روسيا وفرنسا تدعوان تركيا للتوقف عن تأجيج صراع قرة باغ

التدخل التركي دعما لأذربيجان يدفع روسيا التي تقيم علاقات وثيقة مع أرمينيا، إلى التدخل دعما ليريفان وسط تحذيرات دولية من اتساع نطاق المواجهات المسلحة في جنوب القوقاز.
سجالات بين فرنسا وتركيا على خلفية المواجهات بين ارمينيا وأذربيجان
أرمينيا لا تستبعد الاستعانة بروسيا عند الضرورة
موسكو تدعو أنقرة لعدم سكب الوقود على نار المواجهة بين باكو ويريفان
التدخل التركي قد يدفع روسيا للتدخل عسكريا دعما لأرمينيا
روسيا تقترح استضافة محادثات بين أرمينيا وأذربيجان لتهدئة التوتر

موسكو - طالبت روسيا وفرنسا اليوم الأربعاء تركيا بعدم سكب الوقود على النار في المواجهات الدائرة بين أرمينيا وأذربيجان في إقليم ناغورنو قرة باغ ، مجددة دعوتها لوقف فوري للقتال بين يريفان وباكو، في أول ردّ فعلي روسي صريح على التدخل التركي في الأزمة دعما للجانب الأذري.

وانتقد الكرملين تعهد تركيا بدعم أذربيجان، وسط صراع لا مؤشرات على أنه سيهدأ قريبا في ظل تصعيد من الجانبين وتمسك كل منهما بموقفه.

وتقيم روسيا علاقات وثيقة مع أرمينيا ولها قاعدة عسكرية لم تستخدمها يريفان إلى الآن لكن رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشنيان قال في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الرسمية 'ارمينبرس' إن بلاده قد تلجأ لها عند الضرورة حيث "جميع الأسس القانونية متوافرة"، موضحا "لا نحتاج حتى الآن لاستخدام إمكانيات القاعدة الروسية".

وقال باشينيان الذي تحدث هاتفيا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الثلاثاء، إنه لا يفكر الآن في طلب المساعدة بموجب معاهدة أمنية مع موسكو، لكنه لا يستبعد القيام بذلك.

ونقلت وكالات الأنباء الروسية عنه قوله "ستضمن أرمينيا أمنها بمشاركة منظمة معاهدة الأمن الجماعي أو بدونها"، مضيفا أنه وبوتين لم يناقشا احتمال التدخل العسكري الروسي في صراع ناغورونو قرة باغ.

وظلت موسكو بعد أربعة أيام من اندلاع الاشتباكات بين أذربيجان وأرمينيا تطالب بالتهدئة وتحذر من اتساع نطاق المواجهات بين الطرفين من دون أن تلمح لتدخل محتمل دعما ليريفان.

واقترح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأربعاء استضافة محادثات تتناول مسألة منطقة ناغورني قره باغ الانفصالية التي تشهد معارك دامية منذ أربعة أيام وذلك في حديث مع نظيريه الأرميني والأذربيجاني.

وخلال مكالمتين هاتفيتين منفصلتين، أكد لافروف للوزيرين "استعداد موسكو لتنظيم الاتصالات الضرورية ومن بينها عقد لقاء بين وزراء خارجية أذربيجان وأرمينيا وروسيا"، وفق بيان للخارجية الروسية.

وفي المقابل حذّرت تقارير دولية من أن التدخل التركي دعما لأذربيجان سيدفع روسيا حتما للتدخل دعما لأرمينيا، مشيرة إلى ساحة مواجهة جديدة بين موسكو وأنقرة بعد تنافسهما في الساحتين السورية والليبية ويقف كل منهما على طرف نقيض من الأزمة في البلدين.

ونقلت وكالة 'تاس' الروسية للأنباء عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قوله "مازلنا ندعو جميع الدول في المنطقة لممارسة ضبط النفس وندعو طرفي الصراع بشكل خاص لوقف فوري للأعمال العدائية ".

