زينب تليلي الغالي تحضر لافتتاح معرضها الشخصي الجديد
تعد الفنانة التشكيلية زينب تليلي الغالي لمعرضها الشخصي الذي ينتظم قريبا برواق فني بالعاصمة، وذلك ضمن مواصلة نشاطها الفني التشكيلي وتنوع لوحاتها الفنية، حيث قدمت منذ فترة عملا فنيا مميزا بعنوان "حنة العروسة" وهو عمل مفعم بالعبارة التشكيلية التي تبرز الأصالة والتراث والثراء الثقافي، وكان ذلك ضمن معرض جماعي نظمته بلدية تونس برواق يحيى بالبالماريوم ضمن عنوان هو "حوار التراث".
وعن مشاركتها هذه تقول الفنانة زينب "كانت مشاركة مميزة وبالمناسبة أشكر الفنانة سعاد مهبولي، مديرة فضاء قصر خير الدين، على التنظيم الرائع لهذا المعرض. كما أشكر بسمة الماجري على اهتمامها بالفن التشكيلي التونسي. شكراً لنبيلة هميسي على التزامها الثابت بالفنون التشكيلية... عملي بعنوان 'حنة العروسة' مبني على صورة مأخوذة من مسلسل تلفزيوني تونسي ممتاز.."... اللوحة معبرة عن جانب مهم من التقاليد والمناسبات والعادات التونسية وفيه جمالية فنية من خلال الألوان والرسم. وهذه اللوحة تشير إلى عوالم فنانة تونسية أخذتها المشاهد والأمكنة الجميلة والوجوه وغيرها من مناسبات وتقاليد .. في لوحاتها اشتغال على تفاصيل تحلي بها العمل الفني .. تسافر معها في هذه المشاهد فتشعر بانتشاء لعبقرية المكان وجمال التناسق لونا ورسما بما يحيل إلى إبحار في الذاكرة والخيال فكأننا أمام مكان نكتشفه من جديد أو أننا نراه للمرة الأولى..
إننا إزاء تجربة الرسامة زينب تليلي الغالي التي تعد لمعرض خاص جديد في أحد أروقة الفنون بالعاصمة يضم عددا مهما من أعمالها الفنية، وذلك بعد مشاركاتها العديدة في تونس وخارجها وفي إطار جماعي أو خاص..
نهج سيدي بن عروس.. عنوان لوحة غاية في الجمال من حيث التعاطي اللوني والأسلوبي وهو ما يجعل الناظر تجاه هذا العمل يدرك الكثير من الجوانب الرمزية والجمالية والحضارية وهنا نلمس قدرة الفنانة زينب تليلي الغالي على التشبع بالحالة الجمالية للأمكنة لتنقلها إلى لوحاتها بكم هائل من البهاء والحنين والقيمة.. نعم الرسامة تعلي من شأن التعاطي القيمي ضمن اللعبة الفنية... لعبة الرسم الباذخة. هناك حوار مفتوح بين الرسامة ولوحاتها فيه بوح بالألوان وهي تسرد شيئا من شجن الحال في حميمية عنوانها الحنين والعراقة والجمال ... نلمس ذلك في تقبلنا للوحات المناسبات والمشاهد والوجوه وأحوال المرأة والطبيعة الميتة والأماكن.. لوحات تشير إلى كم هائل من العبارات قولا بالمشرق والنابض والجميل في تعدد حالات النظر والإحساس الدفين .. تجاه ما به التلوين يصير ضربا من النوستالجيا والانتشاء..
الرسامة زينب تليلي الغالي في عملها هذا ومسيرتها ترى اللوحات بمثابة مكونات وعناصر لا بد منها في حياتها ترى من خلالها بهجة الأشياء وألق اللحظات والحلم الذي يجعلها تمضي في دأبها الفني بكثير من الحب والإصرار والأمل... أملا في تجميل العالم... والفن هو هذا وغيره...
لذلك هي تقول عن تجربتها هذه "البدايات .. خلال الدراسة الثانوية وقبل الباكالوريا كنت مغرمة بالرسم والتلوين من ذلك أنني أنجز رسوما للعائلة مع التركيز على نظرة واحدة وهذه كانت خصوصية اكتسبتها مع أن مجالي كان علميا .. كان لي خوف في الفترة الأولى ولكن سعيي لتلقي تمرينات وتكوين لدى الفنان طارق الفخفاخ بدد هذا الخوف حيث تعلمت منه الكثير ومن ذلك التفاصيل الصغيرة في اللوحة والتي مثلت مزاجي الرائق في الاشتغال على عملي الفني .. الرسم عالم يجذبني إليه فاللوحة تكلمني .. رسمت المشاهد والمواضيع المختلفة والبورتريهات ومنها لشخصيات ثقافية كعلي بن عياد .. في كل لوحة رسمتها خطاب يجذبني إليه .. تعددت مشاركاتي منها المعارض الخاصة والجماعية من ذلك المعرض الفني في فضاء 'البال آر' وفي نيويورك أقمت معرضا فيه 20 لوحة ومنحتني لجنة هذا المعرض الدولية الجائزة الأولى وكان ذلك خلال سنة 2017 .. أعمالي متنوعة تشبه ركح الحياة متعدد المشاهد .. أسعد كثيرا بأحاسيس الناس الإيجابية تجاه لوحاتي .. أعتز بتونس وقد رسمتها في جمالها وتجلياتها وتلويناتها الباذخة .. سعيت لإبراز الشخصية التونسية المميزة في لوحاتي ... أنا أغوص في أعمالي لتصبح الجزء الهام مني..."..
من معارضها البارزة نذكر ما قدمته قبل سنوات برواق الفنون بسيدي بوسعيد باسم "سمفونية تصويرية"، حيث عبرت اللوحات عن ثيمات متعددة حضرت فيها تلوينات للمرأة التونسية والأفريقية من ذلك لحظة فرح وانسياب امرأة تونسية تزغرد بانتشاء وفرح في تعبيرية عالية والفرسان والورود وحديث الرجال قدام الباب بمنزل في المدينة العربي والمرأة بالسفساري.... وهكذا.... وتجليات لونية أخرى في عدد من المناظر الطبيعية والمشاهد زادتها لمسات الفنانة زينب الكثير من البهاء والتجلي..
هذا شيء من تجليات فنية لونية تعبيرية تنشد من خلالها صاحبتها قول الجميل الكامن في الناس تقصدا لتثمين الفن وهو يعانق البهي والعميق والحقيقي في تفاصيل يومياتنا ويمر به الكائن ولكن قليل من ينتبه إلى أهميته وثرائه.. إن الفن بالنهاية قول بالثمين والمهم في هذه الأكوان الضاجة بالحلم ... ونقيضه.. لوحة "حنة العروسة".
تجربة للفنانة زينب وإعداد لمعرض خاص ضمن السنة الجديدة 2025 وفق نسق فني تعمل ضمنه حيث تتعدد لوحاتها لتقول ما يعتمل بداخلها حيث الفن مجال قول وجمال وحنين.