روسيا تلقي بثقلها في مواجهة الضغوط الأميركية على مادورو

موسكو تتعهد بمواصلة دعم الحكومة الفنزويلية بما في ذلك عبر المساعدات الإنسانية والمساعدة على حلّ المشاكل الاجتماعية والاقتصادية لتخفيف الضغط على حليفها نيكولاس مادورو.

موسكو تقول إنها تنسق دوليا لمساعدة فنزويلا
لافروف يتهم دولا غربية بالتدخل 'السافر' في شؤون فنزويلا
واشنطن وموسكو تقفان على طرفي نقيض من الأزمة الفنزويلية

موسكو - ألقت روسيا بثقلها في دعم الرئيس الفنزويلي الاشتراكي نيكولاس مادورو الذي يواجه ضغوطا دولية تقودها الولايات المتحدة لتثبيت المعارض خوان غوايدو رئيسا لفنزويلا.

وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم الجمعة أن بلاده ستواصل دعمها لحكومة فنزويلا بما في ذلك عبر المساعدات الإنسانية.

وقال لافروف بعد محادثات مع نائبة الرئيس الفنزويلي ديلسي رودريغيز إن "روسيا ستواصل مساعدة السلطات الفنزويلية في حل المشكلات الاجتماعية والاقتصادية بما في ذلك من خلال توفير مساعدات إنسانية مشروعة".

وعبر الوزير الروسي في مستهل محادثاته مع رودريغيز في موسكو عن دعم وتضامن موسكو مع الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الذي تشهد بلاده أزمة سياسية.

وقال لافروف "نقوم بالتعاون الوثيق وتنسيق كافة خطواتنا على المسرح الدولي"، مضيفا أن ذلك "اكتسب أهمية لأن فنزويلا تواجه هجوما مباشرا وتدخلا سافرا في شؤونها الداخلية".

وأكد أن روسيا أرسلت "7.5 أطنان من الأدوية" إلى فنزويلا، موضحا أن بلاده تدرس "لائحة إضافية من الأدوية" طلبتها كراكاس.

وأضاف أن موسكو ستؤمن "شحنات كبرى من القمح ستساعد الحكومة الفنزويلية".

ونقلت وكالة أنباء انترفاكس عن وزارة الزراعة قولها إن روسيا سلمت في يناير/كانون الثاني 30600 طن من القمح لفنزويلا بقيمة 7.1 ملايين دولار. وخلال العام 2018 تم تصدير 257200 طن إلى فنزويلا.

ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن رودريغيز قولها خلال لقاء مع فياتشيسلاف فولودين رئيس مجلس الدوما "كل ما تحتاج إليه فنزويلا متوفر في روسيا. فنزويلا من جهتها قادرة على تأمين النفط الذي تحتاج إليه روسيا".

وتشهد فنزويلا أزمة اقتصادية وسياسية حادة تفاقمت منذ إعلان زعيم المعارضة خوان غوايدو نفسه رئيسا بالوكالة في يناير/كانون الثاني، مؤكدا أن مادورو لم يعد رئيسا شرعيا.

ويتهم مادورو وحلفاؤه ومنهم روسيا، واشنطن بالتخطيط لانقلاب ضد حكومته. واعترفت الولايات المتحدة بغوايدو وتقود حملة دبلوماسية دعما له.

وتقف واشنطن وموسكو على طرفي نقيض من الأزمة الفنزويلية، حيث تدعم روسيا مادورو بينما تدعم أميركا غوايدو.

والخميس قال دبلوماسيون، إن الولايات المتحدة طلبت التصويت في مجلس الأمن الدولي على مشروع قرار يدعو إلى انتخابات "حرة ونزيهة وذات مصداقية" في فنزويلا والسماح بإدخال مساعدات إنسانية.

ويُرجح أن تستخدم روسيا حليفة نظام الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، حق النقض للاعتراض على مشروع القرار الذي يعرب كذلك عن "القلق العميق بسبب استخدام قوات الأمن العنف والقوة المفرطة ضد المتظاهرين السلميين العُزّل".

وعلى خلاف نص سابق كانت اقترحته واشنطن في بداية فبراير/شباط لا ينص مشروع القرار الجديد على "الدعم التام" للبرلمان الذي يرأسه المعارض خوان غوايدو بل يكتفي بـ"الإشارة إلى السلطة الدستورية" للبرلمان.

ويحض النص على "المبادرات السلمية وذات المصداقية" لإنهاء الأزمة التي تشهدها فنزويلا وهو ما لم يكن موجودا في النص السابق.

ويدعو النص إلى مسار انتخابي "تحت إشراف دولي وفق الدستور الفنزويلي" ويطلب من الأمين العام للأمم المتحدة استخدام "وساطته" لتأمين اقتراع رئاسي موثوق. ويتوقع أن تستخدم الصين أيضا حق الفيتو ضد مشروع القرار.

وفي تطور على صلة بالأزمة الفنزويلية، دعا وزير الخارجية الفنزويلي خورخي ارياسا الأربعاء في الأمم المتحدة إلى لقاء بين الرئيسين الفنزويلي نيكولاس مادورو والأميركي دونالد ترامب لمحاولة إنهاء الأزمة.