روسيا تقرّ بمقتل 500 من جنودها وأوكرانيا تتحدث عن 7 آلاف

الرئيس الأميركي يقول في خطاب حالة الاتحاد السنوي أمام الكونغرس "اعتقد بوتين أن بوسعه اجتياح أوكرانيا وبدلا من ذلك واجه جدارا من القوة لم يتوقعه أو يتخيله أبدا: واجه الشعب الأوكراني".
الجمعية العامة تقرر بأغلبية ساحقة دعوة روسيا إلى سحب قواتها فورا من أوكرانيا
موسكو تقدر عدد قتلى الجيش الأوكراني بـ2870
مسؤول أوكراني يعلن أسر مئات الجنود الروس
موسكو تؤكد وكييف تنفي سيطرة القوات الروسية على مدينة خيرسون  

موسكو - أخذت المعارك بين روسيا وأوكرانيا بعد نحو أسبوع من الغزو الروسي اتجاها آخر قائما على حرب الأرقام، فقد أقرت وزارة الدفاع الروسية اليوم الأربعاء ولأول مرة بمقتل ما يقرب من 500 من جنودها، بينما تحدث مسؤول أوكراني رفيع عن مقتل 7 الاف جندي روسي ووقوع المئات في الأسر.

ولا يمكن الجزم بصحة الأرقام المعلنة من الطرفين من عدمها في ظل تعتيم إعلامي على جبهات القتال وفي ظل حرب نفسية من الجانبين في الوقت الذي دعت فيه الولايات المتحدة الجنود الروس إلى مغادرة جبهات القتال قائلة إن "قادتكم يكذبون عليكم".

وحصيلة الخسائر الروسية العسكرية البشرية خلال الحرب على أوكرانيا هي الأولى بعد أيام من اعتراف موسكو بمقتل عدد من جنودها، لكنها قالت إن خسائرها أقل بكثير مقارنة بقتلى الجانب الأوكراني.

وقال المتحدث باسم الجيش الروسي إيغور كوناشينكوف خلال مؤتمر صحافي بثه التلفزيون الروسي العام "لسوء الحظ، تكبدنا خسائر بين رفاقنا المشاركين في العمليات العسكرية الخاصة. قتل 498 عسكريا روسيا أثناء أداء واجبهم" خلال الغزو المستمر منذ 24 فبراير/شباط، مضيفا أن "عائلات المفقودين تتلقى كل مساعدة ممكنة. وأصيب 1597 من رفاقنا".

وبحسب المتحدث، فإن الخسائر من جانب "العسكريين والقوميين الأوكرانيين" بلغت "2870 قتيلا ونحو 3700 جريح".

واصطدمت القوات الروسية بمقاومة شديدة من الأوكرانيين لم تكن تتوقعها وتعثر تقدمها نحو العاصمة الأوكرانية كييف، ما أثار مخاوف غربية من أن تعمد إلى قصف جنوني وعشوائي للمدن.

وقال الرئيس الأميركي في خطاب حالة الاتحاد السنوي أمام الكونغرس "اعتقد أن بوسعه اجتياح أوكرانيا... وبدلا من ذلك واجه جدارا من القوة لم يتوقعه أو يتخيله أبدا: واجه الشعب الأوكراني".

وصفق أعضاء مجلس النواب الأميركي ولوح الكثير منهم بالعلم الأوكراني وارتدوا ملابس بلونيه الأصفر والأزرق.

 وقال أوليكسي أريستوفيتش المستشار العسكري للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الأربعاء إن أكثر من سبعة آلاف جندي روسي قتلوا منذ بدء غزو أوكرانيا كما تم أسر المئات من بينهم ضباط كبار، مضيفا في إفادة تلفزيونية أن قائدا بالجيش الروسي نُقل إلى روسيا البيضاء بعد إصابته بجروح خطيرة.

وطالبت مندوبة واشنطن بالأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد الأربعاء، الجنود الروس الذين يحاربون في أوكرانيا بإلقاء أسلحتهم، قائلة: "قادتكم يكذبون عليكم".

وجاء ذلك في كلمة لها باجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة الاستثنائي بمقر المنظمة الدولية في نيويورك.

وقالت السفيرة الأميركية، أمام ممثلي الدول الأعضاء (193 دولة) بالجمعية العامة "ندعو روسيا إلى وقف حربها غير المبررة وغير المعقولة ضد أوكرانيا وندعوها أيضا إلى احترام سيادة ووحدة أراضي هذا البلد"، مضيفة "هذه لحظة غير عادية وإذا كان للأمم المتحدة أي هدف فهو منع الحرب وإدارتها ووقفها".

