روسيا تشكك في جدية مقترحات ترامب بشأن نزع السلاح النووي

الكرملين يؤكد ان بعض المبادرات حول إخلاء العالم من الأسلحة النووية مرحب بها لكن من الصعب للغاية إدراك النوايا الحسنة لمن يقف رواءها.
موسكو تطالب واشنطن بمزيد من التفاصيل حول مبادرة ترامب لنزع الاسلحة النووية

بكين - قال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين السبت إن مقترحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن نزع السلاح النووي "ليست جادة".

ونقلت صحيفة واشنطن بوست الخميس عن مسؤولين في الإدارة الأميركية قولهم إن ترامب وجه الإدارة بإعداد اتفاقات جديدة مع روسيا والصين للحد من انتشار الأسلحة، مشيرا إلى تكلفة سباق التسلح النووي في القرن الحادي والعشرين.

وقال بيسكوف للصحفيين على هامش قمة بشأن مبادرة الحزام والطريق تستضيفها الصين "سيكون من المثالي إخلاء العالم كله من السلاح النووي... لكننا من ناحية أخرى سنُحرم من عامل الردع... كلا تنسوا عامل الردع والتكافؤ الرادع".

سيكون من المثالي إخلاء العالم كله من السلاح النووي... لكننا من ناحية أخرى سنُحرم من عامل الردع

واضاف المتحدث الروسي وفق ما نقلته وكالة سبوتنيك الروسية للانباء"ان بعض المبادرات بشأن الحد من الأسلحة النووية مرحب بها، ولكن في هذه الحالة من الصعب للغاية إدراك النوايا الحسنة لهذا ينبغي معرفة التفاصيل عن الموضوع".

وكان مساعد وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أعلن الخميس 7 فبراير/شباط إن روسيا مستعدة لدراسة أي اقتراحات جديدة من الولايات المتحدة لإبرام معاهدة أوسع نطاقا تشمل المزيد من البلدان بدلا من اتفاقية نووية ترجع لحقبة الحرب الباردة كان الطرفان قد علقا العمل بها.

وعلقت روسيا العمل بمعاهدة القوى النووية المتوسطة المدى بعدما أعلنت واشنطن انسحابها منها خلال ستة أشهر ما لم تمتنع موسكو عما تقول الولايات المتحدة إنها انتهاكات للاتفاقية.

وتنفي موسكو ارتكابها أي انتهاكات.ونصت هذه المعاهدة على منع استخدام الصواريخ التي يراوح مداها بين 500 و5500 كلم. وقد وضعت حدا لازمة في الثمانينات نشأت من نشر صواريخ إس إس-20 السوفياتية ذات الرؤوس النووية والقادرة على استهداف العواصم الغربية وقد وقعها الرئيس الأميركي آنذاك رونالد ريغان والزعيم السوفياتي ميخائيل غورباتشيف.

وقال ترامب في فبراير/شباط إنه يرغب في إجراء محادثات بهدف إبرام معاهدة جديدة للحد من انتشار الأسلحة النووية.

وتنتهي مهلة العمل بآخر معاهدة بين الولايات المتحدة وروسيا حول خفض الترسانات النووية -- معاهدة ستارت الجديدة -- في 2021. ويتوقع معظم المحللين عدم تجديدها.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد رد في فبراير/شباط على الانسحاب الأميركي، بإعلان انسحاب موسكو من المعاهدة وبدء العمل على تطوير أنواع جديدة من الأسلحة تنتهك الاتفاقية في حين أعلن وزير دفاعه سيرغي شويغو أن بلاده ستقوم بتطوير منظومتين جديدتين من الصواريخ خلال السنتين المقبلتين بعد تخلي واشنطن وموسكو عن معاهدة رئيسية للحد من الأسلحة.

ويرى خبراء أن تخلي الولايات المتحدة وروسيا عن المعاهدة يوجه ضربة قاسية لنظام ضبط الأسلحة عالميا وللأمن الدولي.