زاغري راتكليف ضحية أخرى للتعذيب في إيران

منظمة غير حكومية تكشف عن تعرض السجينة البريطانية من أصل إيراني إلى التعذيب النفسي والحرمان من العلاج ما سبب لها مشاكل جسدية وظهور كتل في الصدر وآلام غامضة واكتئاب بعد سجنها طويلا في حبس انفرادي وتحت الإقامة الجبرية.  
منظمة حقوقية تدعو بريطانيا إلى اعتبار زاغري راتكليف ضحية تعذيب
السلطات الإيرانية تمعن في التعذيب النفسي لمزدوجي الجنسية
مأساة زاغري راتكليف واحدة من عشرات مآسي مزدوجي الجنسية

لندن - قالت منظمة غير حكومية الجمعة إن فحصا طبيا أجري للإيرانية البريطانية نازنين زاغري راتكليف أظهر تعرضها إلى "سوء معاملة" خلال حرمانها من حريتها في إيران، ويجب بالتالي أن تعتبرها بريطانيا "ضحيّة تعذيب".

والتعذيب في السجون الإيرانية أمر شائع والقصص التي تسربت من وراء القضبان تبعث على الرعب خاصة تلك التي تهم سجناء الرأي والنشطاء وتتنوع بين التعذيب الجسدي والنفسي إلى درجة تنتهي بموت السجين أو إصاباته بأمراض نفسية وعضوية.  

وأدينت راتكليف عام 2016 بتهمة التآمر لإطاحة النظام في الجمهورية الإسلامية وهي تهم تنفيها بينما تقول مؤسسات حقوقية إنها تهم سياسية وكيدية وأن طهران توظف ورقة مزدوجي الجنسية لابتزاز خصومها الغربيين وحالة السجينة البريطانية من أصل إيراني واحدة من عشرات القضايا التي استثمرتها طهران في المساومة والابتزاز.

وكانت السلطات الإيرانية قد أزالت عن راتكليف سوار الرقابة الإلكتروني مع انتهاء عقوبتها في 7 مارس/اذار بعد أن وضعته طوال عام إثر الإفراج عنها على خلفية جائحة كوفيد-19.

وقد بدا الشحوب على ملامحها وتغيرات جسدية ملحوظة مقارنة بما كانت عليه في السابق.

وقد دعيت للمثول مجددا أمام محكمة إيرانية الأحد، ما قلّص آمال زوجها وابنتها غابرييلا بعودتها سريعا إلى لندن حيث يقيمان، فيما يشكل هذا التطور إمعانا في الاذلال ومحاولات لتمديد تعذيبها نفسيا فليس أشد عليها بعد الفترة العصيبة التي قضتها بعيدة عن ابنتها وعائلتها، إلا الانتظار المرير مع قناعة أنها مهددة في كل لحظة بالعودة للسجن.

ووفق التقرير الطبي الذي أجري بتكليف من منظمة "ريدريس" وسلم إلى وزير الخارجية البريطاني، تعاني راتكليف (42 عاما) من اضطراب ما بعد الصدمة "حاد ومزمن"، ومن اكتئاب شديد واضطراب الوسواس القهري.

ويعود ذلك إلى "سوء معاملتها" في السجن حيث قضت أكثر من ثمانية أشهر في الحبس الانفرادي، ثم في الإقامة الجبرية، إضافة إلى "الغموض القضائي المستمر" حول قضيتها وفصلها عن عائلتها.

كما صارت نازنين زاغري راتكليف تعاني مشاكل جسدية خلال سجنها بينها ظهور كتل في الصدر وآلام "لم تشخّص وتعالج بشكل مناسب"، وفق الوثيقة التي وضعها "المجلس الدولي لإعادة تأهيل ضحايا التعذيب" إثر فحص طبي عبر الانترنت نهاية أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.

ويشير التقرير إلى الضرورة "العاجلة" لتلقي السجينة السابقة علاجا طبيا ونفسيا في المملكة المتحدة في "بيئة لا تمثل تهديدا لها".

وحثت منظمة "ريدريس" التي ترافق العائلة منذ بداية القضيّة، الحكومة البريطانية في بيان أن "تعلن نازنين زاغري راتكليف ضحية تعذيب".

وقالت وزارة الخارجية البريطانية إن إيران تواصل إخضاع المرأة الأربعينية إلى "محنة قاسية لا تطاق"، مؤكدة مواصلة بذل قصارى جهدها لتمكينها من العودة "بشكل دائم إلى عائلتها".

وكان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون قد طلب من الرئيس الإيراني حسن روحاني في اتصال هاتفي الأربعاء "الإفراج الفوري" عن جميع المحتجزين مزدوجي الجنسية، وعودة راتكليف التي تعمل في مؤسسة "توماس رويتز".

وتسلط مأساة راتكليف لضوء على مآس مماثلة في سجون سيئة السمعة في إيران التي تفرض تعتيما كبيرا على ما يجري خلف القضبان.

وواجهت الجمهورية الإسلامية انتقادات غربية حادة حكومية ومن منظمات حقوقية غير حكومية، إلا أن طهران عادة ما تنفي تلك الاتهامات وتعتبرها ضمن الضغوط التي تتعرض لها.

إلا أن وفاة عدد من سجناء الرأي في السنوات الأخيرة وآخرهم السجين من أكبر طائفة صوفية في إيران بهنام محجوبي الذي عانى من اضطراب هلع خطير وجرى حقنه بأدوية رغما عن إرادته في السجن، فضحت الممارسات الإيرانية الخطيرة.