إلى إسطنبول لإجراء مباحثات حول ليبيا.

وقالت مصادر دبلوماسية إن موسكو رفضت مقترحا تركيا يهدف إلى إبعاد قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر عن أي مفاوضات بشأن الملف الليبي بالإضافة إلى تمسك أردوغان بمواصلة التقدم نحو مدينة سرت الغنية بالنفط.

ومع وضعها لحكومة الوفاق في موقف محرج بدفعها إلى مواصلة الاقتتال بعد أن كانت تروج خلال الأشهر الماضية إلى أن حفتر هو من يقوض الحل السياسي في ليبيا، وجدت تركيا نفسها محاصرة من روسيا والاتحاد الأوروبي وخاصة فرنسا وسط صمت أميركي مريب.

وكان حفتر قد حذر أمس الثلاثاء من أن ليبيا تواجه ثالوث الشر المتحالف من إرهاب وخونة وتركيا.

وأضاف حفتر في كلمة في حفلة تخريج دفعة من ضباط الكلية العسكرية في مدينة توكرة شرق بنغازي أن "العدو التركي أصبح ينشئ القواعد وغرف العمليات في المنطقة الغربية، وترسل تركيا ضباطها ومرتزقتها للقتال في أرضنا وأرسلت البوارج الحربية إلى شواطئنا وتسعى إلى السيطرة على مقدرات شعبنا وثروات بلادنا لتعالج بها أزمتها الاقتصادية".

وأكد قائد الجيش الوطني الليبي على الاستمرار في القتال قائلا "إننا وإذ سلمنا إلى دعوات التهدئة من قبل الدول الصديقة إلا أننا لن نرضى في استغلال ذلك لجلب المرتزقة لتعزيز قدرات العدو ولن نضيع دماء الشهداء إلا بزوال الغزاة والمرتزقة من أرضنا وسنواصل الكفاح حتى التحرير ".

وتأتي المشاورات الروسية التركية بعد أيام من قصف قاعدة "الوطية" الجوية الواقعة على مسافة 140 كلم جنوب غرب طرابلس من قبل "طيران مجهول".

وشنت فجر الأحد الماضي طائرات أجنبية مجهولة هجوما استهدف تجهيزات ومنظومة للدفاع الجوي ركزتها تركيا قبل 3 أيام داخل القاعدة الوطية التي كانت حكومة الوفاق قد استعادتها في مايو/أيار الماضي بدعم من تركيا.