روسيا تقطع على تركيا إمكانية العودة إلى سراقب

الشرطة العسكرية الروسية تنتشر في المدينة الإستراتيجية في اول تحدي حقيقي للتهديدات التركية.

دمشق - مع تصاعد الوعيد والتهديد التركي باستهداف الجيش السوري ومواصلة دعم الفصائل الموالية لها في محافظة ادلب ضمن ما اطلقت عليه عمليات 'درع الربيع' دخلت روسيا على الخط في مواجهة تلك المحاولات.
وفي هذا الاطار افاد مركز المصالحة الروسي في سوريا، ان الشرطة العسكرية الروسية انتشرت في مدينة سراقب جنوب محافظة إدلب، لضمان الأمن وحركة السير على الطريقين الدوليين ام-5 وام-4.
وقال المركز وفق قناة روسيا اليوم "نظرا لأهمية ضمان الأمن، وسلامة حركة المركبات والمدنيين على طول الطريقين M4 وM5، تم اعتبارا من الساعة 17:00 الموافق للـ2 من مارس 2020، نشر الشرطة العسكرية الروسية في مدينة سراقب".
والاثنين تمكنت قوات النظام السوري بدعم روسي من الدخول مجدداً الى مدينة سراقب ذات الموقع الاستراتيجي، بعد معارك عنيفة ضد الفصائل المقاتلة، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان والاعلام الرسمي السوري.
وياتي انتشار قوات الشرطة العسكرية الروسية لقطع الطريق امام انقرة وحلفائها من الفصائل في محاولة للعودة مجددا الى المدينة التي انسحبوا منها مكرهين تحت وابل من القصف الروسي السوري وبدعم من ميليشيات ايرانية على راسها جماعة حزب الله اللبناني.
وكانت الفصائل وعلى رأسها هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً)، استولت الخميس على المدينة ، وذلك بعد نحو ثلاثة أسابيع من سيطرة قوات النظام عليها.

سلاح الجو الروسي
سلاح الجو الروسي دائما ما يحسم المعارك لصالح النظام

وطلب إردوغان السبت من بوتين "الابتعاد من طريق" تركيا في سوريا، مؤكداً أن النظام السوري "سيدفع ثمن هجماته".
واخذت التهديدات التركية منحى تصعيديا بعد ان استهدفت القوات التركية الأحد بقصف صاروخي مقر القيادة الروسية في ريف منبج الغربي شمال شرقي محافظة حلب، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وفي مشهد جديد لتوتر العلاقات الروسية التركية على خلفية التطورات في ادلب  أفادت وكالة "سبتونيك" الروسية الأحد بأن ثلاثة من موظفيها في أنقرة اعتقلوا بعدما توجهوا إلى قسم للشرطة للإبلاغ عن تعرض مقار إقامتهم لهجمات من جانب محتجين غاضبين.
لكن يبدو ان القيادة الروسية التي لم تتدخل في الايام الماضية في مواجهة الجيش التركي لن تقف مكتوفة الايدي طويلا امام التهديدات التركية.
واوضحت روسيا في لهجة اكثر حدة الاثنين إنها لا يمكنها ضمان سلامة الطائرات التركية فوق سوريا فيما فهم بانه تهديد روسي مبطن للقوات الجوية التركية.
لكن في المقابل اكد ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين الاثنين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان سيجريان محادثات بشأن سوريا في موسكو يوم الخميس. لكن بيسكوف قال إن بلاده لم تغير موقفها فيما يتعلق بسوريا وإنها ملتزمة كما كانت دوما إزاء دعم قتال الحكومة السورية ضد مقاتلي المعارضة.
وكان الجيش التركي قد اعلن عملية واسعة ضد القوات السورية وذلك بعد مقتل 34 من جنوده على يد القوات السورية الاسبوع الماضي. حيث افاد انه تمكن من اسقاط طائرتين حربيتين سوريتين وتدمير ثلاثة أنظمة دفاع جوي واخراج مطار عسكري سوري من الخدمة وقتل العشرات من القوات السورية والجماعات المتحالفة معه.
وامام الاصرار الروسي على تحدي التهديدات التركية لم يعد لانقرة من خيار سوى الاتكاء على الحلفاء الغربيين ضمن تحالف الناتو لكن هذا الخيار لم يعد متاحا بعد تدهور العلاقات التركية الاوروبية بفعل سياسات اردوغان فيما يتعلق خاصة بالسماح للمهاجرين واللاجئين السوريين من عبور الحدود الى اليونان في انتهاك لاتفاقيات سابقة.
ويستبعد ان تتدخل الدول الغربية او حلف الناتو لمساعدة انقرة في مازقها في سوريا خاصة وان تقاليد هذا الحلف ترفض الدخول في مشاحنات وتوترات مع روسيا ناهيك ان يكون ذلك من اجل مصلحة اردوغان.
ويظل الدعم الغربي والاوروبي مقتصرا على الدعوات المنددة باستهداف الجنود الاتراك في سوريا والدعوة لمنع تطور الاشتباكات حتى لا تتحول الى حرب اقليمية ودولية شاملة.

الجيش التركي في سوريا
تحذيرات روسية يقابلها اصرار تركي على التدخل اكثر في المستنقع السوري

ومن المنتظر في هذا الاطار ان يزور وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب تركيا يوم الثلاثاء لإظهار الدعم لجهود أنقرة للتفاوض على التوصل لوقف دائم لإطلاق النار في سوريا وذلك حسبما قال مكتبه.
وقال راب في بيان إن "تركيا في مقدمة بعض من أصعب وأخطر التحديات التي نواجهها مع مواصلة النظام السوري والقوات الروسية تصعيد العنف على حدودها متابعا "كنا واضحين في تنديدنا بأفعال النظام السوري في إدلب وسنواصل إبداء القلق بشأن انتهاكاته الصارخة للقانون الدولي".
وأعربت وزارة الخارجية الفرنسية، عن إدانتها بشدة استهداف النظام السوري المدعوم روسياً، للجنود الأتراك ضمن حدود مناطق خفض التصعيد بمنطقة إدلب شمال غربي سوريا.
جاء ذلك في بيان صادر عن الوزير جان إيف لودريان.
وتطرق إلى دعوة وزراء خارجية 14 دولة عضو في الاتحاد الأوروبي، النظام السوري وداعميه إلى وقف فوري لإطلاق النار في إدلب.
وتابع: "أدين بشدة استهداف النظام السوري وداعميه بما فيهم روسيا، الجنود الأتراك في إدلب".
وتظل التنديدات الاوروبية مجرد تصريحات لا يمكن ترجمتها ميدانيا لصالح انقرة.