روسيا ترفض طلب إيران تزويدها بصواريخ إس-400

موسكو يهمها المحافظة على علاقاتها مع القوى الإقليمية الأخرى في الشرق الأوسط لذلك تسعى للحد تدريجيا من التواجد العسكري لإيران في المنطقة.

موسكو - رفضت روسيا طلبا من إيران لشراء أنظمة الدفاع الصاروخي "إس400-"، خشية أن تؤجج عملية البيع مزيدا من التوتر في الشرق الأوسط، وفقا لمصدرين مطلعين، بينهما مسؤول روسي بارز.

ورفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الطلب، حسبما صرح المصدران شريطة عدم الكشف عن هويتهما.

وقالت وكالة بلومبرغ للأنباء إن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف زار موسكو في السابع من أيار/ مايو.

ولم ترد وزارة الخارجية الروسية على طلب من وكالة بلومبرغ للتعليق.

وسبق وأن نفت موسكو في فبراير الماضي تقدم طهران بطلب شراء صواريخ "إس400".

وقال السفير الروسي لدى إيران ليفان دجاغاريان آنذاك "وفقا لمعلوماتي، لم يتقدم الشركاء الإيرانيون بطلب كهذا".
وشدد السفير على أن روسيا تعتزم بذل كل الجهود لعدم تضرر إيران من العقوبات، في موازاة الامتثال الصارم لكل التزامات الرقابة على الصادرات في مسألة تصدير الأسلحة إليها.

وفيما يتعلق بمصير المفاوضات بين موسكو وطهران على صفقة دبابات "تي-90 " ومقاتلات "سوخوي-30" لمصلحة إيران، قال دجاغاريان إن "تعاون روسيا وإيران بشكل عام في المجال العسكري التقني مشروط بوجود بعض التدابير المقيِّدة المنصوص عليها في خطة العمل الشاملة وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة/ مشيرا إلى أن موسكو "تعتزم الامتثال لكل الالتزامات القائمة في ما يتعلق بمراقبة التصدير وعدم الانتشار".

ورفعت روسيا الحظر عن توريد الصواريخ لإيران بعد إعلان الغرب توقيع الاتِّفاق النووي مع طهران والذي لعبت موسكو دورًا كبيرًا وفعَّاًلا في إبرامه.

وشهدت العلاقات الروسية الإيرانية في السنوات التي تلت الاتفاق النووي تحسنا كبيرا من خلال التعاون الثنائي في شتى المجالات العسكريّة والاقتصاديّة والسياسيّة، فضلًا عن التعاون في المِلَفَّات الخارجيَّة كالتعاون في القوقاز وآسيا الوسطى، وخاصة في الحرب السورية.

لكن مع انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي عام 2015 وإعادة فرض عقوبات على طهران، تقلصت الفرص التي أتيحت لطهران لتحديث إمكانياتها العسكرية التقليدية عبر بوابة موسكو.

وتطمح روسيا إلى أن تشكل أسلحتها الجزء الأكبر من المشتريات العسكرية الإيرانية، لكن مع تشديد الولايات المتحدة مؤخرا عقوباتها على طهران أصبحت مبيعات أنظمة الصواريخ تثيرا جدلا واسعا في الشرق الأوسط، خصوصا مع تحذيرات واشنطن من التهديدات الإيرانية لأمن المنطقة واستقرارها.

وأكدت موسكو عديد المرات أنها تسعى إلى الحد تدريجيا من التواجد العسكري لإيران في الشرق الأوسط، حيث تهدف للمحافظة على علاقاتها مع القوى الإقليمية الأخرى مثل السعودية وإسرائيل.

وتجازف تركيا، وهي عضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو) وحليف للولايات المتحدة، بالتعرض لإجراءات عقابية من جانب إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لموافقتها على شراء صواريخ إس-400.

وصواريخ إس-400 الدفاعية هي أنظمة صاروخية مضادة للطائرات ذات المدى البعيد ولديها قدرة فائقة على ملاحقة أهداف عدة في آن واحد. وهي مصممة لتدمير طائرات وصواريخ استراتيجية وتكتيكية، صواريخ بالستية وأهداف تفوق سرعتها سرعة الصوت ووسائل أخرى معدة لهجوم جوي في ظروف الدفاع الكيميائي الإلكتروني وغيره.