سالفيني يؤجج خلاف الهجرة مع فرنسا بنعت ماكرون بـ"الشرير"

الخلاف بين فرنسا وايطاليا حول استقبال المهاجرين يدخل مرحلة جديدة من التصعيد وينذر بأزمة تعمق جراح الاتحاد الأوروبي المنقسم أصلا حول توزيع اللاجئين وتقاسم أعباء المهاجرين.

الهجرة تفجر حربا كلامية بين فرنسا وايطاليا
روما تطالب باريس باظهار الكرم إزاء آلاف المهاجرين
ماتيو سالفيني يشن أعنف هجوم على ماكرون
سالفيني يتساءل لماذا على ايطاليا وليبيا وحدهما تحمل أعباء الهجرة السرية

روما - زاد وزير الداخلية الايطالي ماتيو سالفيني الاثنين من جرعة التوتر مع فرنسا بأن هاجم الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون في أحدث حلقة من حلقات التصعيد بين الرجلين على خلفية سجالات حادة بينهما حول قضية الهجرة.

وقال سالفيني إنه إذا كان رئيس الوزراء المجري فيكتور اوربان "شريرا" لأنه رفض استقبال لاجئين، فإن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون "شرير أكثر منه بـ15 ضعفا".

وجاء كلام سالفيني في تصريح صحافي أدلى به بعد عودته من زيارة قصيرة إلى ليبيا.

وأضاف وزير الداخلية في الحكومة الشعبوية المعادية لمؤسسات الاتحاد الأوروبي "عندما يكشف الاتحاد الأوروبي عن رغبة فعلية بحماية الحدود الخارجية بوسائل ملموسة، سنتمكن عندها من التفكير في إعادة التوزيع داخل حدوده".

وتابع "يقولون لي إن اوربان الذي تصفه عدة وسائل إعلام بأنه العدو رقم واحد، لا يحترم التزاماته باستقبال 300 شخص، هذا يعني أن ايطاليا كان عليها نقل 300 شخص إلى المجر. لكن فرنسا مع رئيسها الصالح ماكرون لا تفي بالتزاماتها بالنسبة لتسعة آلاف شخص. بالتالي إن كان اوربان شريرا فإن ماكرون شرير أكثر منه بـ15 ضعفا".

وأضاف "على ماكرون وميركل أن يكونا منطقيين وأن يثبتا أن لأوروبا معنى"، مؤكدا رفض ايطاليا فتح مراكز لاستقبال مهاجرين على أراضيها.

وتساءل سالفيني "لا نفهم لماذا على ليبيا وايطاليا وحدهما دفع الثمن الاقتصادي والاجتماعي للهجرة".

ومنذ تشكيل الحكومة الشعبوية في ايطاليا في الأول من يونيو/حزيران، يضاعف سالفيني زعيم الرابطة (يمين متطرف) التصريحات الاستفزازية لا بل النارية خصوصا ضد المهاجرين.

وكانت ناتالي لوازو الوزيرة المكلفة بالشؤون الأوروبية بوزارة الخارجية الفرنسية قد قالت الأحد إن القانون الدولي يلزم إيطاليا بالسماح لسفينة الإنقاذ لايفلاين بالرسو في ميناء إيطالي، وإن روما ليست في موقف يخولها تلقين باريس كيفية التصرف.

والسفينة التي تقل أكثر من 230 مهاجرا عالقة في المياه الدولية بالبحر المتوسط وهي ثاني سفينة إنقاذ تكشف في غضون أسابيع الانقسامات الأوروبية العميقة إزاء كيفية توزيع اللاجئين والمهاجرين الساعين إلى ظروف معيشة أفضل.

وتأتي الأزمة غداة إخفاق قادة بالاتحاد الأوروبي في التوصل إلى حل لأزمة الهجرة التي أضعفت وحدة الاتحاد وتهدد بتفكيك الائتلاف الحكومي في ألمانيا وتقوض منطقة شينغن الأوروبية التي تسمح بالسفر دون تأشيرات.

واتهمت روما الرئيس الفرنسي بـ"الغطرسة". وحث سالفيني ماكرون على أن يظهر بعض "الكرم" في سياسة الهجرة لدى بلاده.

وقالت لوازو للقناة الثانية بالتلفزيون الفرنسي "لا يمكن لأحد أن يشكك في كرم فرنسا ولا يحق للسيد سالفيني الذي أغلق موانئ ايطاليا أمام المهاجرين أن يعطي فرنسا درسا".

وأضافت أن أوروبا بحاجة لبذل المزيد لمساعدة أعضاء الاتحاد الأوروبي مثل إيطاليا واليونان الذين يمثلون أول أرض أوروبية تطؤها أقدام المهاجرين الفارين من الحرب والاضطهاد والفقر، وكثير منهم من أفريقيا والشرق الأوسط.

لكنها قالت إن القانون الدولي واضح في ما يتعلق بالمكان الذي يجب أن يستقبل السفينة لايفلاين "أن ترسو في أقرب ميناء لها وهو في جنوب إيطاليا. لا يناسب هذا الجميع لكنه القانون الدولي".

ومن المتوقع أن يصادق قادة الاتحاد الأوروبي في قمة تعقد يومي 28 و29 يونيو/حزيران على زيادة تشديد الإجراءات على الحدود الخارجية ويقدموا المزيد من المال لدول أجنبية لتمنع الراغبين في الهجرة من الإبحار نحو أوروبا.

لكن لا توجد مؤشرات على أنهم سيتوصلون لاتفاق بشأن كيفية تقسيم عبء المهاجرين.