ساعات تفصل إسرائيل عن توافق أو انهيار تشكيل الحكومة

المهلة التي منحها الرئيس الإسرائيلي لرئيس الوزراء ورئيس البرلمان للاتفاق على تشكيل الحكومة تقترب من نهايتها وسط محادثات متعثرة وخلافات مستمرة حول الحقائب الوزارية.
تفشي فيروس كورونا يعيد خلط الأوراق السياسية في إسرائيل
انشقاقات في حزب غانتس بعد دعوته نتنياهو لتحالف مؤقت
ماذا لو فشل نتنياهو وغانتس في تشكيل حكومة وحدة

القدس - يستأنف رئيس البرلمان الإسرائيلي بيني غانتس وخصمه السابق رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو مساء الأربعاء، محادثات تشكيل حكومة وحدة وطنية للطوارئ في محاولة لإنهاء أطول فترة جمود سياسي في إسرائيل في ظل تفشي جائحة كوفيد-19. وكان الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين منح نتنياهو وغانتس مهلة 48 ساعة لتشكيل ائتلاف حكومي قابل للحياة.

وانقضت منتصف ليل الاثنين المهلة الأصيلة التي حددها ريفلين لزعيم التحالف الوسطي 'أزرق أبيض' غانتس، لتشكيل حكومة جديدة بعد انتخابات الثاني من مارس/اذار وهي الانتخابات الثالثة في أقل من عام.

وكان غانتس حصل على دعم معظم نواب البرلمان (الكنيست) المؤلف من 120 مقعدا، على الرغم من تقدم نتانياهو وحزبه الليكود في الانتخابات.

وتشهد إسرائيل منذ ديسمبر/كانون الأول 2018 جمودا سياسيا. وفشل كل من نتانياهو وغانتس في تشكيل حكومة بعد انتخابات ابريل/نيسان وسبتمبر/أيلول من العام الماضي.

وقال نتانياهو وغانتس إنهما يحاولان تشكيل حكومة "وحدة وطنية للطوارئ" لمواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد، بعدما أحصت إسرائيل أكثر من 12 ألف إصابة، كما سجلت 126 وفاة.

وتنتهي المهلة المحددة للطرفين للاتفاق منتصف ليل الأربعاء بالتوقيت المحلي. وعلق الطرفان عملية التفاوض الثلاثاء وأكدا في بيان مشترك استئناف المباحثات بعد انتهاء عطلة عيد الفصح مساء الأربعاء، ما يعني أنه لن يبقى للجانبين عمليا سوى عدة ساعات لإبرام اتفاق نهائي قبل انتهاء المهلة المحددة.

وفي حال فشلهما في تحقيق ذلك، على الرئيس الإسرائيلي الطلب من أعضاء البرلمان التوصية بشخص آخر لمحاولة تشكيل الحكومة.

وانتخب بيني غانتس في وقت سابق الشهر الماضي وبشكل مفاجئ للجميع رئيسا للكنيست في صفقة أنهت حالة الجمود والتجاذبات السياسية وفتحت الباب أمام نتينياهو للاستمرار في منصبة.

وتوقفت بعدها فعليا محادثات تشكيل حكومة يترأسها الرجل الذي ترأس سابقا منصب هيئة الأركان.

ودعا غانتس إلى تشكيل تحالف يقوده نتنياهو لفترة محددة من أجل الوحدة في مواجهة أزمة فيروس كورونا الصحية وغير المسبوقة. وتسببت دعوته هذه بانقسام داخل تحالفه الوسطي وانشقاق بعض أعضائه وانضمامهم للمعارضة بدلا من دعم نتانياهو.

وتوقفت بعدها محادثات تشكيل الحكومة بعد خلافات على توزيع الحقائب الوزارية وخصوصا حقيبة العدل إذ يواجه نتنياهو تهما بالفساد وتسبب انتشار الفيروس بإرجاء بدء محاكمته إلى مايو/أيار. ونتانياهو أول رئيس للوزراء في إسرائيل توجه له تهم وهو في منصبه.

ويبدو أن حقيبة الدفاع موضع خلاف أيضا خصوصا أن غانتس ومساعده غابي أشكنازي رئيسا أركان سابقان. كما طفا على السطح خلاف حول عملية ضم غور الأردن في الضفة الغربية المحتلة.

ولطالما رفض بيني غانتس المشاركة في حكومة يقودها منافسه (نتانياهو) بسبب تهم الفساد الموجهة له، لكنه أعلن لاحقا عن قراره التحالف مع نتانياهو.

وقال غانتس في وقت سابق مخاطبا غريمه السياسي "نتنياهو، لقد وصلنا إلى ساعة الحقيقة. إنّ الإسرائيليين يتوقّعون منّا أن نضع خلافاتنا جانبا وأن نعمل معا من أجلهم التاريخ لن يغفر لنا إذا لم ننجح".

ويتساءل كثيرون عما إذا كان نتنياهو يريد فعلا تقاسم السلطة مع غانتس ولاسيما أن استطلاعات الرأي كانت إيجابية لصالحه، إذ يبدو أن هناك توافقا شعبيا على كيفية إدارته لأزمة كورونا.

ويُتهم رئيس الوزراء من قبل معارضيه بسعيه المستمر إلى إلغاء لوائح الاتهام ضده والضغط من أجل إجراء انتخابات رابعة على أمل الحصول على أغلبية برلمانية في فرصة أخيرة يمكن أن تساعده في الحصول على الحصانة من الملاحقات القضائية.