زيادة في تخصيب اليورانيوم تقرب إيران من الاستخدام العسكري
طهران - أفاد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رفائيل غروسي بأن إيران تستمر في تخصيب اليورانيوم بمستويات أعلى تقربها من الاستخدام العسكري.
وحذر غروسي من أن إنتاج اليورانيوم بمستويات تخصيب أعلى بكثير من المستوى المنصوص عليه في الاتفاق النووي يضع إيران على مقربة من مستويات لا يمكن السكوت عنها وتجال تطويرها للاستخدام العسكري.
ويأتي تحذير مدير الوكالة الذرية بينما حذر المجتمع الدولي مرارا من سعي إيران لتطوير برنامجها النووي لحيازة أسلحة نووية تشكل خطرا حقيقيا على استقرار العالم.
وكتب موقع 'إيران إنترناشيونال عربي' نقلا عن صحيفة 'نكي آسيا' "في الوقت الذي ترفع فيه إيران مستوى تخصيب اليورانيوم، مما يسمح لها بتطوير أسلحة، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية في مقابلة مع هذه الصحيفة إن الوكالة تسعى لاستئناف عمليات تفتيش مكثفة لمنشآت إيران النووية".
وكثفت إيران انتهاكاتها لبنود الاتفاق النووي منذ العام 2019 ورفعت تدريجيا مستويات تخصيب اليورانيوم، وهو ما فاقم المخاوف الدولية من وصول إيران لنسبة 90 بالمئة بما يسمح لها بصنع أسلحة نووية تهدد أمن المنطقة.
ولإيران سوابق في تنفيذ اعتداءات على منشآت نفطية في الخليج، فضلا عن تمويلها جماعات إرهابية وميلشيات في اليمن والعراق وسوريا تقف وراء الاضطرابات الأمنية العنيفة في تلك الدول.
ووصف غروسي خفض طهران لعمل مفتشي الوكالة والذي جاء بالتزامن مع رفع مستوى تخصيب اليورانيوم بما يصل إلى 20 بالمئة في حين ينص الاتفاق على أن لا تتجاوز النسبة 3.6 بالمئة، بـ"الأمر غير العادي"، في إشارة إلى أن إيران تمارس أنشطة نووية مشبوهة تؤكد نوايا حيازة أسلحة نووية.
وأضاف "في هذه الحالة إذا كنت تريد الحصول على ضمان مقبول بعدم وجود انحراف عسكري، فأنت بحاجة إلى تفتيش قوي للغاية"، مشيرا إلى أن "إيران تمتلك أقل بقليل من 20 كيلوغراما من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 بالمئة، بينما لديها 3000 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب المنتج من قبل عند مستويات أقل وهي كمية آخذة في النمو".
وأفاد أن تشغيل إيران لمزيد من المعدات في منشآتها النووية يدل على زيادة قدراتها في مجل التخصيب.
وكانت إيران قد هددت بإنهاء اتفاق أبرمته مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية مؤخرا يُبقي مؤقتا على بعض عمليات المراقبة لأنشطة طهران.
ووزعت الدول الأوروبية الثلاث (بريطانيا، فرنسا وألمانيا) الموقعة على الاتفاق النووي، مسودة قرار من أجل الاجتماع الذي سيعقد في فيينا تعبر عن "القلق الشديد" حيال تقليص إيران للتعاون مع الوكالة الذرية، وتحثها على التراجع عن تلك الخطوات.
وتأتي تحذيرات غروسي في وقت لم تغادر فيه الأزمة النووية مربع لي الأذرع بين طهران وواشنطن، حيث رفضت واشنطن رفع العقوبات قبل عودة إيران لالتزاماتها النووية، لكن الأخيرة هددت بأنها لن تعود لاتفاق 2015 ما لم تتراجع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن عن سياسية الضغوط القصوى.
ومؤخرا هدد المرشد الإيراني علي خامنئي بأن بلاده طهران قد ترفع مستوى تخصيب اليورانيوم إلى 60 بالمئة إذا لم لزم الأمر، في تهديد يعمق أزمة الملف النووي وينذر بانهيار اتفاق 2015.