'زلة لسان' تحرج أردوغان.. ألف من أعضاء حماس يعالجون في تركيا

الرئيس التركي يدعو المجتمع الدولي، وفي مقدمته الدول الغربية، إلى أن يدين مقتل أكثر من 35 ألف مدني فلسطيني بريء.

أنقرة - أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الاثنين أن أكثر من ألف عضو في حماس يتلقون العلاج حاليًا في مستشفيات في بلده، مجددا تأكيده على أنه لا "يعتبر الحركة الفلسطينية منظمة إرهابية"، قبل أن يؤكد مسؤول تركي أن أردوغان كان يقصد ألفا من سكان غزة وليس أعضاء حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية.

وقال أردوغان للصحافيين "قُتل الكثير من أعضاء حماس والغرب بأسره يهاجمهم بكل أنواع الأسلحة والذخيرة"، مضيفا "وصف حماس بأنها منظمة إرهابية هو أمر قاسٍ".

وقال مسؤول تركي في وقت لاحق إن أردوغان وقع في "زلة لسان" وإن سكان غزة عموما هم الذين كان يقصد أنهم يتلقون العلاج في تركيا وليس أعضاء حماس.

وقبل توضيحات المسؤول التركي، فتحت تصريحات أردوغان الباب للتأويل والتساؤل لماذا لم يقدم الرئيس التركي تفاصيل عن كيفية وصول الأعضاء في حركة حماس ولا من أين عبروا وسافروا إلى تركيا، فمنذ بداية الحرب قبل نحو 7 أشهر الخروج من معبر رفح الواقع تحت سيطرة مصر، صعب، بينما المعابر الأخرى مع الأردن مغلقة بسبب المخاوف من نزوح فلسطيني كبير.
وأثارت تصريحاته لغطا وسجالات حول حقيقة ما جاء على لسانه فإما أنها مزايدة سياسية في خضم خطاب يصفه كثيرون بـ"الشعبوي" استقطابا لزعامة لطالما بحث عنها الرئيس التركي، أو أن هناك صفقة بترتيبات تركية جرت في خضم الحرب بعيدا عن الضجيج الإعلامي.
ومن الاحتمالات التي أثيرت، أن يكون خروج أعضاء من حماس من غزة كان تنفيذا لمطالب أميركية وغربية، فيما أشارت تقارير سابقة إلى أن إسرائيل تلقت طلبا من الحركة بالالتزام بعدم اغتيال كبار مسؤوليها في حال نفيهم خارج القطاع الفلسطيني في إطار صفقة تتضمن إخلاء غزة من السلاح وعودة جميع الرهائن وانسحاب قوات الجيش الإسرائيلي.

وقالت أنقرة في نوفمبر/تشرين الثاني إنها تقوم بإجلاء عشرات الجرحى والمرضى من سكان غزة، ومعظمهم من مرضى السرطان، ومرافقيهم في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على غزة.

وقال أردوغان في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، في العاصمة التركية أنقرة اليوم الاثنين إن حماس "حركة مقاومة تدافع عن أراضيها المحتلة".

وشدد على ضرورة أن "يجهر المجتمع الدولي، وفي مقدمته الدول الغربية، بصوته عاليا ضد مقتل أكثر من 35 ألف مدني فلسطيني بريء".
وأضاف "سنواصل اتصالاتنا الدبلوماسية بكل تصميم لإرغام إسرائيل على وقف إطلاق النار ولزيادة الاعتراف بدولة فلسطين".

وحول قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن العضوية الكاملة لفلسطين، قال إنه أظهر أن مفتاح الحل الدائم يتمثل بإنشاء دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة تتمتع بوحدة أراضيها على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وقبل اندلاع الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة أدار أردوغان ظهره لحركة حماس مدفوعا برغبته في تعزيز التعاون بين بلاده والدولة العبرية، بحثا عن حلول لاقتصاد بلاده المنهك.

وفي شأن آخر تمسّك أردوغان بتحويل كنيسة المخلص المقدس الأرثوذكسية الأثرية في خورا في إسطنبول إلى مسجد، على الرغم من دعوات أثينا لعدم المضي قدما في الخطوة.

وقال الرئيس التركي في مؤتمر صحافي مشترك مع ميتسوتاكيس في أنقرة إن "مسجد كاريه بشكله الجديد سيبقى مفتوحا للجميع".

وأشار إلى أنه قال لرئيس الوزراء اليوناني "فتحنا مسجد كاريه للصلاة وللزيارات بعد أعمال ترميم دقيقة وفقا للقرار الذي اتّخذناه في العام 2020".

وأضاف "نولي أهمية كبيرة لحماية أي نصب تذكاري هو جزء من التراث الثقافي لليونسكو وجعله متاحا لفائدة أمتنا والبشرية جمعاء".

وكان رئيس الوزراء اليوناني قد أبدى معارضته تحويل الكنيسة التي تحتوي لوحات جدارية تمثل "الدينونة" تعود للقرن الرابع عشر إلى مسجد وأعلن السبت أنه سيطلب من الرئيس التركي "التراجع عن قرار" تحويل الكنيسة إلى مسجد.

وحُولت الكنيسة إلى مسجد كارِيه بعد نصف قرن على سقوط القسطنطينية عام 1453 على أيدي زالعثمانيين.

ثم أصبحت متحف كارِيه بعد الحرب العالمية الثانية في إطار جهود تركيا لإقامة جمهورية جديدة ذات طابع علماني على أطلال الامبراطورية العثمانية.

وفي الأسبوع الماضي ندّدت وزارة الخارجية اليونانية بما وصفته بأنه "استفزاز" من جانب أنقرة، معتبرة أن تحويل الكنيسة "يغير طابعها ويشكل مسا بهذا النصب المدرج ضمن قائمة اليونسكو للتراث البشري العالمي".