زعيم طالبان في ريبة من المفاوضات مع واشنطن

أخونزاده يتهم الولايات المتحدة بإثارة الشكوك حول الاتفاق المتوقع بين الجانبين بسبب ما اسماه زيادة القصف الأميركي الأعمى والوحشي خلال عملية التفاوض.

كابول - قال زعيم حركة طالبان الخميس إن الولايات المتحدة تلقي شكوكا حول اتفاق متوقع يهدف إلى السماح لها بسحب قواتها من أفغانستان وإنهاء أطول حروبها.
وجاءت رسالة الملا هيبة الله أخونزاده، التي كانت بمناسبة عيد الأضحى، بعد يوم من تفجير انتحاري لطالبان أدى لمقتل 14 شخصا وإصابة 145 في كابول في هجوم قالت الحكومة إنه أثار شكوكا في التزام الحركة بالسلام رغم محادثاتها مع الولايات المتحدة.
ودعا أخونزاده إلى الثقة لكنه لم يشر إلى تفجير الأربعاء في رسالته. وقال إن طالبان اتخذت "خطوات مذهلة" تجاه هدف "إنهاء الاحتلال وإقامة نظام إسلامي".
ووجه حديثه للمسؤولين الأميركيين قائلا إن طالبان دخلت في مفاوضات معهم "بمنتهى الجدية" ودعا إلى صدق النية في السعي لإنهاء "مأساة 18 عاما".
وقال ايضا "لكن زيادة القصف الأميركي الأعمى والوحشي خلال عملية التفاوض والهجوم على مناطق مدنية والبيانات المتضاربة من مسؤوليكم العسكريين والسياسيين أطلقت سحابة من عدم اليقين بشأن هذه العملية وأثارت شكوكا حول نواياكم".

طالبان اتخذت خطوات مذهلة تجاه هدف إنهاء الاحتلال وإقامة نظام إسلامي

وأضاف "الثقة المتبادلة أساس أي عملية تفاوض ناجحة، لذلك من الضروري وقف مثل هذه الأفعال السلبية".
وبدأت المفاوضات العام الماضي في قطر لكنها لم تؤد لانحسار العنف، إذ تتبادل كل من طالبان والقوات الأفغانية المدعومة من قوات دولية تقودها الولايات المتحدة شن الهجمات.
في الوقت ذاته لم يؤثر العنف بشكل فعلي على المحادثات. وأعلن الجانبان عن إحراز تقدم ملموس هذا الأسبوع في جهود التوصل إلى اتفاق.
وسيركز الاتفاق المتوقع على الجدول الزمني لانسحاب القوات الأميركية مقابل تعهد طالبان بعدم استغلال أفغانستان كقاعدة للإرهاب الدولي بحسب ما قال الجانبان.
وهناك قوات أجنبية في أفغانستان تقدر بنحو 20 ألفا معظمها أميركية تعمل ضمن مهمة لحلف شمال الأطلسي تقودها الولايات المتحدة وتقدم المساعدة والإرشاد للقوات الأفغانية. وتنفذ بعض القوات الأميركية عمليات لمكافحة الإرهاب.
وكان المبعوث الأميركي الخاص لأفغانستان زلماي خليل زاد قال هذا الاسبوع أن الولايات المتحدة وحركة طالبان أحرزتا "تقدما ممتازا" في الجولة الأخيرة من المحادثات التي تجري في الدوحة.
وبدأت الجولة الثامنة من المفاوضات السبت في الدوحة بين المتمردين الأفغان والولايات المتحدة بهدف التوصل إلى اتفاق قد يفتح المجال أمام انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان، وهو وعد قطعه الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية.
وقد يفتح الاتفاق بين واشنطن وطالبان، المجال أمام حوار بين الطرفين الأفغانيين، أي بين المتمردين والحكومة. ويُفترض أن يحصل ذلك خلال الشهر الجاري في أوسلو بحسب مصادر دبلوماسية.
وتأمل الولايات المتحدة بالتوصل إلى اتفاق سلام مع طالبان في الأول من أيلول/سبتمبر، قبيل الانتخابات الأفغانية المرتقبة في الشهر نفسه والانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2020.
والانتخابات التي كانت مرتقبة أولاً في أواخر نيسان/أبريل، أُرجئت مرتين حتى 28 أيلول/سبتمبر.
إلا أن اجراء الانتخابات لا يزال غير مؤكد بينما ينتظر بدء محادثات السلام في أوسلو بين متمردي طالبان وممثلين عن حكومة كابول، في حال تمّ توقيع اتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان في الدوحة.