وأشارت غرينفيلد إلى أن "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شنّ غزوا واسع النطاق على أوكرانيا بينما كنا نعقد اجتماعا في مجلس الأمن في محاولة لتعزيز الدبلوماسية وخفض التصعيد"، في إشارة لجلسة المجلس التي كانت منعقدة فجر 24 فبراير/شباط لبحث الأزمة.

وتابعت "أقول للجنود الروس الذين أُرسلوا إلى الخطوط الأمامية في حرب ظالمة وغير ضرورية: قادتكم يكذبون عليكم، لا ترتكبوا جرائم حرب".

وعقب الجلسة اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، بأغلبية ساحقة قرارا يدعو روسيا إلى سحب قواتها العسكرية فورا من أوكرانيا.

وفي تطور ميداني، قال الأوكرانيون إنهم يقاتلون في أول مدينة تسيطر عليها روسيا منذ بدء غزوها لبلادهم، في حين كثفت موسكو قصفها لمراكز سكنية رئيسية فشلت قواتها الغازية حتى الآن في السيطرة عليها.

وذكرت موسكو اليوم الأربعاء أنها سيطرت على خيرسون وهي عاصمة إقليمية يقطنها نحو ربع مليون نسمة على الجبهة الجنوبية لكن أوكرانيا نفت ذلك.

وقال حاكم المنطقة إن المدينة حوصرت ليلا تحت وطأة إطلاق النار، في حين نهبت القوات الروسية المتاجر والصيدليات. وذكر مستشار لزيلينسكي اليوم الأربعاء إن قتال شوارع دائر في الميناء، نافيا وقوع المدينة بأيدي الروس.

وفي الجنوب أيضا كثفت روسيا الضغط على ميناء ماريوبول الذي تقول إنها حاصرته في حلقة محيطة بساحل بحر أزوف بأكمله. وقال رئيس بلدية المدينة إنها تعرضت لقصف مكثف منذ وقت متأخر من مساء الثلاثاء، مضيفا أنهم لا يستطيعون إجلاء المصابين.

لكن على الجبهتين الرئيسيتين الأخريين في الشرق والشمال لم تحرز روسيا تقدما يذكر مع استمرار صمود كييف وخاركيف، أكبر مدينتين في أوكرانيا، في مواجهة قصف يستعر.

ومع فشل روسيا في تحقيق هدفها بالإطاحة بالحكومة الأوكرانية بعد نحو أسبوع من بدء الغزو، يساور القلق البلدان الغربية من تحول موسكو الآن إلى تكتيكات جديدة أكثر عنفا لشق طريقها إلى داخل المدن التي كانت تتوقع السيطرة عليها بسهولة.

واستهدف القصف الأعنف خاركيف وهي مدينة يقطنها 1.5 مليون شخص في شرق البلاد تحول وسطها إلى أنقاض ومبان مهدمة.

وقالت روسيا إنها أرسلت مندوبين للمشاركة في ثاني جولة لمحادثات السلام مع أوكرانيا في روسيا البيضاء قرب الحدود، لكن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ذكر أنه يتعين على روسيا وقف قصف المدن الأوكرانية إذا كان يريد التفاوض من أجل السلام.

وفي كييف، العاصمة التي يبلغ عدد سكانها ثلاثة ملايين نسمة حيث يحتمي السكان ليلا بمحطات مترو الأنفاق، فجرت روسيا برج الإرسال التلفزيوني الرئيسي قرب نصب تذكاري للمحرقة أمس الثلاثاء مما أسفر عن مقتل بعض المارة.

وتوقف التقدم الرئيسي الذي حققته روسيا في العاصمة، من خلال رتل مدرعات ضخم امتد لعدة كيلومترات على طول الطريق المؤدي إلى كييف، إلى حد كبير منذ عدة أيام.

وأشار مسؤول دفاعي أميركي كبير يوم الثلاثاء إلى مشاكل لوجستية من بينها نقص الغذاء والوقود وعلامات على تدني الروح المعنوية بين القوات الروسية.

وقالت وزارة الدفاع البريطانية في تحديث استخباراتي صباح اليوم الأربعاء "بينما وردت أنباء عن تقدم القوات الروسية إلى وسط خيرسون في الجنوب فإن المكاسب الإجمالية عبر المحاور كانت محدودة في الساعات الأربع والعشرين الماضية".

وأضافت "ربما يرجع ذلك إلى مجموعة من الصعوبات اللوجستية والمقاومة الأوكرانية الشرسة". وذكرت الوزارة أن روسيا تشن غارات جوية وضربات مدفعية مكثفة خاصة على خاركيف وكييف وماريوبول ومدينة تشيرنيهيف الشرقية.

وفر حتى الآن ما يقرب من 700 ألف أوكراني من البلاد في أقل من أسبوع في أسرع نزوح جماعي في أوروبا منذ عقود.