"ريح الصبار" في "مطارحات أدبية"

شخصيات رواية مسعودة أبوبكر تطرح تساؤلا إن كانت تنتمي إلى الواقعية السحرية أم الخيال العلمي أو العجائبية.
رواية الكاتبة التونسية واقعية ولكن شخصياتها غير نمطية
تعجيب الواقع وتجنيس الأعمال الأدبية وتركيبة الشخصيات الروائية في علاقتها بالفضاء والأحداث

تونس ـ في موعده الشهري نظم نادي القصة بالوردية/ بالفضاء الثقافي أبي القاسم الشابي نشاط  "مطارحات أدبية"، وقد استضاف الروائية مسعودة أبوبكر عن روايتها "ريح الصبار"، وأدارت اللقاء القاصة والناقدة هيام الفرشيشي، وقدم الدكتور أحمد القاسمي المختص في سيميائيات الأدب والسينما مداخلة نقدية بعنوان "ريح الصبار وتخييل الكوجيتو. وبيّن أن رواية "ريح الصبار" واقعية ولكن شخصياتها غير نمطية مما يجعلها تطرح تساؤلا إن كانت تنتمي إلى الواقعية السحرية أم الخيال العلمي أو العجائبية، ولكنه انطلق من عوالم ممكنة هي استعارة لواقع ما، تستند للخلفية الثقافية والوجودية للساردة نفسها، ثم تناول البناء التناوبي القائم على التوازي من خلال شخصيات متوازية، ولكن تجمعها روابط واقعية.
أما شكل الرواية، فقد أوضح القاسمي أنه يحاكي الحكاية وهي تفصل بين شخصيات عجيبة منها شخصية ترمز للعقل المتعالي عن التجارب الحسية والإدراك الجسدي، وشخصية حسية دون عقل، وكل هذه الشخصيات تبلور أفكارا حول الواقع. ثم في مرحلة ثانية يتحول التناقض الى انسجام.
وبينت مسعودة أبوبكر أن جل كتاباتها تنطلق من أسئلة حارقة حول الواقع، وخاصة من خلال التشوهات التي أصيب بها الإنسان في مرحلة ما بعد الثورات بظهور الواقع الدموي حيث انفصل الإنسان عن وعيه العقلي، إلا أن ذلك لم يغيب رؤاها الحدسية لتنسج واقعا مختلفا يعيد التوازن للجسد وينقذه من التشيء والآلية ويصارع الوحش الذي ولد فيه. 

أما عن تعجيب شخصياتها الروائية فذلك يعود لتأثرها بالموروث الخرافي الشعبي وشخصياته العجيبة المخيفة.
من جهتها عقبت مسيرة الجلسة هيام الفرشيشي أن الحروب والأزمات الإنسانية الكبرى تؤثر على الأدب وتفرز اتجاهات كابوسية وعبثية وتيارات الوعي والجنون، وأن هذه المواضيع قديمة متجددة تغير تقنياتها وسمات شخصياتها من خلال تجارب الكاتب الخاصة، ولهذا أثرت ثقافة مسعودة أبوبكر في نسج شخصيات غير مألوفة تميزها عن غيرها.
وتناول النقاش من خلال مداخلات الدكتور محمد القاضي علاقة المعقد واللامعقول بالواقع، والاستعارة الكافكاوية للشخصيات وخطاب العقل والجسد، أما  الناقد البشير الجلجلي فقد تحدث عن القلق الكافكاوي ليرصد تحولات الشخصيات. 
وتناول الباحث رضا بن صالح تعجيب الواقع وتجنيس الأعمال الأدبية وتركيبة الشخصيات الروائية في علاقتها بالفضاء والأحداث.
واختتمت الجلسة بتكريم الضيفة مسعودة أبوبكر، كما كرم الناقد البشير الجلجلي قيدوم نادي القصة أحمد ممو لما قدمه للأدب.
شارك بالحضور هيئة النادي المكونة من رئيس النادي القاص والباحث سمير بن علي، ونائب الرئيس الأديب أحمد ممو والناقدين البشير الجلجلي ورضا بن صالح، والشاعر نزار الحميدي مدير النادي الثقافي "أبو القاسم الشابي"، كما حضر اللقاء الدكتور محمد القاضي والدكتور احمد الحمروني والكاتبة نجاة البكري والخطاطة سامية الضاوي وثلة من المهتمين بالأدب.