زراعة أول كبد بالطباعة ثلاثية الأبعاد قابل للحياة
واشنطن - نجح علماء بالتعاون مع وكالة الفضاء الاميركية ناسا في زراعة أول كبد بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد في سابقة في قطاع الطب والعلوم مما يمهد الطريق لتوظيف هذا الانجاز في معالجة رواد الفضاء ومرضى ينتظرون زراعة الأعضاء.
وقام علماء معهد "ويك فورست" للطب التجديدي التابع لجامعة "ويك فورست" في ولاية نورث كارولينا ببناء نسيج للكبد على شكل مكعب قادر على العمل لمدة 30 يومًا في المختبر بعد أن تم استخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد من الخلايا الجذعية.
وقامت وكالة ناسا بتتويج العلماء الفائزين في مسابقة لإنشاء أنسجة عضو بشري سميكة وذات أوعية دموية في بيئة مختبرية.
وستساهم زراعة نسيج الكبد باستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد في علاج رواد الفضاء المستقبليين الذين سيعيشون يومًا ما على سطح المريخ والقمر.
ويؤدي السفر إلى الفضاء الى ضغوطات كبيرة على صحة المشاركين في الرحلات ويمكن ان يتسبب في اصابتهم ببؤرة من الأمراض المتفاوتة الخطورة.
ويمكن ان يكون رواد الفضاء فريسة سهلة لأمراض عديدة من بينها والهزال العضلي والاصابة بأمراض العين وتجلط الدم والسرطان وأمراض الكبد.
وتتأثر وظيفة الكبد والتمثيل الغذائي في الفضاء، حيث يرتفع مستوى الكولسترول الضار والبروتينات الدهنية منخفضة الكثافة.
واصيبت فئران تجارب ارسلت الى الفضاء لمدة اسبوعين بأضرار في الكبد بعد عودتها الى الارض وفقا لدراسة نشرتها مجلة بلوس وان الاميركية العلمية.
واعتبر علماء ان أنه في ظل انعدام الجاذبية والتعرض للاشعاعات يكون جهاز المناعة أقل كفاءة لدى رواد الفضاء ويمكن للأشخاص أن يصابوا بعدوى ما كانوا ليصابوا بها في وضع طبيعي.
كما سيساهم الاكتشاف الواعد والثوري في تخليص المرضى من كابوس انتظار المتبرعين لهم لانقاذ حياتهم، وستقلص الطباعة الثلاثية من فرضية رفض الجسم للعضو المزروع، وتضمن نجاح العملية وعدم حدوث مضاعفات او اثار سلبية لتطابق وتوافق أنسجة العضو المزروع مع أنسجة الجسم الطبيعية.
ويحتوي الكبد البشري الصناعي القابل للحياة على شبكة من القنوات المصممة للحفاظ على مستويات كافية من الأكسجين والمغذيات التي تُبقي الأنسجة المُنشأة على قيد الحياة لأطول فترة ممكنة.
ويصطدم العلماء بتحديات عديدة من ابرزها ان الأعضاء الاصطناعية المطبوعة تعتمد كلياً على مدى محاكاتها لما يحدث في الجسم مما يجعلها مهمة صعبة ودقيقة للغاية.