سامح شكري: سنذهب لمؤتمر البحرين لتقييمه فقط

ورشة العمل الاقتصادية في البحرين تبدأ الثلاثاء وسط مقاطعة الفلسطينيين ودول عربية تسعى إسرائيل إلى إقامة علاقات طبيعية معها، بسبب غياب تفاصيل الحل السياسي في الخطة.

القاهرة - قال وزير الخارجية المصري سامح شكري اليوم الاثنين، إن مصر ستشارك في مؤتمر البحرين المقرر عقده هذا الأسبوع لبحث تنمية الاقتصاد الفلسطيني من أجل تقييم خطة "السلام من أجل الازدهار" المقترحة البالغ حجمها 50 مليار دولار.

ويبحث المؤتمر الذي تستضيفه العاصمة البحرينية المنامة يومي 25 و26 يونيو/حزيران رؤية اقتصادية تقودها الولايات المتحدة ويعرضها جاريد كوشنر صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب في إطار خطة أوسع لحل الصراع بين الفلسطينيين وإسرائيل.

وأثار غياب تفاصيل الحل سياسي، الذي قالت واشنطن إنها ستكشف عنه لاحقا، رفضا ليس من الفلسطينيين فحسب ولكن أيضا في الدول العربية التي تسعى إسرائيل إلى إقامة علاقات طبيعية معها.

ولا يأتي الشق الاقتصادي للخطة على ذكر دولة فلسطينية.

ستتبنى ورشة عمل "السلام من أجل الازدهار" في المنامة نهج "الاقتصاد أولا" للصراع السياسي والديني.

ويمكن القول إن سقف التوقعات متدن فلن يكون هناك ممثلون عن الحكومتين الإسرائيلية أو الفلسطينية في الورشة التي تهدف إلى الترويج للسلام بين الجانبين.

وقال شكري خلال مقابلة تلفزيونية مع قناة روسيا اليوم "من الأهمية أن تشارك مصر لتستمع إلى هذا الطرح لتقيمه... ولكن ليس من حيث الإقرار بذلك".

وأضاف "لنا الحق في تقييمه والاطلاع عليه وبلورة رؤية إزاءه، لكن القرار النهائي حوله يرجع إلى صاحب الشأن وصاحب المصلحة وهي السلطة الوطنية الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني".

وأبرمت مصر اتفاقية سلام مع إسرائيل عام 1979.

ونتيجة للنهج الذي يعطي الاقتصاد أولوية في مساعي إحياء عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، الذين يريدون إقامة دولة مستقلة، قرر الفلسطينيون مقاطعة المؤتمر.

الفلسطينيون يريدون إقامة دولة مستقلة لا ترد في خطة صهر ترامب
الفلسطينيون يريدون إقامة دولة مستقلة لا ترد في خطة صهر ترامب

وتشمل خطة كوشنر 179 من مشروعات البنية الأساسية والمشروعات التجارية. وسيخصص أكثر من نصف مبلغ الخمسين مليار دولار للإنفاق في الأراضي الفلسطينية على مدى عشر سنوات في حين يقسم المبلغ المتبقي بين مصر ولبنان والأردن، الذي استضاف أكبر عدد من اللاجئين الفلسطينيين مقارنة مع دول أخرى ويخشى من أي إجراء سيؤدي إلى توطينهم بشكل دائم على أراضيه.

ويقول الفلسطينيون إن غور الأردن، الذي يمثل نحو 30 في المئة من الضفة الغربية، سيكون جزءا حيويا من أي دولة لهم في المستقبل، باعتباره سلة غذاء الضفة الغربية وحدودها الخارجية مع الأردن.

وأشار ملخص نشره البيت الأبيض إلى أن الخطة تشمل مشروعات بنية أساسية بما في ذلك خطوط مياه وكهرباء وطرق في شبه جزيرة سيناء المصرية. وقد يستفيد الفلسطينيون الذين يعيشون في قطاع غزة المجاور من الاستثمارات هناك.

وقال مسؤولون فلسطينيون اطلعوا على خطة كوشنر إن الشق السياسي يتضمن توسيع قطاع غزة ليمتد إلى منطقة شمال سيناء المصرية لكن جيسون جرينبلات مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط نفى "الشائعات" بخصوص إعادة ترسيم الحدود.

وقال شكري في المقابلة "ليس هناك تنازل عن حبة وذرة رمل من أراضي سيناء التي استشهد من أجلها العديد من المواطنين المصريين الشرفاء دفاعا عنها وسعيا لاسترجاعها، فليس هناك أي شيء يستطيع أن ينتقص من السيادة المصرية على أرض سيناء".

ووجهت أحزاب ليبرالية ويسارية مصرية انتقادات حادة لمؤتمر البحرين بوصفه محاولة "لتكريس وشرعنة الاحتلال الصهيوني للأراضي العربية".

وأضافت في بيان مشترك أن أي مشاركة عربية ستعتبر "تجاوزا لحدود التطبيع" مع إسرائيل.

وانهارت آخر محادثات سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين في 2014، لكن لم يكن هناك بصيص أمل يذكر حتى في ذلك الوقت بعد انتفاضتين فلسطينيتين في العقود الثلاثة الأخيرة والتوسع الاستيطاني الإسرائيلي ووصول حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى السلطة.

والقضية المهيمنة المسكوت عنها هي إن كان حديث إدارة ترامب عن توجه جديد كناية عن التخلي عن حل الدولتين، وهي المعادلة الدولية المطروحة منذ فترة طويلة لإحلال السلام عن طريق إقامة دولة فلسطينية تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل.

وتدعم الأمم المتحدة ومعظم دول العالم حل الدولتين ولطالما كان هذا الحل جزءا أساسيا من أي خطة سلام طرحت خلال العقود الماضية. لكن فريق ترامب رفض بشكل مستمر الالتزام بها.