زيادة مرتقبة لإنتاج النفط على وقع تعافي الاقتصاد العالمي

تحالف أوبك+ يتحرك صوب إضافة نحو مليوني برميل من النفط يوميا في الفترات القادمة لتغطية الطلب العالمي والحد من ارتفاع الأسعار.
توافق سعوي روسي مبدئي على تخفيف قيود الإنتاج بداية من أغسطس

لندن - بدأت الدول المنضوية في تحالف أوبك+ لمنتجي النفط اجتماعا الخميس يتوقع أن تتفق خلاله على زيادة الإنتاج في أغسطس/آب لتغطية الطلب والحد من ارتفاع أسعار الخام.

وقال مصدر بأوبك+ لرويترز إن المجموعة تتحرك صوب إضافة نحو مليوني برميل يوميا من النفط إلى السوق تدريجيا في الفترة بين أغسطس/آب إلى ديسمبر/كانون الأول، إذ تخفف أوبك+ قيود الإنتاج في ظل تعافي الاقتصاد العالمي وصعود أسعار الخام.

وعادت أسعار الخام إلى المستويات التي سجّلت آخر مرة في أكتوبر/تشرين الأول 2018، وهو أمر يدعم عادة الآراء المؤيدة لزيادة الإنتاج.

وأضاف المصدر أن الزيادات الشهرية قد تبلغ ما يقل عن 0.5 مليون برميل يوميا. وقال مصدر آخر في أوبك+ إن السعودية أكبر منتج في أوبك وروسيا أكبر منتج خارج المنظمة توصلتا بشكل مبدئي إلى اتفاق على تخفيف قيود الإنتاج اعتبارا من أغسطس/آب.

ولمواجهة الأضرار الجسيمة التي لحقت بالطلب على النفط بسبب أزمة كوفيد-19، اتفقت أوبك+ العام الماضي على خفض الإنتاج قرابة عشرة ملايين برميل يوميا اعتبارا من مايو/أيار 2020، على أن تنهي تلك القيود على مراحل حتى نهاية أبريل نيسان 2022. ويبلغ الخفض حاليا نحو 5.8 مليون برميل يوميا.

وواصلت أسعار النفط مكاسبها بفضل الأنباء عن خطط الزيادة الأخيرة، فيما كان بعض المتعاملين يتوقعون زيادة أكبر للإنتاج في أغسطس/آب. جري تداول خام برنت القياسي عند 76.40 دولار للبرميل بعد ظهر اليوم الخميس، ليرتفع أكثر من اثنين بالمئة ويقترب من أعلى مستوى في عامين ونصف.

وقال جيوفاني ستاونوفو المحلل لدى يو.بي.إس إن الصورة العامة للزيادة "ستُبقي السوق في حالة شح هذا الصيف، في ظل استمرار ارتفاع الطلب على مدى الأسابيع المقبلة" مضيفا أن التوافق كان على إضافة 0.5 مليون برميل يوميا في الشهر أو أزيد قليلا.

إدارة الإمدادات

بدأ وزراء من منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وروسيا وحلفائهما، المجموعة المعروفة باسم أوبك+، محادثات عبر الإنترنت اليوم الخميس، فيما قالت مصادر إنهم سيتخذون قرارا بشأن سياسة الإنتاج اعتبارا من أغسطس/آب وقد يدرسون أيضا تمديد اتفاق المجموعة الشامل لتقييد الإمدادات لما بعد أبريل نيسان 2022.

وقال مصدر إنه قد يتم تمديد الإدارة الفعالة للإمدادات حتى نهاية 2022. واختتمت أوبك اجتماعها قبيل الواحدة ظهرا بتوقيت غرينتش ومن المقرر أن يبدأ الاجتماع الأوسع لأوبك+ في الساعة 16:30 بنفس التوقيت.

وقالت لجنة تابعة لأوبك+ يوم الثلاثاء إنها تتوقع نمو الطلب على النفط ستة ملايين برميل يوميا في 2021 لكنها أشارت إلى مخاطر حدوث تخمة في 2022، وقالت إن ثمة "قدر كبير من عدم اليقين" الذي يشمل تفاوت التعافي العالمي وارتفاع الإصابات بسلالة دلتا الأشد عدوى من فيروس كورونا.

وتتعاون السعودية وروسيا وبقية أعضاء أوبك+ على نحو وثيق منذ انهيار كبير للتحالف في مارس/آذار 2020 قبل قليل من تسبب الجائحة في تهاوي أسعار النفط. وأدى انهيار الأسعار إلى دفعهم للقيام معا بصياغة اتفاق الإمدادات.

لكن المجموعة ما زالت تواجه تحديا بشأن مدى سرعة التخلص من التخفيضات.

وتتوخى الرياض الحذر دوما بشأن ضخ إمدادات جديدة، مما يعكس الضبابية بشأن مسار الجائحة. وأبدت روسيا، التي يتسم اقتصادها بتنوع أكبر واعتماد أقل على النفط، بصفة عامة مخاوف من أن صعود الأسعار قد يحفز الإنتاج الأميركي المنافس، الذي يتطلب أسعارا مرتفعة كي يتسم بالجدوى.