سامح نفسك على أخطائها في أسرع وقت ممكن

جلد الذات أسلوب لا يجدي نفعا فارتكاب الأخطاء أمر بشري وهناك فرق بين قول ما فعلته كان فظيعًا وأنا فظيع.
الشعور بالذنب شعور عميق يتجلى من خلال الإجهاد الذي يؤثر سلبًا على صحتك العامة
تحمل مشاعر الذنب والعار لفترة طويلة جدًا يؤثر على ثقتنا وصحتنا العقلية
الغفران قرار متعمد للتخلي عن مشاعر الغضب والاستياء والانتقام

لندن - أن تغفر لأحد تسبب لك بالأذى ليس بالأمر السهل، فهو يتطلب قوة كبيرة ونضجًا، لكن الأصعب من هذا هو أن تسامح نفسك على خطأ اقترفته بحقها وتمضي قدما دون الشعور بالذنب أو الخجل.
غالبًا ما يتم تعريف الغفران على أنه قرار متعمد للتخلي عن مشاعر الغضب والاستياء والانتقام من شخص تعتقد أنه أساء إليك، ومع ذلك، وفي حين أنك قد تكون كريما جدا في قدرتك على مسامحة الآخرين، إلا أنه الأمر يصبح معقدا عندما تتعامل مع ذاتك.
كيف تسامح نفسك؟
فيما يلي الأسباب وكيفية مسامحة الذات، لأنها ببساطة تستحق هذا "الإفراج" من أجل الاستمرار في العيش في جو خال من الخجل والذنب والمضي قدمًا بخيارات أفضل.
عامل نفسك كما لو كنت ستعامل أفضل صديق لك
عندما نفعل شيئًا ينتهك المعايير الأخلاقية، غالبًا ما نبدأ في جلد ذواتنا حيال ذلك دون جدوى. لذلك علينا أن نمارس الكثير من التعاطف مع الذات، ولتوضيح الأمر عندما يتصل بك صديقك المقرب بعد الانفصال عن شريكه ويبدأ في قول أشياء فظيعة عن نفسه؛ على الأرجح ستقول له: "أنت إنسان كن لطيفًا مع نفسك، كلنا نرتكب الأخطاء."
لكننا لا نقول هذه الجملة لأنفسنا في خضم مرحلة "جلد الذات"، إذن، كيف ستبدو مخاطبة نفسك كما لو كنت تتحدث إلى صديق؟
تقول أخصائية العلاقات الزوجية وطب الأسرة إميلي جيمي بحسب موقع "الذات": يمكن أن يساعد هذا السؤال بمفرده في توفير منظور وتخفيف المشاعر السلبية التي نشعر بها تجاه أنفسنا.
ويقول روبرت آلان مستشار العلاقات والأستاذ المشارك في علاج الأزواج والأسرة في جامعة كولورادو إنه يجب أن نتذكر أن "ارتكاب الأخطاء أمر بشري"، مضيفا "هناك فرق بين قول ما فعلته كان فظيعًا وأنا فظيع".
المسامحة عملية نشطة ويمكن أن تتطلب التكرار 
في كثير من الأحيان عندما تفعل شيئًا خاطئًا، يمكنك أن تشعر بموجة مستعرة من الذنب، أضافة إلى مزيج ضبابي من الخزي والتفكير الكارثي أو حتى محاولة إنكار تأثير أفعالك.
في هذه الحالة، قد يساعدك تدوينها، حتى لو لم تكن جميلة، أن تقولها بصوت عالٍ لنفسك، أو تناقشها مع شخص تثق به ولا تقلق بشأن حكمه على أفعالك.
السر هنا هو القيام بكل ما هو ضروري لتحمل المسؤولية عن الفعل والاستعداد لما يجب القيام به في المرحلة التالية.
كل السلوكيات لها جذور عميقة
يقول آلان إذا كنت تصرخ عندما تكون غاضبًا أو تعمل بجد لإرضاء الآخرين، فمن المحتمل أن تكون هذه التكتيكات قد ساعدتك في مرحلة ما.
لذا ذكر نفسك أنه على الرغم من أن الوقت قد حان للتخلي عن هذه الاستراتيجيات، فقد مكنتك من البقاء على قيد الحياة.
تحقيقا لهذه الغاية، يجب أن تشمل المسامحة "قبول هذا الجزء من أنفسنا".
محاولة إصلاح
في هذه المرحلة، نظرت إلى موقفك من منظور أكثر تعاطفًا، وسميت ما حدث بالأسماء، وقررت كيف كانت السلوكيات المدمرة مفيدة في الماضي، لذا اسأل نفسك الآن كيف تريد أن تعوضها.
افترض أنك غاضب من نفسك لأنك تركت أسبوعًا آخر يمر دون تنظيف شقتك، وألقِ نظرة على مواعيدك واجعل يومًا أفضل.
وإذا كان أعصابك تميل إلى الصراخ على الآخرين، فحاول التحكم في هذا الأمر حتى لا تصل إلى هذه المرحلة المتقدمة.
وبحسب موقع "فيستابوز" تقول جيمي أن الفكرة لا تكمن في معاقبة نفسك، فتعديل الاعتذار خطوة إلى الأمام من خلال الاعتراف بالمسؤولية عما فعلته والالتزام بتغييره في المستقبل.
المسامحة عملية تستغرق وقتًا
جزء من عدم جدوى مسامحة الذات هو أنها ليست مجرد مرض لمرة واحدة، ولن تكون تلقائية بعد أن تقول، "أنا آسف" في المرآة.
يقول الدكتور آلان: "المسامحة عملية نشطة ويمكن أن تتكرر". قد لا تكون هذه المحادثة الوحيدة التي تحتاجها للتخلص من الضغينة التي تحملها ضد نفسك، وقد تحتاج إلى العمل مع معالج أو غيره من متخصصي الصحة العقلية لدعمك".
رعاية الذات عقليا وجسديا
لأن الشعور بالذنب هو شعور عميق، يمكن أن يتجلى من خلال الإجهاد الذي يؤثر سلبًا على صحتك العامة، وتحذر الطبيبة النفسية جيني سكوت في مجلة أوبرا مما يلي: "إذا تحملنا مشاعر الذنب والعار لفترة طويلة جدًا، فقد يتسبب ذلك في تباعد علاقاتنا، وتغيير تصورنا لأنفسنا، والتأثير بشكل كبير على ثقتنا وصحتنا العقلية."
هذا هو السبب في أنه من المهم أن تعتذر وتسامح نفسك في أسرع وقت ممكن، وإذا كنت تواجه مشكلة خطيرة في المضي قدمًا، فاطلب المساعدة من معالج نفسي.
يذكر أن مسامحة الذات هي ممارسة قوية لكنها ليست مخصصة للأشخاص الذين يلومون أنفسهم ظلماً على شيء ليسوا مسؤولين عنه.