ساعات تفصل الأوروبيين عن قرار حاسم بشأن بريكست

ثلاثة سيناريوهات مطروحة حاليا على طاولة الأوروبيين حول مصير بريطانيا في الاتحاد الأوروبي هي التوصل لاتفاق أو عدم التوصل لاتفاق أو مواصلة المفاوضات بعد القمة الأوروبية.

آمال أوروبية بوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق بريكست
أسس الاتفاق باتت جاهزة لكن مشاكل كبيرة لا تزال عالقة
الاتحاد الأوروبي يخشى رفض مجلس العموم البريطاني للاتفاق الجديد المحتمل

بروكسل - ساد التفاؤل مساء الأربعاء في بروكسل بشأن التوصل إلى اتفاق مع لندن حول بريكست في ختام محادثات ماراتونية بين الطرفين، على أمل أن يكون العمل جاريا "لوضع اللمسات الأخيرة" عليه قبل بضع ساعات من بدء قمة دول الاتحاد الأوروبي.

وقال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون من تولوز (جنوب غرب فرنسا) حيث التقى المستشارة الألمانية انغيلا ميركل "أريد أن أصدق أن العمل جار لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق".

من جهته قال مصدر أوروبي "نحن على وشك الانتهاء والوضع واعد"، مشيرا إلى تسوية كل النقاط العالقة "باستثناء مسألة تطبيق الضريبة على القيمة المضافة بالنسبة لايرلندا الشمالية"، لكن دبلوماسيا أوروبيا آخر فضل سياسة الحذر قائلا "لم ننته بعد".

وعلى الجانب البريطاني قال رئيس الحكومة بوريس جونسون خلال اجتماع لحكومته إن "هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جيد، لكن لا تزال بعض النقاط عالقة".

وحتى الظهر لم تكن الأجواء أجواء تفاؤل، فقد صرح المفوض الأوروبي ديمتريس افراموبولوس بأنه "لا تزال هناك مشاكل كبيرة عالقة بحاجة إلى تذليل".

والدليل على صعوبة المفاوضات الجارية أن اجتماعا لكبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي بشأن بريكست ميشال بارنييه مع سفراء الدول الـ27 حول ما آلت إليه المفاوضات، حدد بداية في الساعة 12:00 بتوقيت غرينيتش قبل أن يرجأ إلى الساعة 15:00 (ت غ) وبعدها إلى الساعة 17:00 (ت غ) ليبدأ بعد ذلك بنصف ساعة.

أما رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك فاعتبر أن "أسس الاتفاق" باتت جاهزة ويمكن أن تتحول إلى واقع خلال ساعات، مضيفا "نظريا سنكون قادرين غدا على إقرار هذا الاتفاق مع بريطانيا"، قبل أن يضيف "نظريا خلال سبع إلى ثماني ساعات سيكون كل شيء بات واضحا".

وستكون قمة الاتحاد الأوروبي المقررة الخميس والجمعة الأخيرة مبدئيا قبل موعد الطلاق المقرر مع لندن في الحادي والثلاثين من أكتوبر/تشرين الأول.

وتتركز المحادثات الجارية على عدد من النقاط الخلافية، بينها تجنب طريقة إعادة فرض حدود فعلية بعد بريكست بين ايرلندا الشمالية المقاطعة البريطانية وجمهورية ايرلندا العضو في الاتحاد الأوروبي مع السماح بعمليات مراقبة جمركية وحق سلطات إيرلندا الشمالية في مراقبة اتفاق الخروج الذي يرى فيه الأوروبيون حق تعطيل.

واقترحت لندن أن تبقى إيرلندا الشمالية ضمن نطاق جمركي موحد مع المملكة المتحدة، مع تطبيق القواعد الأوروبية في الوقت نفسه على المنتجات المتوجهة إلى الاتحاد الأوروبي، وفق ما أكدت مصادر أوروبية.

وينص الاقتراح على تطبيق الرقابة الجمركية في الموانئ والمطارات عند دخول السلع إلى إيرلندا الشمالية، بحسب المصادر نفسها.

والتقى بوريس جونسون ثلاث مرات خلال ثلاثة أيام ممثلين عن الحزب الوحدوي الايرلندي الشمالي للتأكد من دعمه لخطته.

وتخشى دول الاتحاد الأوروبي رفض مجلس العموم البريطاني للاتفاق الجديد المحتمل على غرار ما حصل مرارا مع رئيسة الحكومة السابقة تيريزا ماي.

ويبدو أن العلاقات التجارية المستقبلية بين دول الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة كانت أيضا مثار بحث، فيما حذرت ميركل من أن المملكة المتحدة ستكون "منافسا جديدا" على أبواب الاتحاد الأوروبي بعد بريكست.

وهناك ثلاثة سيناريوهات مطروحة على الطاولة حاليا حول مصير بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، هي التوصل إلى اتفاق أو عدم التوصل إلى اتفاق أو مواصلة المفاوضات بعد القمة الأوروبية الخميس والجمعة.

وفرضية إرجاء بريكست تبدو مطروحة. وفي حال عدم التوصل إلى اتفاق بحلول 19 أكتوبر/تشرين الأول، يفرض قانون بريطاني على بوريس جونسون أن يطلب إرجاء جديدا لموعد الخروج سيكون الثالث حتى الآن، لكن رئيس الوزراء استبعد ذلك أكثر من مرة.

وأكد وزير بريكست البريطاني ستيف باركلي أمام لجنة برلمانية صباح الأربعاء أن الحكومة ستحترم هذا القانون، لكنه أكد مجددا أنه "من المهم أن نخرج في 31 أكتوبر/تشرين الأول" من الاتحاد الأوروبي.

ويفترض أن يوافق البرلمانان الأوروبي والبريطاني على الاتفاق الذي سيتم التوصل إليه. ويجري الحديث فعلا عن احتمال عقد قمة إضافية في 31 أكتوبر/تشرين الأول.