باكو ويريفان يتبادلان الاتهمات مع اصرار كل منهما على مواصلة القتال
باكو ويريفان يتبادلان الاتهمات مع اصرار كل منهما على مواصلة القتال

ويأتي الموقف الروسي من التدخل التركي في الأزمة بينما اتهمت أرمينيا أمس الثلاثاء تركيا بإسقاط مقاتلة أرمينية من طراز سوخوي 25  روسية الصنع، وهو ما نفاه الجانب التركي.

كما تأتي تصريحات بيسكوف عقب تأكيد الجيش الوطني الليبي أنه رصد مغادرة نحو 3 آلاف من المرتزقة السوريين الذين نشرتهم أنقرة في غرب ليبيا دعما لحكومة الوفاق الوطني بقيادة فايز السراج، لوجهة غير معلومة، إلا أن كل التقديرات تشير إلى أنها قد تكون نقلتهم جوا إلى جبهة القتال في إقليم ناغورنو قرة باغ.

وفي أحدث التطورات الميدانية، خاضت قوات أذربيجان وأرمينيا اشتباكات جديدة اليوم الأربعاء في أكبر تصعيد لصراعهما المستمر منذ منتصف التسعينات، في حين تبادلت فرنسا وتركيا الاتهامات وسط تصاعد للتوتر الدولي.

وقالت باكو وجيب ناغورنو قرة باغ الذي تقطنه أغلبية أرمينية، إن هناك هجمات من الجانبين على طول خط التماس الذي يفصل بينهما.

وأفادت تقارير بمقتل العشرات وإصابة المئات في القتال الذي بدأ يوم الأحد وامتد إلى ما وراء حدود الجيب، مما يهدد بحرب شاملة بين جمهوريتي أذربيجان وأرمينيا السوفيتيتين السابقتين.

ويزيد القتال من المخاوف بشأن الاستقرار في منطقة جنوب القوقاز وهي ممر لخطوط الأنابيب التي تنقل النفط والغاز إلى الأسواق العالمية، ومن احتمال استدراج القوتين الإقليميتين روسيا وتركيا.

ويشعر بعض حلفاء تركيا في حلف شمال الأطلسي بقلق متزايد من موقف أنقرة إزاء ناغورنو قرة باغ وهي منطقة انفصالية داخل أذربيجان، الحليف الوثيق لتركيا، يديرها الأرمن لكن لا تعترف بها أي دولة كجمهورية مستقلة.

لا تزال فرنسا تشعر بقلق بالغ من الرسائل المولعة بالحرب التي بعثت بها تركيا التي تزيل أي عقبات أمام أذربيجان لغزو ناغورنو قرة باغ مجددا ونحن لن نقبل هذا

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الاثنين إن على أذربيجان أن تحل مشكلاتها بنفسها لكن تركيا ستقف إلى جانبها "بكل الإمكانيات".

وجدد وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو دعم أنقرة اليوم الأربعاء، قائلا إن تركيا "ستفعل ما يلزم" حين سُئل عما إذا كانت ستقدم دعما عسكريا إذا طلبت أذربيجان ذلك.

وانتقد الوزير التركي فرنسا التي لديها العديد من المواطنين من أصل أرميني، قائلا إن تضامن فرنسا مع أرمينيا يصل إلى حد دعم الاحتلال الأرميني في أذربيجان.

ورد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أثناء زيارته لاتفيا العضو في حلف شمال الأطلسي بالقول "لا تزال فرنسا تشعر بقلق بالغ من الرسائل "المولعة بالحرب" التي بعثت بها تركيا، و"التي تزيل أي عقبات أمام أذربيجان لغزو ناغورنو قرة باغ مجددا. ونحن لن نقبل هذا".

وقال مكتب المدعي العام في أذربيجان اليوم الأربعاء إن سبعة مدنيين آخرين أصيبوا نتيجة قصف مدينة ترتار المتاخمة لناغورنو قرة باغ.

وقالت وزارة الدفاع في أذربيجان إن القوات الأرمينية حاولت استعادة الأرض التي خسرتها بشن هجمات مضادة في اتجاه ماداجيز، لكن القوات الاذرية صدت الهجوم.

وقالت وزارة الدفاع في أرمينيا إن جيش أذربيجان كان يقصف خط المواجهة بالكامل خلال الليل وتم إسقاط طائرتين أذربيجانيتين.