زعيم الحوثيين يتوعد لندن وواشنطن بمفاجآت في البحر الأحمر

زعيم الحوثيين يدعو اليمنيين إلى الخروج في مسيرات مليونية الجمعة في مختلف ساحات البلاد لدعم الجماعة وتضامنا مع غزة.

صنعاء - أكد عبدالملك الحوثي زعيم الحوثيين المتحالفين مع إيران في كلمة نقلها التلفزيون اليوم الخميس إن العمليات العسكرية للجماعة اليمنية في البحر الأحمر سيكون فيها "مفاجآت عسكرية"، فيما يبدو أن الضربات الأميركية البريطانية لم تردع المتمردين عن استهداف الملاحة البحرية..

وقال الحوثي "تحركنا على مستوى العمليات العسكرية سيستمر وبتطوير ولدينا باذن الله تعالى مفآجات لا يتوقعها الأعداء نهائيا"، مضيفا أن قواته "استهدفت 54 سفينة في إطار عملياتها المساندة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة" وأوضح أن "إجمالي الصواريخ والطائرات المسيّرة بلغ 384 في العمليات التي نستهدف بها الأعداء".
وفيما اعتبر أن "سفن الولايات المتحدة وبريطانيا في البحر الأحمر وخليج عدن تلقت ضربات موجعة ومنكّلة"، توعد الحوثي بأن "عمليات الجماعة ستستمر بفاعلية عالية في اتجاه البحرين الأحمر والعربي".
وعن الغارات التي تنفذها الولايات المتحدة وبريطانيا على اليمن، قال الحوثي إنها "لم تؤثر على القدرات العسكرية للجماعة"، مضيفا أن "تصريحات الأعداء أقرت بفشلهم في تدمير قدرات بلدنا أو الحد من تأثير هذه القدرات أو زخمها".

ودعا اليمنيين إلى الخروج الجمعة في مسيرات مليونية في مختلف الساحات لنصرة غزة، قائلا "خروجكم يعني لنا الكثير وله أهميته والعدو يحسب له ألف حساب"، مضيفا "نحن في مرحلة تاريخية لها ما بعدها لكتابة مصائر الشعوب".

ودأب المسلحون الحوثيون على استهداف السفن التجارية الدولية بطائرات مسيرة وصواريخ منذ منتصف نوفمبر/تشرين الثاني، قائلين إنهم ينفذون هجماتهم تضامنا مع الفلسطينيين في الحرب الدائرة بقطاع غزة.

وأدت هجماتهم في البحر الأحمر إلى عرقلة الشحن العالمي وأجبرت الشركات على تغيير مسارها إلى رحلات أطول وأكثر كلفة حول جنوب أفريقيا وأثارت مخاوف من أن الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) قد تمتد لزعزعة استقرار الشرق الأوسط على نطاق أوسع.
 

وبدأت الولايات المتحدة وبريطانيا ضرب أهداف للحوثيين في اليمن الشهر الماضي ردا على الهجمات على السفن في البحر الأحمر.

وفي سياق متصل قال رودولف سعادة رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة شحن الحاويات الفرنسية العملاقة سي.إم.إيه سي.جي.إم إن الشركة تتوقع استمرار اضطراب حركة الشحن التجاري لأشهر.

وقال إن الشركة علقت معظم رحلاتها في البحر الأحمر لكنها لا تزال ترسل بعض الشحنات على أساس كل حالة على حدة عندما يكون من الممكن توفير مرافقة من البحرية الفرنسية.

وعادة ما كانت المؤسسة ترسل ثلاث سفن يوميا عبر قناة السويس المتصلة بالبحر الأحمر وهو الطريق الذي يعبر منه نحو 12 بالمئة من التجارة العالمية.

وحذرت شركة ميرسك المنافسة هذا الأسبوع من أن الاضطرابات في البحر الأحمر قد تستمر حتى النصف الثاني من العام.

وقال عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح اليوم الخميس إن تفاهمات السلام في البلاد تجمدت نتيجة هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر.
وأفاد في حوار مع المعهد الملكي للشؤون الدولية "تشاتام هاوس" بأن "المفاوضات التي أجرتها السعودية مع ميليشيا الحوثي نتج عنها تفاهمات لخارطة طريق من ثلاث مراحل عُرضت على مجلس القيادة الرئاسي وتم الأخذ بعين الاعتبار اقتراحات مجلس القيادة في هذا الصدد".
وقال إن ما يحدث في البحر الأحمر "مخطط إيراني ليس له صِلة بالعدوان الإسرائيلي على غزة وإن كمية الصواريخ المستخدمة في الهجوم على السفن التجارية تثبت أن الإعداد لهذا السيناريو تم من الحرس الثوري" الإيراني.
وأضاف أن "الحاصل في البحر الأحمر حاليا ناتج عن وقوف المجتمع الدولي أمام تحرير الحديدة وصناعة اتفاق ستوكهولم لذي يدفع ثمنه اليوم اليمن والعالم".
وفي 13 ديسمبر/كانون الأول 2018 توصلت الحكومة اليمنية والحوثيون، إثر مشاورات بالعاصمة السويدية ستوكهولم إلى اتفاق يتعلق بحل الوضع في محافظة الحديدة الساحلية، إضافة إلى تبادل الأسرى والمعتقلين لدى الجانبين الذين يزيد عددهم عن 15 ألفا وفك حصار مدينة تعز (جنوب غرب).
وتعثر تطبيق اتفاق ستوكهولم للسلام بين الجانبين وخصوصاً فيما يتعلق بانسحاب الحوثيين من موانئ الحديدية الثلاثة وإطلاق شامل للأسرى والمحتجزين لدى الطرفين، وسط تبادل للاتهامات بالمسؤولية عن عرقلته.
وأردف صالح أن "الحل الأمثل لما يجري في البحر الأحمر يتمثل في دعم الحكومة لفرض سيطرتها على التراب اليمني كاملًا، خاصة أن المجتمع الدولي أصبح يدرك خطر المليشيا الحوثية بشكل واضح بعد أن مست مصالحه مباشرة".