زاهي وهبي يتغنى بالمرأة والحرية

مشاركة وهبي في أمسية مكتبة شومان بالأشرفية اشتملت على قراءات شعرية عديدة ومتنوعة.
قمْ في صيحة الدّيك / في صوت المُؤذن / توضأ واكتُب قصيدتك
قسيسية تنبه إلى ضرورة التركيز على العدالة الثقافية القادرة على إدماج المجتمع كله في نشاطات تثقيفية تعليمية

عمّان ـ تغنى الشاعر اللبناني زاهي وهبي، بالمرأة والحب والحرية، مساء الثلاثاء، خلال أمسية شعرية في مكتبة عبدالحميد شومان العامة في شرق عمان/ الاشرفية، "واضعاً وردته"، ليسقيها بالشعر الذي يصر على أن يظل ندياً.
مشاركة وهبي في الأمسية، التي أدارها حسين نشوان، اشتملت على قراءات شعرية عديدة ومتنوعة، ما حرك مشاعر الحضور، فازدادوا متعة لما يسمعون، محققين جميعًا في هذا التآلف والتناسق لوحة فنية راقية لفتت الأنظار.
وبأمسية زاهي هبي، تكون مكتبة "شومان" في الأشرفية افتتحت أولى فعالياتها، بهدف حصول سكان شرق عمان والمناطق المجاورة على حقهم في المعرفة والتمتع ببرامج وخدمات المكتبة.
وقدم وهبي عددا من القصائد المختارة، منها "أمي، دمية روسية، أحبك أكثر، ضع وردتك هنا، تليق بك الحياة، لا تنسى، لكم الدولة"، فيما قرأ وهبي قصيدة "تليق بك الحياة"، التي تقول: 
"لا تعتذر عمّا فعلت 
قمْ في صيحة الدّيك
في صوت المُؤذن
توضأ واكتُب قصيدتك
في الصباح لك أن ترشق الجندي بحجر
أنْ تقطُف وردةً لِعاشقة الورد
أنْ تَجد وقتاً لأشيائك الحميمة
أنْ تنتقي قميصاً ربيعي المَزاج
أن ترفع صوت الموسيقى عاليا
أن تُخفف قليلاً وطأة هذا الاحتلال". 
وأبدى وهبي سعادته بهذه الأمسية، قائلاً "اليوم لي كبير الشرف أن أشارك في هذه الأمسية الممتعة، بدعوة من مؤسسة عبدالحميد شومان، المؤسسة الثقافية المهمة والرائدة، التي تعنى بالثقافة والأدب والفنون، وغيرها". 
الرئيسة التنفيذية لمؤسسة عبدالحميد شومان، فالنتينا قسيسية، استذكرت في كلمة لها، حلم بناء وإنشاء مكتبة شومان في الاشرفية الذي تحقق بدعم من مؤسسة وطنية رائدة هي البنك العربي، الذي يفكر على الدوام بأفضل السبل الكفيلة بخدمة مجتمعه، وتطوير إمكانات أفراده، في سبيل بناء مجتمع المعرفة والإبداع والابتكار. 
ونبهت قسيسية إلى ضرورة التركيز على العدالة الثقافية القادرة على إدماج المجتمع كله في نشاطات تثقيفية تعليمية، مؤكدة في هذا السياق أن المكتبة تعمل على توفير مساحة كافية للبناء المعرفي والثقافي. 

ثم كانت قصيدة "لا تنسى" المهداة إلى فلسطين، تقول القصيدة:
"لا تنسى أنهم جاؤوا من بعيد
 من شتات ذاكرة باطلة
 من كتاب وصايا قاتلة
 من خطأ فادحٍ ألقته السماء على الأرض
 من خللٍ فاضحٍ في طبيعة الأشياء..
تذكر كم مرة قطعوا صلاتك 
سدوا طريق الشمس كي لا يطلع نهارك 
لا تنس أبدا أنهم غرباء مهما تمادوا".
بدوره، قال نشوان في معرض تقديمه للأمسية "هو الشعر.. ليس ديوان العرب فحسب، بل هو الملاذ الأخير للوجع، ونافذتنا للحلم، ومدانا لمراودة المستحيل.. هو الشعر الذي يختزل المسافة، متخطيا الجغرافيا، ليعيد ترتيب مشاعرنا بأمنيات تعاينها نبوءة الشاعر بما وراء الأفق". 
وتابع "هنا، في الأشرفية، التي تشرف على فضاءات تصنع الأسطورة وتورق بالشعر.. الشعر الذي اختاره زاهي وهبي مساحة للحرية والمحبة، والمقاومة، فهو ابن الجنوب الذي اختارته الجغرافيا والتاريخ لحراسة المعنى والوجدان والتراث". 
واعتبر نشوان أن وهبي، المناضل الشاعر، الذي أعتقل في معتقل "أنصار"، في ثمانينيات القرن الماضي، لا تزال بيروت بالنسبة له الكلمة والمعنى التي "جوهرت" صوته، فحمل الكلمة مسموعة في الصحافة المرئية والمسموعة، وقدم مجموعة من البرامج واسعة الانتشار.
لدى وهبي، دواوين شعرية كثيرة، منها: "حطّاب الحيرة"، "صادقوا قمراً"، "في مَهبّ النساء"، "ماذا تفعلين بي"، "يعرفك مايكل آنجلو"، "راقصيني قليلاً"، "كيف نجوت".
نال جوائز عديدة؛ كأفضل مقدم برامج وحصل على درع الكلية الملكية للممكلة المتحدة، وجائزة كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية لثلاث سنوات متتالية، والمركز الكاثوليكي للإعلام والمجلس الوطني للإعلام وهيئة دعم المقاومة الإسلامية والرابطة الثقافية في طرابلس، والمجلس الوطني للفنون والآداب في الكويت، وجامعة "البترا" في الأردن.