زهير البخري يرسم بالحديد أفكاره

التشكيلي التونسي الملقب بـ 'الصدام' يقدم أعمالا فنية مبتكرة منها 'الغوريلا'و'الحصان' مجسدا منحوتة الحياة وصراع الانسان لبلوغ مراده من حياة متقلبة.

الفن هذا النبع القادم من فكرة أولى هي الحلم والأسئلة..حيث الروح في عناقها المفتوح على ما به تلمع الجهات في تلويناتها المتعددة.. ثمة رغبة ونشيد وحزن يانع.. ثمة هيام وبهاء لكي يعلي الكائن من وجده وهو يمضي نحو الآفاق.

هي لغة الحب تجاه العناصر والأشياء تعلن مجد الذهاب عميقا في ذروب الجمال..هي موسيقى تخترق العوالم تأخذ الناس الى شيء من رغبات الأمكنة والسنوات والتفاصيل حيث الذأب والحرص والعزائم العالية..

هكذا نمضي في الرحلة مع الطفل القادم من براءة الحياة ديدنه الفعل حيث تمرس بالصعاب وظروف الحياة الشاقة والمضنية ليجد في ذاته الفنان المنقذ والمخلص الذي حمله الى عوالم البهاء الجمالي في تعاطيه مع الحذيذ والمهمل والمتروك من الآلات والأدوات.

من الخرذة وبقايا المصانع والمهمل من الصناعة ومشتقات الحديد تفنن في ابتكار أشكال فنية على هيئات متعددة.. هي لعبة فن الاستعادة والرسكلة على نحو فني متخير.

زهير البخري شهر "الصدا"م فنان في ورشته بضاحية سكرة يعمل باستمرار في معالجات فنية على ما جادت به مواد مختلفة من بقايا الحديد والخردة ليتحف الناس بأعمال جميلة ومميزة  فيها الكثير من لمساته الابداعية وهو الفنان الموهوب الذي هام بالفن فمنحه ما أراد بعد سنوات شاقة وصعبة.

يقول عن تجربته "منذ 8 سنوات حيث كانت علاقتي بالعمل في ميدان الحديد وما تتطلبه ممارسته من مشاق وصعوبة كانت تجربة مهمة والى الآن مع البشير الساحلي الذي علمني الكثير وأفدت من خبراته حيث كان ذلك بعد انقطاع عن التعليم ولظروف عائلية صعبة فكان جروجي للعمل وفي ظرف شهرية تعلمت عدة تقنيات وخصوصيات التعاطي مع الحديد كاللحام والقص وكان أول ما أنجزت غرفة جلوس لعائلتي التي كانت بحاجة اليها.. وبعد ذلك مضيت أكثر في اتقان هذه الصنعة فسعدت بعد أن هدني الاحباط والسؤال عن لماذا كلما قصدت شيئا لا أنجح فيه وبالتالي ماذا سأضيف لبلادي هذه وأنا في هذه الظروف...الحمد لله تجاوزت كل ذلك وصرت متقنا لشيئ أحبه وصار عالمي الروحي واكتشفت موهبة سكنت بداخلي وهي النحت كفن صرت أعشق عالمه الساحر وأحب الناس أعمالي الفنية فيه وشجعني الكثيرون ومنذ بلغ عمري 14 سنة أنذزت أعمالا كانت ضمن الهواية وكنت أبيعها بثمن بخس وتطوت اثر ذلك علاقتي بعملي هذا حيث كنت مغرما بالكتابة لأكتب بالحديد حكايات..كل عمل صار كتابة محكية وقصة خاصة.. صرت أرسم بالحديد وبعت أعمالي هذه ولكن مع كل عمل أبيعه كنت أبكي لأن العمل قطعة من كياني وحياتي وبالمناسبة أشكر ادريس ساسي وهو صاحب شركة بنابل تعرفت اليه عن طريق الفيسبوك وزرته وقد أعجبته أعمالي والتقينا في تونس وتحدثنا ليشجعني ويدعوني لاظهار أعمالي على الصفحة في الفيس بوك.. وكانت أعمالي المنحوتة ومنها " الغوريلا " و" الحصان " وقد أعجب الناس  ما أنجزت وكانت شهرتي بينهم وعرفت عندهم بزهير شهر الصدام وانطلقت في العمل والابداع.. أنا فنان ولست تاجرا وقد عملنا معا في ظروف متغيرة وصارت هذه المهنة مورد رزقي ولم أعرض الكثير من أعمالي الفنية..زارني فنانون ولم أكن أتصور أن ألتقي تجارب مثل علي الزنايدي وعبد الرزاق حمودة وغيرهما وشعرت بالسعادة.. هؤلاء كأني أعرفهم من سنوات وحدت محبتهم وتشجيعهم لي.. كما أني أشكر الفنان محمد المالكي الذي شجعني كثيرا وتابع تجربتي وأعمالي وكذلك الفنان المميز حمادي بن نية الذي وقف معي داعما...أقول اذن الفن ليس عملك فقط بل هو أن يكون لك قلب " مزيان"..الفن هو أن تفتح الآغاق لعيرك وتحب الناس..الأفكار كثيرة في عملي وأنا الآن بدأت.. أنظر لغرفتي وأشياء ورشتي ومخزني وحزني وحزن الناس وأفراحهم والسؤال هو مدى تحويل كل ذلك الى أعمال فنية.. أعمالي تباع ولكن ليس بالثمن المطلوب وظروف العيش افتضت ذلك...عرضت مع الرابطة التونسية للفنون التشكيلية وبفضاء دار الثقافة المغاربية ابن خلدوة وبفضاء المعارض بكنيسة سانت كروا بمذينة تونس العتيقة ولي دعوة لانجاز أعمال فنية وعرضها بالمغرب الأقصى...أمنيتي أن تخرج أعمالي الفنية التي هي مورد رزقي الوحيد  لجمهور الفن خارج تونس.. أنا أشتغل يوميا وباستمرار.. أنا أحب عملي وفني...".

هكذا هو الفنان زهير البخري النحات الماكث خلف ركام الخردة والفواضل الحديدية وبقايا المستعمل الصناعي يقد منها ما رغب فيه فنه ويلينها لغايات جمالية فائقة.تعرفه بفنه وابتكاره ومنه "الغوريلا" و"الحصان" ومنحوتة الحياة وصراع الانسان لبلوغ مراذه من حياة متقلبة.. فنان يعمل في صمت ولا يعنيه من الضجيج غير منجزه الفني المتعدد.

زهير البخري
'أعمالي تباع ولكن ليس بالثمن المطلوب وظروف العيش افتضت ذلك'